الرياض - مزيد حجاز

تأسست شركة السلام لصناعة الطيران قبل ثلاثة عقود، بمسمّى شركة السلام للطائرات تحت مظلـة برنامج التوازن الاقتصادي التابع لحكومة المملكة العربية السعودية. وكان أمامها تحقيق هدف رئيسي وهو تطوير قدرات المملكة وتحقيق اكتفائها الذاتي في صيانة الطائرات التجارية والعسكرية، إضافة الى نقل التقنية الأجنبية المتقدمـة في هذا المجال تمهيداً لتأهيل الكفاءات الوطنيـة واعدادها لتولي هذه المهام. واليوم، أكدّت السلام أنها كانت على قدر الثقة، من خلال تحولها الى أكبر شركة في مجال عملها ليس على مستوى المملكة وحسب بل والمنطقة، إضافة الى حصولها على اعتمادات دولية عريقة في هذا المجال

باستثناء الدعم الحكومي، فإنّ بدايات الشركة كانت أشبه ببيئة من التحديات المعقدة. فالخبرات السعودية في ذلك الوقت محدودة جداً، كما أنّ تحديد حاجات المملكة لتوطين الخبرات المطلوبة في حينه لم يكن بالأمر اليسير لاعتبارات عدة.

تطور تدريجي

تركزت أولويات شركة السلام على تأمين حاجات الطيران التجاري والمدني، عبر تحديد متطلبات الصيانة ومن ثم استقدام برامج التدريب والاعداد للكوادر المحلية. وخلال تسعينيات القرن المنصرم، دخلت الشركة فعلياً وعبرها المملكة، حقبة صيانة وإعادة تأهيل الطائرات المدنية والعسكرية، وتقديم خدمات المساندة الفنية الميدانية للطائرات. كما حصلت خلال تلك الحقبة على ترخيص منظمة الطيران الفدرالي الأمريكي (FAA)؛ لتغطي مظلة عملها طائرات كبار الشخصيات، طائرات التورنيدو العسكرية، واستقطاب طائرات من خارج المملكة لتقديم أعمال الصيانة. وترافق ذلك مع تطور عدد موظفي الشركة، وتخريج أولى طلائع الكوادر السعودية في مجال صيانة وعمرة الطائرات.

هوية جديدة

بداية الالفية الجديدة كانت مرحلة التطور النوعي في مسيرة السلام، اذ يمكن القول أنها باتت مقاول إقليمي في صيانة وخدمة قطاع الطيران؛ حيث بدأت بدعم برامج طائرات القوات المسلّحة السعودية، عمرة وتطوير الإنذار المبكر والتزود بالوقود، عمرة طائرات F-15SA العسكرية وتوفير المساندة الفنية الرئيسية لها، اعتماد الشركة لتنفيذ الصيانة والضمان على طائرات رجال الأعمال.

وخلال السنتين الماضيتين، أكلمت الشركة حلقة جديدة في مسيرتها، تمثلت في دخول قطاع التصنيع، من خلال تصنيع أول منتج لمقدمة طائرات F-15SA العسكرية، ومن ثم التصنيع لأول منتج لأجنحة طائرات F15-SA، في خطوة تعد الثانية من نوعها على المستوى العالم خارج الولايات المتحدة الامريكية، حيث تتولى أيضاً كوريا الجنوبية مثل هذه الصناعات. وترافق ذلك مع تغيير هوية الشركة وشعارها لتصبح بمسمى شركة السلام لصناعة الطيران.

ولعل الأهم في هذه التطورات أنها تمثل حقبة نوعية في صناعة الطيران في المملكة بفضل ادارتها عبر كادر وطني من مهندسين وفنيين، ما سينعكس إيجابا على خطط المملكة في دعم وتوطين الصناعات الدفاعية والجوية تحديدا.

توسع بدون القيود

التوسع لا يعرف حدوداً، هذا ما يؤكده الرئيس التنفيذي لشركة السلام لصناعة الطيران يحي الغريبي؛ فعلى صعيد الموارد البشرية، فإن أكثر من 56 في المئة من موظفي الشركة هم من السعوديين، من أصل اجمالي نحو 2500 موظف، منهم حوالي 800 يعملون في القواعد الجوية في مختلف انحاء المملكة. ولفت الى أنّ العمل جارٍ في أن تتخطى نسبة التوطين 65 في المئة مع حلول موعد رؤية 2030". وأيضا على صعيد التطور التقني والتصنيعي، فإن الشركة دخلت مع تحالفٍ ضمن مبادرة تعاون وشراكة وطنية لتعزيز صناعة الطيران في المملكة العربية السعودية؛ ويضم التحالف شركات تقنية الطيران، تقنية الدفاع والأمن، الالكترونيات المتقدمة، الشرق الأوسط للمحركات، السعودية المتقدمة للمشبهات، السعودية لهندسة وصناعة الطيران وغيرها.

وعلى صعيد الشراكات العالمية، وقّعت شركة السلام لصناعة الطيران وشركة التصنيع الوطنية اتفاقية مع شركة فيجياك أيرو الفرنسية، بهدف تصنيع عدد من قطع الغيار الخاصة بالطيران التجاري والمدني، الى جانب توطين عدد من ورش العمل الجديدة التي ستخلق مزيداً من فرص العمل. ويؤكد الغريبي، أن هدف الشركة يتثمل في أن تتحول الى ركيزة إقليمية لا تقتصر على تقديم خدمات الصيانة والمساندة الفنية لقطاع الطيران، وانما أيضا التصنيع على أوسع نطاق؛ كذلك هناك توجه الى الاستحواذ على حصص في شركات أجنبية يتكامل عملها مع شركة السلام.

حصلت شركة السلام لصناعة الطيران على العديد من شهادات الاعتماد أبرزها:

-        الهيئة العامة للطيران المدني السعودي (GACA)

-        إدارة الطيران الفيدرالي الأمريكية (FAA)

-        الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA)

كما حصلت على شهادات الجودة العالمية منها:

-        شهادة الجودة العالمية   ISO 9001

-        شهادة إدارة الجودة لصناعة الطيران AS9100

- شهادة الجودة لصيانة الطائرات   AS9110