مشروع مدينة من الخيال العلمي «نيوم» يقلب معايير بناء المدن

04.11.2017
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

تساءل الرئيس التنفيذي المُعيّن لمشروع «نيوم» كلاوس كلاينفلد في جلسة علنية من جلسات مؤتمر مبادرة بناء المستقبل في الرياض: «أين على وجه الأرض يمكن أن نجد مكاناً كهذا؟» وكان الرئيس التنفيذي السابق لشركة «سيمنس» الألمانية ثم لشركة «آلكوا» الأميركية العملاقة يشير بذلك إلى حسّ الاكتشاف والمفاجأة الذي شعر به كثيرون بعد زيارتهم هذه المنطقة الفريدة من المملكة العربية السعودية. وعندما بدأ هؤلاء الكبار يفكرون مع الحالم الأول الأمير محمد بن سلمان في ما يمكن أن يفعلوا بموقع كهذا قلّبوا الأمور كثيراً قبل أن يتوصلوا إلى «نيوم» هذه المدينة التي يمكن أن تولد فقط في الخيال العلمي، وهم قرروا أن الوقت ليس وقت خلق مدينة تقليدية جديدة مهما تفنن المعماريون في تخطيطها، مدينة بعمارات شاهقة وأبراج وسيارات وزحمة سير وتلوث وغيرها.

Neom

فكروا وتناقشوا كثيراً قبل أن يستقر الرأي على أن تكون «نيوم» مدينة لا مثيل لها في تاريخ العمارة الإنسانية، مدينة ليس لها «ماض» لذلك فهي قادرة منذ البدء على احتضان المستقبل والحداثة والرفاه والإبداع البشري في أعلى تعبيراته.

ومشروع «نيوم» في حدّ ذاته هو عنوان للرؤية الجريئة للأمير محمد بن سلمان ولمستقبل المملكة العربية السعودية في عهده، فهذا الرجل لا يهاب الخروج من دائرة المعتاد أو قبول المخاطرة بالجديد وبالتالي الرهان على عوائده الكبيرة. 

مدينة فريدة

جرى وضع تصور «نيوم» لتكون مدينة جديدة وفق آخر معايير الحداثة والنقاء البيئي ولتشتمل على ميزات غير مسبوقة في أي من مدن العالم مثل انعدام انبعاثات غاز الكربون نتيجة لاعتمادها التام على الطاقة المتجددة وخلوها من السيارات الملوثة وانعدام الازدحام المروري، واعتماد وسائل نقل نظيفة مثل الدراجات الهوائية والسيارات الكهربائية والذاتية القيادة، والتسوق الرقمي، مع اعتماد العربات الطائرة المتحكم بها عن بعد Drones لتوصيل السلع لأماكن سكن المستهلكين، وسيكون التعليم في المدينة أيضاً ثورياً ويعتمد على الإنترنت والوسائل التفاعلية وليس الصفوف والمدارس التقليدية.

إدارة المدينة

 أما الإدارة فستكون إلكترونية بالكامل بحيث تتم كافة المعاملات والإجراءات اليومية عبر الإنترنت، وستكون «نيوم» أحد أكثر تجمعات السكن والعيش أمناً في العالم بسبب الأنظمة الرقمية وعمل الروبوتات التي ستتولى دوراً أساسياً في حفظ الأمن والرصد والمراقبة. وستوفر المدينة لسكانها والعاملين فيها بيئة مثالية للعيش والعمل، بما تتضمنه من أحدث مرافق الترفيه والعيش الصحي للأفراد والأسر وسط طبيعة خلابة شاطئية وجبلية ومرافق تسلية تستخدم الميزات الطبيعية للموقع كما تستخدم تقنيات العالم الافتراضي وبهذا المعنى، فإن الهدف من بناء«نيوم» هو خلق مدينة تصبح معلماً عالمياً ونموذجاً لا مثيل له لمدن المستقبل. 

تساهم في قيام «نيوم» كمدينة عالمية نموذجية مجموعة من العوامل أهمها: 

 الرؤية السباقة للأمير محمد بن سلمان والذي كان لدوره وعلاقاته وفعاليته في تسويق المشروع دور كبير في استقطاب المستثمرين واطمئنانهم لمستقبله. 

 موقع استراتيجي على ساحل البحر الأحمر بين السعودية ومصر والأردن يمكن أن يجعل من المشروع محطة كبرى للنشاطات التجارية والصناعية والخدمية واللوجيستية والسياحية في العالم، ومدخلاً لأسواق جنوب آسيا والخليج والشرق الأوسط وأفريقيا و(عبر قناة السويس) إلى الأسواق الأوروبية.

 غياب أي عمران في منطقة المشروع ما يترك المجال واسعاً للمخططين والمستثمرين لكي «يحلموا» ويبنوا مدينة تنتمي في كل معاييرها ووظائفها وطريقة عملها إلى المستقبل. 

  تمتع الموقع بمواصفات طبيعية فريدة تجمع بين أجمل ما تحتويه المملكة من طبيعة ساحلية وجبلية وآثار، فضلاً عن المناخ المعتدل (إذ يقل معدل الحرارة في منطقة المشروع بنحو عشر درجات في الصيف عن المعدل الوسطي لغرب المملكة وهو يتراوح ما بين 25 و30 درجة)، وهذا يعطي للمنطقة ميزات سياحية ومناخية استثنائية تعزز عوامل الجذب وتشجع الشركات والمبدعين على الاستقرار والعمل فيها. 

مركز جذب للاستثمارات

  سيعمل على مشروع «نيوم»  أفضل المبدعين العالميين في مجال العمارة المُدُنية فضلاً عن استقطابه لأكثر الشركات تقدماً في مجالات التقنيات الرقمية والروبوتية وصناعات الطاقة المتجددة مما سيخلق بيئة متكاملة للإبداع والحداثة في أصل قيام المدينة وتطورها. 

 يستقطب المشروع استثمارات هائلة تقدر بنحو 500 مليار دولار يتم توفيرها من صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومن الشركاء الدوليين ومن شركات صناعية وصناديق استثمار خاصة ومستثمرين سعوديين وخليجيين ودوليين. ويتمتع المشروع بدعم شامل من الحكومة السعودية كما إن المستثمرين وأصحاب الأعمال سيحظون بدعم تمويلي لإقامة المشاريع التي تخدم أهداف «نيوم».

 يوفر «نيوم» بيئة جاذبة لا مثيل لها في العالم للمستثمرين بسبب نظامه الخاص الذي يخضع لتشريعات وتنظيمات تقوم المدينة أو المنطقة والمستثمرون أنفسهم بوضعها بما يوفّر أفضل الشروط المحفّزة للعمل والاستثمار.