محمد الفريح

11.02.2022
محمد الفريح في أول مؤتمر لمجموعة الاقتصاد والأعمال في بيروت العام 1993.
محمد الفريح في صورة مع رؤوف أبوزكي
الفريح مع بعض الأصدقاء في صورة تذكارية في أحد مؤتمرات بيروت
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

بالأمس كنت في مكالمة هاتفية مع رجل الأعمال السعودي الصديق عبدالله الحبيب وسألته عن صديقنا المشترك الشيخ محمد عبدالرحمن الفريح فطمأنني عليه وقال أنه زاره منذ فترة. وصباح أمس اتصل بي الأخ عبدالله الحبيب ليبلغني بوفاة الأخ الفريح. وكانت صدمة لي ولكل أسرة مجموعة الاقتصاد والأعمال التي كان أبو عبدالرحمن من أوائل المساهمين فيها، علماً أن علاقتنا به تتجاوز هذه المسألة. إنها علاقة صداقة ومحبة وثقة. وكنت كلما أزور الرياض كانت الزيارة الأولى والمكالمة الهاتفية الأولى تكون للأخ محمد الفريح الذي كان مثالا للصديق الصدوق ومثالاً للإنسان المحب والدقيق في التزاماته والدقيق في مواعيده والمخلص في محبته والجريء في مواقفة وفي صراحته. وإذا كانت لديه ملاحظة على عمل أو شيء ما، فإنه يبلغها من موقع الصدق والمحبة عملاً بالمثل القائل "صديقُك من صدَقَك لا من صدَّقك". وكان الفريح من أوائل الذين شاركوا في مؤتمرات "الاقتصاد والأعمال" في لبنان بدءاً من المؤتمر الأول العام 1993. ويومها كنا على مأدبة في أحد المطاعم اللبنانية في شارع المعرض في بيروت فإذا بمكبر صوت الجامع وبعد قليل بجرس الكنيسة وعلى مقربة كانت المطاعم تعمل كالمعتاد ومن دون أية موانع لشيء. فبادرني الأخ الفريح بالقول: يا رؤوف أنتم لا تعرفون قيمة بلدكم، إذ ما من بلد في المنطقة تجد فيه هذا الإنفتاح الديني والإجتماعي وهذا المستوى من الخدمة والتي تضاهي إن لم تكن تفوق المستويات الأوروبية.

كان الفريح مدرسة سلوك وقيم ومحبة وكرم وعطاء. وهو واحد من نخبة أهل الرياض. كنا نلتقي دورياً في ديوانية الفريح وفي الديوانيات الأخرى. وما من مرة كنت في الرياض إلا وكنت واحداً من هذه الشلة كصديق لكل أفرادها.

ومحمد الفريح شغل مركز رئاسة غرفة تجارة وصناعة الرياض وكانت له تقاليده وممارساته الرفيعة المستوى متجاوزاً الشكليات البروتوكولية متمسكاً بجوهر العمل والعلاقات. وكان على الدوام مرجعاً معنوياً محبوباً وموثوقاً في محيطه ومجتمعه.

جمع محمد الفريح بين عالم الإدارة وعالم الثقافة وعالم الأعمال. فقد كان أحد أركان وزراة المعارف السعودية وهو من رعيل المؤسسين، وكان رجل ثقافة بإمتياز، وشغل مركز الملحق الثقافي في السفارة السعودية في بيروت، وكان رجل أعمال موثوق وتولى رئاسة البنك السعودي الهولندي وفي كل ميادين العمل والحياة بقي هو هو رجل حكمة وحصيف وطيب مع الجميع يمارس عمله بإستقلالية وحنكة ومتابع جيد لكل جديد في عالم الثقافة والسياسة والأعمال.

كانت لقاءاتنا كثيرة في الرياض وفي بيروت وفي سويسرا وفي باريس، إذ يندر أن نكون معاً في بلد واحد إلا ويكون لنا لقاء بل لقاءات. عاش كبيراً وكريماً ورحل وهو يمارس كل هذه الصفات.

نودع محمد الفريح كواحد من العائلة ومن اسرة مجموعة "الاقتصاد والأعمال". نودعه كإنسان يتمتع بكل الصفات والمواصفات الحميدة. تعازينا الحارة للسيدة أم عبدالرحمن والتي وقفت إلى جانبه في كل المراحل بكل محبة وبكل وفاء وإخلاص. تعازينا لنجله الأخ عبدالرحمن الذي عرفناه منذ الصغر وشاركنا في فرحه في الرياض. وتابعناه بإهتمام كواحد من أبنائنا. تعازينا الحارة لأصدقاء الفريح ولمجتمع الأعمال السعودي عامة ولكل قريب أو صديق ومحب. يبقى محمد الفريح في ذاكرتنا كواحد منا. كرجل قدوة لنا جميعاً. رحمه الله وأطال في أعمار الأهل والأصدقاء والمحبين.

                                                        رؤوف أبوزكي