إبراهيم الطوق

21.03.2024
إبراهيم الطوق
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

برحيل رجل الأعمال السعودي إبراهيم الطوق تخسر المملكة العربية السعودية أحد أبرز رجالاتها في القطاع الخاص. منذ تولى الطوق مسؤولية مجموعة الجفالي في الرياض لفترة طويلة وعاد ورأس غرفة تجارة الرياض حيث كانت له بصماته وأسلوب عمله المميّز.

وترتبط مجموعة "الاقتصاد والأعمال" بالفقيد بعلاقات قديمة ووطيدة. وقد التقينا على مأدبة غداء في نادي الفروسية في الرياض وتوقعنا فوزه في رئاسة الغرفة. ويوم زرته في المكتب، لاحظت وجود ماكينة للبخار، فسألته عنها فقال أنه يعاني من صعوبة في التنفس. وظلت هذه حالته حتى الوفاة. وتولى الطوق رئاسة البنك السعودي – الفرنسي.

وخلال رئاسته للبنك شجّع الكوادر الوطنية للعمل في القطاع المصرفي فارتفع عدد السعوديين خلال عقدين من 45 إلى 80 في المئة، وزادت فروع البنك من 36 إلى 81 فرعاً فضلاً عن 27 قسماً للنساء.

إبراهيم الطوق رجل مواقف وحوار وانفتاح وموضع احترام وتقدير من مختلف القيادات السعودية الرسمية والخاصة وهو ينتمي إلى فئة النخبة في المملكة عامة وفي العاصمة الرياض بصورة خاصة.

ومما زاد من علاقتنا بالفقيد أن أحد الأصدقاء وهو طه عبد الله القويز تزوّج ابنة الطوق ما وطد العلاقة من العائلتين الطوق والقويز.

وتربطنا علاقة وطيدة مع رجل الأعمال العبد العزيز العبد القادر (أبو رعد)، وهو الأخ غير الشقيق للمرحوم الطوق.

وكان الطوق انتخب رئيساً لغرفة الرياض في العام 1989 واستمر لمدة سنتين ليعود ويحلّ مكانه النائب الأول للغرفة عبد الرحمن الجريسي. وقد قلنا عنه بُعيد انتخابه رئيساً للغرفة الآتي:

" إبراهيم الطوق رئيس جديد قديم لغرفة التجارة والصناعة في الرياض. جديد لأنه للمرّة الأولى يتسلّم رئاسة الغرفة في أعقاب انتخاب فريد من نوعه. تميز بحماسة ومنافسة شديدتين. وقديم لأنه في المجلس وفي هيئة المكتب منذ سنوات. فهو يربط الماضي بالحاضر ويخطط  للمُستقبل إرتكازاً إلى قواعد راسخة وخبرة عريقة.

إلا أن ما هو أهمّ من ذلك، ويشكل الأساس في نظرنا، هو شخصية إبراهيم الطوق. فالرجل من النوع الذي يتجدد باستمرار بثقافته الواسعة والمتواصلة وبمتابعته الدؤوبة للتفاصيل وبنظرته الواقعية إلى الأشياء والتعامل معها في موقعها واطارها ومن ضمن معطياتها وظروفها.

إلتقيناه قبل سنوات فكان ملفتاً. ولو لم يكن كذلك لما لفت نظر زملائه والناخبين في غرفة الرياض ولما كان اختياره رئيساً لغرفة رئيسة وخلفاً لرئيس رئيس.

إبراهيم الطوق يستوعب التغيرات الحاصلة على صعيد اقتصادات "المملكة العربية السعودية" عاش الفورة وما قبلها. وعاش مرحلة التراجع والإنحسار وهو يعيش الآن مع مرحلة الاستقرار وفي كلّ هذه تجده كالعادة محافظاً ومتحفظاً في حكمه على ظواهر الأشياء يعرف كيل يضع كلّ شي في موضعه من دون زيادة أو نقصان فهو ليس رجل مبالغة ولا يقع تحت تأثير انفعالات آنية بل يحاول باستمرار الغوص في عمق الأشياء ليرى الأشياء في العمق.

أسرة مجموعة "الاقتصاد والأعمال" تتقدّم من أسرة الفقيد ومن أصدقائه ومحبيه بأحرّ التعازي.