صالح كامل:
الغائب الحاضر

19.05.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 

صالح عبدالله كامل ظاهرة قد لا تتكرر في العالم العربي. عرفنا هذا الرجل المبادر والمبدع والمقدام في العام 1981 ورافقناه في كل مراحل حياته لاسيما في مرحلة الشباب التي اتسمت بسرعة الحركة وبكثرة المبادرات الإستثمارية في البلدان العربية والإسلامية. رجل حركة ورجل بركة. يعرف كيف يأخذ ويعطي في كثير من الأحيان بلا حساب. ما من بلد عربي وإسلامي إلا وكانت له فيه بصمات ومبادرات واستثمارات ومساعدات وعلاقات على أعلى المستويات. ربح الكثير وخسر الكثير وبقي هو هو رجل الحركة والطموح. رجل الأحلام والأعمال. رجل الأقوال والأفعال.

 قبل أيام كنا معاً على الهاتف نتحدث عن المستقبل القريب، مستقبل ما بعد الكورونا. عرضنا عليه فكرة توثيق تجربته التي عشناها وواكبناه وغطيناها وعرفنا الكثير من نجاحاتها وإخفاقاتها وكان جوابه: "رؤوف لا أريد أن أتحدث عن الشخص". قلنا له "توثيق التجربة لا لشخصك بل للأجيال والمجتمع". وافق مبدئياً وقال نلتقي بعد الكورونا ونتحدث معاً. وقبل ذلك وعندما أرسلت له لقطات من ذكريات موثقة في أعداد "الاقتصاد والأعمال" أجابني بصوته الجهوري وبالحرف الواحد عبر الواتساب: "صباح الخير والعافية يا أخ رؤوف، الله يرحم الأيام الحلوة التي كنا فيها نجوب الدنيا معاً دفاعاً عن الاستثمار، الحمدالله على كل حال، جزاك الله خيراً، ذكرتني بأيام الصبا".

برحيل صالح كامل تخسر المملكة العربية السعودية أحد فرسان الإستثمار والأعمال فيها. ويخسر العالم العربي والإسلامي رجل الأعمال المميز ورجل المبادرات الإعلامية لاسيما الفضائية منها. 

باكراً غادرتنا يا أبا عبد الله سيما وأنه كان لديك الكثير الكثير مما ستقوله وتفعله، وعزاؤنا في عبدالله و محي الدين وفي جميع أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة ممن سيكملون المسيرة.

كانت لنا تجربة طويلة وغنية مع صالح كامل منذ الثمانينات وحتى الرحيل. مليئة بكل التجارب، مليئة بكل المحبة، مليئة بكل التقدير. عرفناه في سلوكه العملي وفي علاقاته العائلية وفي إحساسه الإنساني المرهف.

 صالح كامل رجل عمل وخير ومبادرات في كل الأوطان.

كان صالح كامل أحد أبرز مساهمي مجموعة "الإقتصاد والأعمال" وأحد أبرز الداعمين لها في مراحلها المختلفة، وقلما كان يمر مؤتمر من مؤتمرات المجموعة في أي بلد إلا ويكون في طليعة المشاركين والمتحدثين.

 فأسرة المجموعة تتقدم من جميع أفراد العائلة ومن أسرة مجموعة دلة البركة بأحر التعازي بفقدان الأخ والصديق والمساهم. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

رؤوف أبوزكي