الرئيس التنفيذي في فنادق "إنسانا"
هالموس: نسعى لتقديم العلامة التجارية
مباشرة في السوق السعودية

22.05.2024
فرانك هالموس الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق "إنسانا"
فندق "باكستون كريزينت" في بلدة باكستون البريطانية
فندق "نوفيه لازنيه" في بلدة مارينباد التشيكية
منتجعات "إنسانا" في بلدة بيشتاني السلوفاكية
جزيرة مارغريت في وسط العاصمة الهنغارية بودابست
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 دبي- الاقتصاد والأعمال

يكشف الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق "إنسانا" Ensana فرانك هالموس في حديث خاص إلى "الاقتصاد والأعمال" على هامش مشاركة المجموعة المتفرّعة عن مجموعة فنادق "دانوبيوس"  Danubius Hotels Groupفي سوق السفر العربي، عن نيّة المجموعة بدخول منطقة الشرق الأوسط التي "ستصبح وجهة شعبية لسياحة المنتجعات الصحية" كما يقول هالموس، مشيراً إلى أن "المملكة لطالما كانت على قائمتنا، وحالياً نسعى للاتفاق مع شريك محلّي لنتمكن من تقديم العلامة التجارية مباشرة في السوق المحلية".

وفي ما يلي نص الحوار:

بصفتك الرئيس التنفيذي لمجموعة "إنسانا" التي تسعى للدخول إلى الأسواق العربية، ما هو الإنطباع الذي كونته لنفسك عن الثقافة العربية من خلال أسفارك إلى تلك المنطقة؟

استناداً إلى تجربتي، أصبح سكان دول مجلس التعاون الخليجي أكثر وعياً بالصحة، وبات الناس فضوليين لمعرفة المزيد عن أي نشاط يمكن أن يساعد في تحسين حالتهم الصحية، فمن منظوري الشخصي، لدي إحترام كبير لكيفية ارتباط الثقافة العربية بكبار السن، ومن الطبيعي أن يعتني الشباب بالآباء والأجداد، وهو أمر (للأسف) ليس بنفس الطبيعية في الثقافات الأخرى، كما أحترم جداً التراث الثقافي في جميع البلدان في المنطقة، وكنت أخيراً محظوظاً بالانضمام إلى احتفالات يوم التأسيس في المملكة العربية السعودية، ويجب أن أعترف أن جميع الأحداث المتعلقة بهذا الاحتفال كانت تجربة لا تُنسى. وهدفنا هو تقديم نوع مماثل من الضيافة في جميع فنادق "إنسانا".

من المعروف أن مجموعة "إنسانا" متفرعة من مجموعة فنادق "دانوبيوس"  Danubius Hotels Group، المشغّل الأصلي الذي قسم محفظته في العام 2019 لإنشاء قسمين متميزين - 15 فندقاً في وسط المدن ما زالت تحمل إسم "دانوبيوس"، و28 منشأة تركّز على الصحة تحت إسم "إنسانا"، فلماذا تم ذلك الانفصال؟

تعد "دانوبيوس" مشغلاً قوياً وذو خبرة متخصصاً في قطاع فنادق المدينة والترفيه، وتضم فنادق ذات سمعة طيبة، مثل فندقي "دانوبيوس هيليا" و"دانوبيوس أستوريا" في قلب العاصمة الهنغارية بودابست. ومن الواضح أنه من الصعب بيع هذا النوع من الفنادق على نفس الموقع الإلكتروني مع منشآت السبا الصحية التي تحاول جذب عملاء مختلفين تماماً، وتستند فلسفتها إلى الجمع بين الخبرة الطبية واستخدام الموارد الطبيعية، مع وجود فرق هائل في الخدمات المتوقعة والمرافق التي تساهم في تجربة الضيوف الإيجابية. لهذا السبب، تظل العلامتان التجاريتان – رغم بقائهما في نفس "العائلة" – على مسار منفصل الآن. هكذا أصحبت "إنسانا" علامة تجارية تركز فقط على الصحة وتبحث عن فرص لإدارة فنادق تتناسب مع هذا المفهوم، بينما رسّخت "دانوبيوس" نفسها أيضاُ كمشغل قوي لفنادق المدينة، وهي الآن تهدف إلى تشغيل فنادق مشابهة في جميع أنحاء أوروبا.

كم بلغ نمو الإيرادات الذي حققته"إنسانا"بعد إعادة تسميتها، خاصة مع الطلب العالمي المتزايد على سوق المنتجعات الصحية والسياحة العلاجية؟

حققنا في السنوات الأخيرة  نمواً في الإيرادات تجاوزت نسبته الـ 20 في المئة، وذلك بفضل فلسفة "إنسانا" وإستراتيجيتها الفريدة التي تجمع بين فريق طبي ملتزم بتقديم خدمات علاجية وصحية بمستوى عالمي، واعتمادها على تقنيات حديثة وعلاجات طبيعية مُستمدّة من الموارد المحلية. وفي ظل رغبة الناس في العيش لفترة أطول، ولكن في الوقت نفسه بصحة أفضل، تقدّم "إنسانا" الحلّ الأفضل الممكن في قطاع الضيافة الصحية لتحقيق تلك الرغبة.

الانتشار الجغرافي

تقع فنادق"إنسانا" في كل من جمهورية التشيك، وسلوفاكيا، وهنغاريا، رومانيا، بلغاريا والمملكة المتحدة. ما الذي يميّز كل وجهة وأي منها هي الأكثر تفضيلاً من قبل العملاء العرب؟

تتميز بلدة "مارينباد" Marienbad  في جمهورية التشيك، بمياهها المعدنية العلاجية، ولذلك كانت في الماضي مقصد الملوك من بينهم الملك البريطاني إداورد السابع. وقد حازت البلدة مؤخراً على لقب "منتجع مناخي" بفضل هواءها النقي، مع تقييد الأنشطة في ربوعها للحفاظ على بيئة غير ملوثة. بينما تضم "بيشتاني" Pieštany في سلوفاكيا أكبر فنادق "إنسانا" حيث يتم التداوي بالطين والمياه الحرارية لتحسين مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي. وتستقطب المدينة الكثير من الضيوف من منطقة الخليج، نظراً لسهولة الوصول إليها عبر رحلات الطيران من فيينا. وتُعدّ بلدة "سمرداكي" Smrdáky  في سلوفاكيا أيضاً مقصداً مهماً لعلاج الصدفية بسبب مياهها المعدنية التي يُنظر إليها كواحدة من أكثر المصادر فعالية في هذا المجال. وبالنسبة إلى منتجعاتنا في هنغاريا، فإن البلاد تضم خمسة فنادق في ثلاثة مواقع. ويفضل العملاء العرب فنادق بودابست التي توفّر مزيجاُ من الأنشطة الترفيهية وخدمات السبا الصحية، وهي تقع في جزيرة "مارغريت"Margaret Island  ذات الطبيعة الجميلة في قلب العاصمة النابضة بالحياة. وتعتبر فنادق "إنسانا" الريفية في هنغاريا ملائمة أكثر للضيوف الذين يفضّلون الإسترخاء وتجديد نشاطهم الذهني والجسدي. وهنا لا بد من الحديث عن بلدة "هيفيز"Hévíz الهنغارية التي تضم أكبر بحيرة حرارية قابلة للسباحة في أوروبا، وتستقطب العملاء العرب على مدار العام.

كما تدير "إنسانا" فنادق في بلدة "سوفاتا" Sovata في وسط رومانيا، حيث تقدّم برامج متنوعة من أبرزها تلك التي تعنى بتقديم المساعدة لمشاكل العقم لدى المرأة. كما ندير في تلك المنطقة أكبر بحيرة حرارية شمسية "هيليوثيرمية" في أوروبا والتي تترامى وسط مساحات شاسعة من الغابات وتحمل اسم "بحيرة الدب" نظراً لشكلها الجغرافي الشبيه بشكل الدب ولكثرة الدببة التي تعيش في الجبال المجاورة. وبالنسبة إلى وجهتنا في بلغاريا، فإننا نشغل فندق "اكواهاوس" من فئة الخمس نجوم في مدينة "فارنا" Varna حيث تطيب الإقامة فيه والاستمتاع بخدماته المترفة. ولا بد من التذكير أن العديد من شركات الطيران العالمية تسيّر رحلات إلى "فارنا" من بينها تلك القادمة من البلدان الخليجية. وأخيراً، فندق "باكستون كريزينت" Buxton Crescent في بلدة "باكستون" البريطانية في منطقة "بيك ديستريكت" القريبة من مدينة مانشستر. ويحظى الفندق بشعبية كبيرة بين الضيوف الذين يفضلون الإقامة في موقع هادىء مظلل بسحر التاريخ وعراقته. كما يمكن للنزلاء القيام بجولات تسوق قصيرة إلى مانشستر مما يجعل هذا الموقع مكاناً مثالياً لأي نوع من العملاء.

أي من الوجهات المذكورة أعلاه تفضلها بنفسك؟ ولماذا؟

من الواضح أن جميع الوجهات قريبة جداً إلى قلبي، ولا يمكنني حقاً اختيار واحدة مفضلة. من حيث التركيز الطبي، يجب أن أؤكد على نتائج "ماريينباد" في تشيكيا، و"بييشتاني" في سلوفاكيا. ولكن سأذكر أيضاً بحيرة "هيفيز" في هنغاريا، وفندقنا الجديد "أكواهاوس" في "فارنا" في بلغاريا. فجميع هذه الوجهات يزورها عملاء عرب، لذلك نحاول بذل قصارى جهدنا لتكييف الخدمات لتلبية احتياجات هؤلاء العملاء، مثل توفير خدمات خاصة، وطعام حلال، ووسائل راحة تتعلق بالدين الإسلامي، وأيضاً توسيع خدمات السبا لتتمكن النساء العربيات من زيارة المسبح والمناطق الأخرى.

يرمز اسم "إنسانا" إلى "الطاقة" إلى جانب كلمة "سانيتاس" اللاتينية والتي تشير إلى أهمية الصحة الجسدية والعقلية. كم من الوقت يحتاج المريض ليحصل على عقل سليم في جسم سليم عند مشاركته في أحد برامجكم الصحية المحسنة والمخصصة للشيخوخة الصحية، أو لتقليل التوتر أو ربما لفقدان الوزن؟

نلاحظ بشكل عام أن العملاء أصبحوا اليوم أقل صبراً. فعلى سبيل المقارنة، في الماضي، أي منذ 150 عاماً، كان يمضي الضيف شهراً كاملاً أو حتى شهرين في مؤسسات صحية ومنتجعات مماثلة وفقاً لحالته الصحية. أما الآن، فالجميع يرغبون بإستعادة صحتهم ولياقتهم البدنية في غضون بضعة أيام، أو أسبوع كحد أقصى. هذا يشكل تحدياً واضحاً ويتوجب علينا أن نتصرف بمسؤولية مع أي خدمة نقدمها. فمعظم برامجنا الصحية الشاملة المحسنة تهدف بشكل رئيسي إلى تقديم نمط حياة صحي مع تقديم بعض العلاجات التي تساعد عملاءنا على تحسين صحتهم الجسدية. لذلك يتطلب البقاء أسبوعاً على الأقل، لكن يمكن تحقيق نتائج أفضل إذا بقي العملاء لمدة 10 أيام أو أكثر، وهذا ينطبق بشكل أكبر على البرامج الطبية التي نقدّمها. وتعتمد مدة الإقامة اللازمة أيضاً على عمر الضيف، وحالته الصحية والمشكلة الصحية التي تعالج.

تنوّع جنسيات العملاء

من أين تأتي غالبية ضيوفكم ومرضاكم؟ وما هي نسبة القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط؟

نحن سعداء بامتلاك قاعدة عملاء متنوّعة جداً. ويشكّل الزوار من الشرق الأوسط جزءاً كبيراً من عملائنا، إلى جانب الدول من مناطق الإتحاد السوفياتي السابق، فهي في تزايد سريع وتكاد تغطي فقدان السوق الروسية. لا تزال ألمانيا سوقاً مهمة، حيث هناك ثقافة طويلة للسياحة الصحية، ومعظم الضيوف يعرفون ما يمكن أن يتوقّعوه من علاجاتنا، وبالتالي يعودون إلينا كل عام. الضيوف من الأسواق المحلية غالباً ما يقيمون لفترات قصيرة، لكن لدينا أيضاً عقود مع شركات التأمين الطبي الحكومي للإقامات التي تستغرق بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهو جزء مهم في أعمالنا في سلوفاكيا وجمهورية التشيك. تجلب لنا منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ما يزيد قليلاً عن 15 في المئة من الأعمال، وهي نسبة تزداد في السنوات الأخيرة ونسعى لزيادتها إلى ما لا يقل عن 20 في المئة. الميزة الكبرى للعملاء العرب هي ولاؤهم، حيث يعودون في بعض الحالات مرّتين أو ثلاث مرات في السنة إذا كانوا راضين عن الخدمات ويشعرون بفوائد صحية إيجابية من العلاجات.

اهتمام بالشرق الأوسط

شاركت "إنسانا" للمرة الثانية في سوق السفر العربي في دبي. كيف تقيّم حضوركم هناك؟

يُعدّ سوق السفر العربي واحداً من أهم المعارض الدولية، ومشاركتنا فيه أولوية قصوى لعلامتنا التجارية. ليس فقط لأن السوق مهمة جداً بالنسبة إلينا، بل أيضاً لأن المعرض نفسه يمثّل جودة استثنائية. في الماضي، كنا نُعجب بالأجنحة المدهشة للعديد من دول مجلس التعاون الخليجي، والآن نفتخر بالعرض إلى جانبهم بجناحنا الخاص. نعتقد أنه من الضروري لقاء الشركاء والعملاء المحتملين الجدد، وغيرهم من اللاعبين الرئيسيين في مجال الضيافة الصحية، ويوفر سوق السفر العربي فرصة ممتازة لتحقيق ذلك.

هناك سعي دائم من قبل "إنسانا" للتوسع والتطلع إلى فرص جديدة لعلامتكم التجارية. فمتى سنرحب بكم في منطقة الشرق الأوسط عموماً ودول مجلس التعاون خصوصاً؟

لطالما كانت المملكة العربية السعودية على قائمتنا، وحالياً نسعى للاتفاق مع شريك محلّي لنتمكن من تقديم العلامة التجارية مباشرة في السوق المحلية. ونحن في صدد التعامل مع جهات أخرى في المملكة لبناء عدة فنادق في المواقع التي تحتوي على الموارد الطبيعية اللازمة لتشغيل منتجعاتنا الصحية. وبناءً على تجربتي الشخصية، أعتقد أن منطقة الشرق الأوسط ستصبح وجهة شعبية لسياحة المنتجعات الصحية.

خطط التوسّع

كم هو عدد المشاريع التي تخطط لها "إنسانا"؟

هنالك حوالي 12 فندقاً قيد التخطيط في إطار زمني يتراوح ما بين أربعة إلى خمسة أعوام. ونأمل بشكل واقعي أن نعلن عن اثنين أو ثلاثة منها في المستقبل القريب، ومن الممكن أن يكون أحدها في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، مما سيسمح لنا بتقديم منتجع صحي مع فندق فاخر يمتاز بهندسة معمارية مذهلة وتصميم داخلي فاخر وخدمات مميزة.

"إنسانا" هي عضو في جمعية المنتجعات الصحية الأوروبية (ESPA)، ماذا تمثّل الجمعية وما هي خصائص "إنسانا" التي تميّزها عن منافسيها؟

نعمل بنشاط كبير على استكشاف علامات تجارية أخرى وفنادق متنوعة لاكتساب معرفة ورؤية جديدة. ولكن عندما يتعلق الأمر بتشغيل المنتجعات الصحية الطبية، فإن "إنسانا" تقف بلا منازع بين أهم الفنادق الكبيرة. ومن وجهة نظر الضيوف، نعتقد بأن التخصص في تقديم خدمات إستثنائية للعملاء هو عامل حاسم في سياحة المنتجعات الصحية، لذا فإن تركيزنا الرئيسي هو على العلامات التجارية والفنادق التي تتميز بتقديم خدمات مخصصة ليس فقط في ما يتعلق بالسبا والعلاجات، ولكن أيضاً من حيث التغذية وبرامج نمط الحياة والترفيه. وتُعد جمعية ESPA شريكاً إستراتيجياً قوياً جداً، إذ تجمع الأشخاص من نفس الصناعة والذين يجمعهم هدف مشترك هو تحسين الحالة الصحية لضيوفهم. لذا من هذا المنظور نعتبر الآخرين شركاء أكثر منهم منافسين.

هل سبق وفكرت في إدخال إسم "إنسانا سبا" على مراكز السبا في بعض الفنادق الفاخرة التي لا تديرونها؟

لقد تقدمت عدة علامات تجارية دولية كبيرة إلى "إنسانا" لتشغيل منتجعاتها الصحية، ويبدو أن هذه فرصة جيدة ومثيرة للاهتمام بالنسبة إلى العلامة التجارية، لذا فإننا منفتحون على هذه المبادرات شرط أن يكون لدينا هيكل شراكة مناسب يعزّز كلا العلامتين، إذ إن قوة "إنسانا" الكبرى تكمن في تقديم برامج صحية محسَّنة وطبية.

ومتى سنرى "إنسانا" في جميع القارات؟

أتمنى أن يحدث ذلك خلال العشرة إلى الخمسة عشرة سنة المقبلة. تتضمّن خطّتنا العامة بالفعل مشاريع محتملة في أربع قارات من أصل سبع. وآمل أن تتمكن من زيارة "إنسانا" في أي قارة في العام 2040- باستثناء القارة القطبية الجنوبية.