أصبح من شبه المؤكد أن يتم طرح أسهم أرامكو على مرحلتين: المرحلة الأولى تتضمن طرح نسبة قد تصل إلى 1 في المئة في السوق المحلية قبل نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل على أن تليها المرحلة الثانية والتي تتضمن الطرح في الأسواق العالمية، وذلك بعد استكمال الإجراءات التي بدأت منذ نحو عامين وتضمّنت تقييم احتياطات الشركة من النفط والغاز، وسياسة الإفصاح عن ميزانياتها ونتائجها المالية، وتطوير أنظمة الحكومة، وإصدار سندات في الأسواق الدولية بعد الحصول على التصنيف الإئتماني من الوكالات المتخصصة، ويبقى الآن إنجاز الإجراءات المتعلقة بإختيار مدراء الإصدار والشروط واختيار السوق أو الأسواق التي سيتم فيها الإدراج، والأهم من ذلك كله تحديد سعر الطرح. 

إن تحديد السعر سيعتمد من ضمن عوامل أخرى على الإقبال المتوقع على الإصدار وكذلك على اتجاهات أسعار النفط في الأسواق، فأي تحسّن في سعر النفط سيؤدي إلى سعر أعلى للطرح، والأسواق حالياً تبدو متأثرة بعوامل متضاربة أهمها: أولاً: التوتر الإيراني – الأميركي الذي يبدو أنه أخذ بالانحسار وهناك مؤشرات مشجّعة في هذا الاتجاه مثل اللقاء المحتمل بين أميركا وروسيا وإيران، وتراجع خطر الصدام العسكري بعد إقالة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون. ثانياً: آفاق الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة والتي تنتظر نتائج الجولة الجديدة من المحادثات المقرر عقدها قريباً. وثالثاً: مخاطر إنحسار النمو الاقتصادي العالمي والتي تزايدت مؤشراته في الأشهر الماضية ولاسيما في الولايات المتحدة الأميركية. 

من الواضح أن طرح أرامكو أصبح على رأس الأولويات السعودية ولاسيما بعد إعادة الهيكلة التي حصلت مؤخراً والتي تضمّنت تعيين وزير جديد للطاقة وهو شخصية نفطية طليعية هو الأمير عبدالعزيز بن سلمان بعد فصل الوزارة عن رئاسة أرامكو وعن وزارتي الصناعة والتعدين.

ويمكن القول إن طرح أرامكو سيكون أحد أهم الأحداث الاقتصادية في المملكة والمنطقة والأسواق العالمية خلال العامين الحالي والمقبل والذي تتطلع إليه بلدان نفطية وغير نفطية أخرى، إضافة إلى المصارف الاستثمارية العالمية وشركات الطاقة الأخرى.