عدنان يوسف يقرر التقاعد:
مسيرة 40 عاماً من العمل المصرفي

13.01.2021
عدنان يوسف
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

بعد مسيرة دامت لأكثر من أربعين عاماً قضيتها في العمل المصرفي، والتي كانت آخر عشرين عاماً منها، مع مجموعة البركة المصرفية، شعرت بأنه قد آن الأوان للتقاعد، متوجهاً بالشكر والحمد إلى المولى العلي القدير أن وفقني في خدمة العمل المصرفي، ولا سيما الصيرفة الإسلامية وفي خدمة جميع أصحاب المصلحة الذين عملت معهم، ومملكة البحرين العزيزة، وكافة البلدان التي تتواجد فيها وحدات المجموعة، متضرعاً اليه أن يجعلها مسيرة مباركة تسجل في ميزان حسناتي.

مدرسة الشيخ صالح كامل 

أتوجه بالشكر والتقدير والامتنان الى كافة الجهات الرقابية والحكومية والمسؤولين في مملكة البحرين وكافة الدول التي تتواجد فيها وحدات المجموعة، ولا سيما مصرف البحرين المركزي والبنوك المركزية التي تشرف على هذه الوحدات لما حصلنا عليه من دعم ومساندة وتوجيه. كما لا يفوتني الشكر والتنويه بالمغفور له المرحوم الشيخ صالح كامل الذي منحني ثقته وتعاونه، وكان لي بمثابة مدرسة تعلمت فيها الكثير في مجال الصيرفة الإسلامية، وأثرى بتوجيهاته وفكره الرائد بتجربتي المصرفية، وأنا على ثقة من إستثمار هذه الروحية مع الرئيس الجديد للمجموعة.

البركة والمراحل الأساسية 

بالنسبة الى مسيرة مجموعة البركة المصرفية التي ترأست ادارتها التنفيذية منذ تأسيسها، فقد حفلت بإنجازات كبيرة، حيث بدأنا هذه المسيرة من الصفر لنجمع تحت مظلة المجموعة تسع وحدات مصرفية، وكانت المهمة الأساسية للمجموعة صهر هذه الوحدات في استراتيجية أعمال واحدة تقوم على أحدث الممارسات المصرفية، كما أعقبها طرح جزء من أسهم المجموعة للاكتتاب العام في العام 2006، وكان أكبر اكتتاب لمجموعة مصرفية إسلامية آنذاك وشهد اقبالاً كبيراً، ثمّ قمنا بإعادة استثمار الأموال المتأتية من الاكتتاب في تقوية رؤوس أموال الوحدات القائمة وأسسنا اربع وحدات مصرفية جديدة ومكتبين تمثيليين. واليوم بات اسم مجموعة البركة المصرفية، يقترن على الصعيدين العربي والعالمي بنموذج الصيرفة المسؤولة اجتماعياً، كما يقترن بالصدق والمسؤولية الأخلاقية في تعاملاتها مع كافة أصحاب المصلحة، كما يقترن بالريادة في تطوير التشريعات والفتاوى المرتبطة بمستجدات الصيرفة الإسلامية، ويقترن كذلك بالريادة في الابداع والتحول الرقمي في تقديم الخدمات المصرفية الحديثة، كما يقترن أولاً وأخيراً بالولاء للمجتمعات التي تعمل فيها، وتعمل فيها وحداتها المصرفية. 

نمو مضطرد بلغة الأرقام 

بالتزامن مع تعزيز هذه الهوية الفريدة من نوعها عربياً ودولياً، وعلى الرغم من كافة الازمات الاقتصادية والسياسية التي مررنا بها وعايشتها وحداتنا المصرفية طوال السنوات الماضية، نجحنا في تحقيق نمو مضطرد ومستدام في أعمالنا وعوائدنا قائم على استدامة مصادر الدخل والاعمال والتنويع الجغرافي المتوازن والمصادر التمويلية والبشرية والتقنية والكفوءة وشبكة واسعة من الفروع تبلغ نحو 700 فرع توظف أكثر من 12300 موظف، وهي قصة أخرى تحكي دور المجموعة ووحداتها في خلق وظائف العمل اللائقة في المجتمعات التي تعمل فيها. ويبلغ مجموع أصول المجموعة في الوقت الحاضر نحو 27 مليار دولار (مجموع الأصول سيصل إلى نحو 99 مليار دولار لو استبعدنا انخفاض العملات المحلية للدول التي تعمل فيها وحداتنا المصرفية أمام الدولار طوال السنوات السابقة).

منظمات محلية وإقليمية 

كما لا يفوتني في هذه المناسبة أن أعبّر عن اعتزازي وفخري الكبير بالعمل طوال السنوات السابقة كعضو مجلس إدارة ثم رئيس مجلس الإدارة لجمعية مصارف البحرين، وكذلك لسنوات طويلة ترأست خلالها رئاسة اتحاد المصارف العربية، حيث عملت سوية مع اخوة واخوات أعزاء في جمعية مصارف البحرين على تكريس الشراكة مع مصرف البحرين المركزي في تعزيز مسيرة القطاع المصرفي في مملكة البحرين، وتوجناها بتنظيم احتفال كبير وناجح بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس البنوك في البحرين. 

إنني في ختام هذه المسيرة المصرفية أتوجه بكل الشكر والتقدير والإمتنان لكم شخصياً ولكافة من عملت معهم وأعانوني في تأدية مهامي، ولا سيما اخواتي في مكتبي وفي الوحدات التي تتواجد فيها المجموعة، ولا استثني احداً منهم، سائلاً المولى القدير ان يحفظكم ويرعاكم ويبقيكم في أمان، وأن تزال عنا قريباً هذه الجائحة بفضل من الله ومنة منه، إنه سميع مجيب. 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته