دمج سبكيم والصحراء
ينقل موجة الاندماجات من المصارف الى البتروكيماويات

24.05.2019
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
يبدو ان عدوى الاندماج في السعودية بدأت تنتقل من البنوك الى شركات البتروكيماويات. فبعد اتمام دمج بنك "ساب" والبنك الاول والاعلان عن مباحثات لدمج "الاهلي التجاري" وبنك الرياض، اعلنت الشركة السعوديّة العالميّة للبتروكيماويات (سبكيم) وشركة الصحراء للبتروكيماويات عن إتمام صفقة الاندماج المتكافئ، الأولى من نوعها في قطاع البتروكيماويات السعودي، حيث وافق مستثمرو الصحراء على عرض مبادلة الأسهم المقدم من قبل سبكيم لتشكيل كيان جديد مملوك بالتساوي من مساهمي الشركتين. يهدف الإندماج إلى رفع الكفاءة، زيادة الإنتاجية وتقوية المركز المالي في محاولة إستباقية للحد من تأثير العوامل الخارجية والداخلية على أداء الشركتين والقطاع بشكل أوسع، ولا نستبعد أن تتبع شركات في قطاعات أخرى هذا المسار لا سيما في قطاعات الإسمنت، التجزئة والأغذية.
تتوقع مركز الأبحاث في مجموعة الاقتصاد والأعمال أن دمج سيبكم والصحراء سينتج عنه نتائج إيجابية تخول المجموعة الجديدة من تحقيق أرباح سنوية إضافية تقدر بحوالي 216 مليون ريال سعودي.
تفاصيل الصفقة
استحوذت سبكيم على جميع أسهم الصحراء مقابل إصدار 0.8356 سهم جديد في شركة سبكيم لكل سهم من شركة الصحراء. على أثره، أصدرت سبكيم 366.6 مليون سهم جديد بقيمة إسمية تبلغ 10 ريال سعودي للسهم، فتضاعف عدد الأسهم ورأس مال الشركة إلى 7,333 مليون ريال سعودي منقسماً بشكل متكافئ بين مساهمي الصحراء وسبكيم. وقد تم تغيير إسم الشركة إلى شركة الصحراء العالميّة للبتروكيماويّات واسمها التجّاري أصبح سبكيم، العالميّة وهي تتداول تحت رمز 2310. وكان قد توقّف سهم شركة الصحراء للبتروكيماويات عن التداول مع إنتهاء جلسة 16 أيّار 2019 بعد أن أقفل على 17.46 ريال سعودي، في حين سيستمر التداول على سهم سبكيم. 
الأهداف الرئيسيّة للصفقة
فضلاً عن تماشي الصفقة مع رؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز دور القطاع غير النفطي في المملكة، دوافع عديدة ساهمت في اتخاذ هذه الخطوة، أهمها:
1- توسيع محفظة المنتجات لتشمل 30 منتجاً تباع في 40 دولة. يبلغ الإنتاج السنوي للكيان الجديد 5 مليون طن وتطمح الشركة إلى تقديم مجموعة أوسع من المنتجات في القطاعات البتروكيماوية الأساسية والوسيطة والمتخصصة، مما سيؤدي إلى إضافة مزايا تنافسيّة تجاريّة وخبرات إنتاجية وتقنية تمكنها من النمو محلياً ودولياً. تطمح الشركة للتوسع في أسواق آسيا والولايات المتحدّة حيث تتطلّع للاستحواذ وإقامة مشاريع مشتركة مع شركات محلية أو للنمو العضوي.
2- تنويع مصادر المواد الأولية وخفض تكلفتها مستفيدة مما يعرف "باقتصاد الكميّة" إذ أن شراء كميّة أكبر من المواد يؤدّي إلى خفض سعرها.
3- استغلال أفضل للموارد البشريّة ممّا قد يساهم في خفض تكاليف الموظّفين لا سيما الإداريين منهم، في حين سيكون التأثير على الموظفين السعوديين محدوداً.
4- خفض المصاريف التشغيليّة كتكلفة نقل وتسليم المنتجات بفضل توحيد الشحنات والعمليّات اللوجستيّة، وخفض المصروفات التسويقيّة خاصّةً أنّ سبكيم تمتلك شركة تابعة متخصصة في تسويق المنتجات الصناعية.
5- إستغلال أمثل للأصول وتعزيز الكفاءة والقدرة الإنتاجية وتحسين الاعتمادية وخفض الخسائر الناتجة عن التوقف عن العمل بسبب الصيانة الدورية للمصانع وغيرها، الأمر الذي يؤدي إلى رفع هوامش الربحية.
6- تقوية المركز المالي ما يمكِّن الكيان الجديد من الوصول لأسواق المال بشكل أسهل من جهة، والقدرة على تخفيض أعباء التمويل من جهة أخرى، والذي ينعكس إيجاباً، في حال حصوله، على ربحية السهم.
7- رفع الحصة السوقية للشركة إذ ستتخطّى أرباح سبكيم والصحراء المجمعة ثلاث شركات على الأقل بينما كانت تعتبر الشركتان قبل اندماجهما أصغر الشركات المدرجة في القطاع. أما في حال تحقيق النتائج المرجوة من الإندماج، فسيرتفع ترتيب الكيان الجديد مركز إضافي ليتخطى الشركة الوطنية أيضاً.
 التحليل المالي والتوقعات المستقبلية
إن الدمج لا يعني أن أرباح الكيان الجديد ستكون عبارة عن جمع أرباح الشركتين قبل الدمج، بل قد يتم إعادة تقييم بعض الأصول مما قد ينتج عنه أرباح أو خسائر غير متكررة تسجل على القوائم المالية الموحدة. كذلك، نتوقع أن يتمكن الكيان الجديد، شركة الصحراء العالميّة للبتروكيماويّات، في غضون عامين من تحقيق مكاسب دورية إضافية نتيجة رفع الكفاءة وزيادة الإنتاجية. ونعرض فيما يلي مقارنة بين النتائج المالية للكيان الجديد في حال تحقيق الأهداف المنشودة من عدمه، حسب توقعات دائرة الأبحاث المالية في مجموعة الاقتصاد والأعمال:
• نتوقع أن يرتفع إجمالي الربح بمبلغ 198 مليون ريال سعودي، وفقاً للبيانات الماليّة للعام 2018 بعد تحقيق العوائد المرجوّة من الاندماج، بفضل القدرة على زيادة المبيعات وخفض التكاليف المباشرة مثل تكاليف المواد الأولية واليد العاملة. كذلك، سيرتفع هامش إجمالي الربح بمقدار 340 نقطة أساس ليصل إلى 34.2% فيما كان سيصل إلى 30.8% في حال عدم تحقيق الفوائد المرجوة من الدمج.
•نقدر  أن تنخفض المصاريف التشغيليّة بقيمة 18 مليون ريال سعودي، نتيجة خفض المصاريف الإدارية والعمومية والتسويقية.
• سيرتفع صافي الربح العائد إلى مساهمي الشركة بقيمة 216 مليون ريال سعودي، وسيتحسن هامش صافي الربح بنحو 380 نقطة أساس. وبالتالي، سيصبح بإمكان الشركة الجديدة توزيع أرباح أعلى على مساهميها.
• ستتحسن مختلف هوامش الربحية وتنخفض مكررات الربحية والقيمة الدفترية وهو ما يعد إيجابياً لمساهمي الشركة كون أنه سيكون نتيجة ارتفاع الأرباح وليس تدني سعر السهم
تأسّست سبكيم في أواخر عام 1999 كشركة سعودية مساهمة مقفلة بهدف أن تصبح من الشركات الرئيسية في إنتاج البتروكيماويات وتزوّد الشركة الأسواق العالمية بمنتجات بتروكيماوية أساسية ووسيطة ذات جودة عالية. أما شركة الصحراء فتأسّست عام 2004 بقدرة انتاجيّة تبلغ 450 ألف طن من البولي بروبلين وبطاقة مليون طن لتكسير غاز البروبان لإنتاج الألفيات والبولي ايثيلين.
بدأ النقاش بين الطرفين في الثالث عشر من مارس 2018 ووقّع مجالس إدارة الشركتين مذكّرة تفاهم غير ملزمة في الثالث من أكتوبر 2018. بعد انتهاء الدّراسات والمفاوضات على الشروط، وقّع الطرفين اتفاقيّة تنفيذيّة ملزمة في السادس من ديسمبر 2018. وفي شهر مايو 2019 تم دمج أعمال الشركتين مترافق ذلك مع تغيرات إدارية لعل أبرزها تغير أربعة أعضاء من مجلس إدارة سبكيم وتعيين المهندس صالح بن محمد باحمدان، الرئيس التنفيذي لشركة الصحراء، رئيساً تنفيذيًّا للكيان الجديد، في حين حلّ المهندس عبد الله بن سيف السعدون، الرئيس التنفيذي لشركة سبكيم، رئيساً للعمليات.