صالح الطعيمي

14.01.2020
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

فوجئت وفجعت بوفاة الأخ والصديق صالح الطعيمي، الأمين العام الأسبق لغرفة تجارة وصناعة الرياض. وقبل نحو الشهر كنت طلبت من شقيقي فيصل زيارته في الرياض للإطمئنان عليه وإبلاغه تحياتي بإنتظار زيارتي له، لكن أبو وليد لم ينتظر. 

صالح الطعيمي واحد من الرجال الذين يفتقدهم مجتمعهم قبل الأهل والأحبة فهو قدوة في سلوكه وأخلاقه. في صدقه وصراحته. في ثقة واحترام الناس له. يعطي كل ذي حق حقه. عرفته قبل نحو 40 عاماً مع ولادة مجلة «الاقتصاد والأعمال». وفي رحلة عمل مشتركة من الكويت إلى الخرطوم في إطار اجتماعات ونشاطات الهيئات المالية العربية توطدت علاقتنا، إذ تسنى لكل واحد منا أن يتعرف على تجربة الآخر. نشأ في بيئة فقيرة مادياً لكنها غنية بالقيم والتقاليد، وروى لي كيف كان يذهب إلى المدرسة على ظهر دابة، حافياً أحياناً. روى وروى.. فذكّرني بالنشأة والبدايات والإعتزاز بالذكريات. 

ولشدة تقديره لتجربة مجلة «الاقتصاد والأعمال» أصرّ على المساهمة فيها، لا بهدف الربح بل لتأكيد التقدير. قبل سنوات فقد أبو وليد أحد أبنائه فكانت الصدمة كبيرة، فأثرت على نفسيته وصحته وعلى نمط حياته، لكنه بقي على الدوام رجل المحبة والثقة والتواضع، رجل الانفتاح والوفاء، وملتقى الأحبة والأصدقاء. 

كان بودي أن نلتقي يا أبا وليد وأن أكون في وداعك. علمت متأخراً، كنت مسافراً ومريضاً وحزنت مرتين، مرة لوفاتك ومرة لغيابي عن مشاركة عائلتك في العزاء. إن عز الحياة في أبنائها. أطال الله في عمر وليد وفي عمر الأقربين والأبعدين.

وتبقى ذكراك في وجداننا وسنظل ننهل من قيمك ومبادئك ومن سلوكك، ما يساعدنا على الإلتزام بقواعد المحبة والوفاء والتي تلاقينا وتوافقنا عليها، ونأمل أن يستمر الأخ وليد على النهج، نهج القيم والصداقة، وكلما ذكرناك وتذكرناك نتذكر معك نخبة من الأصدقاء الأوفياء المشتركين أطال الله في أعمارهم جميعاً وفي طليعتهم معالي الشيخ محمد أبا الخيل والأخ والصديق محمد عبدالرحمن الفريح والأصدقاء ابراهيم الطوق و عبدالله القويز و عبدالله دحلان وغيرهم الكثيرون ممن لا مجال لذكرهم في هذه العجالة. 

رحمة الله عليك يا أبا وليد، ولا اعتراض لنا على ما أراده الله لنا من سراء وضراء.

رؤوف أبوزكي