قمة "سامينا":
لا ازدهار رقمي في المنطقة من دون تعاون

21.05.2024
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

بيروت – إياد ديراني

وسط تطورات متسارعة في عالم الاتصالات، مدفوعة بالاختراقات التكنولوجية غير المسبوقة على جبهتي الجيل الخامس المتقدم (5G-A) والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، جاءت الدورة الـ 15 من "قمة قادة قطاع الاتصالات" التي انعقدت في الإمارات، لتُعيد تصويب بوصلة النقاش في عالم الاتصالات إلى حيث يجب أن تكون، وتحديدا إلى تحقيق التعاون بين جميع الأطراف واللاعبين الدوليين الرئيسيين في القطاعين العام والخاص، وتوفير أرضية مناسبة تتيح التكامل والذكاء الاصطناعي واستدامة البنية التحتية على المدى البعيد، مع الأخذ بالاعتبار ضرورة التصدي لتحديات الأمن السيبراني.   

وتجسّدت أهمية هذا اللقاء الذي يأتي في لحظة مفصلية في تاريخ قطاع الاتصالات العالمي والإقليمي، بأربعة مؤشرات: أولاً، المشاركة الكثيفة لقادة قطاع الاتصالات في المنطقة والعالم في أعمال "القمة". ثانياً، تنظيم "هواوي" لـ "منتدى الأمن السيبراني" على هامش "القمة" فضلا عن كونها الشريك الاستراتيجي للـ "القمة" في دورتها الـ 15. ثالثاً، مُضي مجلس سامينا للاتصالات الذي نظّم "القمة"، بطرح أهم القضايا المتصلة بواقع ومستقبل قطاع الاتصالات العالمي وانعكاس ذلك على المنطقة. الجدير بالذكر هنا، أن مجلس سامينا للاتصالات، يمثّل تحالف شركات الاتصالات والمنظمات غير الربحية التي تمثل مجتمع مشغلي الاتصالات وتشمل عضويتها مختلف شرائح شركاء صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات من الهيئات التنظيمية والمصنّعين وموفّري الحلول والمنتجات والخدمات والأوساط الأكاديمية ومؤسسات الترخيص والسياسات والمعايير الدولية. وتغطي نشاطات مجلس سامينا ثلاث مناطق جغرافية واسعة من العالم تضم دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. رابعاً، نوعية القضايا التي طرحتها "القمة"، والتي شملت محاور مثل: رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الأطراف المعنية بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للعمل على تعزيز البنية التحتية وتحقيق مزيد من مراحل التحول الرقمي المستدام. وخلق البيئة الرقمية المناسبة لتطوير وتنمية أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات. كما شملت أيضا مواضيع حيوية أخرى تتعلق بالأمن السيبراني وفرص الاستفادة من حزم جديدة للطيف الترددي في دول مجلس التعاون الخليجي، وتكامل التكنولوجيا الرقمية مع نهج التنمية المُستدامة على ضوء ريادة عصر شبكات الجيل الخامس المتقدم، وتطوير المنظومة الفضائية والأقمار الصناعية، وتحفيز الابتكار والشمول الرقمي إضافة إلى تمويل القطاع وتطوير البنية التحتية للنطاق الترددي العريض.

مشاركة رفيعة المستوى

وشارك في "القمة" نخبة من المتحدثين والضيوف رفيعي المستوى من الهيئات التنظيمية في منطقة الشرق الأوسط متمثلةً بهيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات (TDRA)، وجمعيات القطاع ممثلة بالجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، والرابطة العالمية للنطاق العريض (WBBA)، ومقدمي حلول تقنية المعلومات والاتصالات، وغيرهم من ممثلي الشركات، والمحللين، وشركاء النظام الإيكولوجي في عالم الاتصالات والمؤسسات الإعلامية.

وألقى المدير التنفيذي لإدارة شؤون تطوير التكنولوجيا في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات سيف بن غليطة، الكلمة الافتتاحية للمنتدى الذي ضمّ كذلك متحدثين بارزين، مثل: رئيس الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جواد عباسي، ومدير عام الرابطة العالمية للنطاق العريض مارتن كرينر، والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا وتقنية المعلومات في "إي آند الإمارات" الإماراتية خالد المرشد، والرئيس التنفيذي للشؤون التجارية في "دو" الإماراتية كريم بنكيران، ورئيس قطاع الحلول اللاسلكية في شركة هواوي تشاو مينغ، ونائب رئيس المهندسين في شركة "تشاينا تيليكوم" ليو تشي يونغ، والرئيس التنفيذي للتسويق في مجموعة أعمال "هواوي كارير" لشبكات الاتصالات د. فيليب سونغ.

بوكار: ضرورة التعامل مع التحديات

وخلال القمة كانت كلمة للرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة مجلس "سامينا للاتصالات" بوكار أيه با، دعا فيها قادة القطاع لإعطاء الأولوية للتعامل مع التحديات الحالية لقطاع الاتصالات التي تقف حائلاً على طريق تحقيق مردوده الإيجابي للقطاعات الأخرى. كما ركّز على أهمية تفعيل أُطر تعاون جديدة تستكشف مزيداً من فرص تطور البيئات الرقمية ضمن مختلف سيناريوهات الأعمال والخدمات العامة لتحفيز الازدهار الرقمي في دول المنطقة. ونوّه بوكار بأهمية تفعيل حوارات موضوعية تُثمر في متابعة احتياجات تطور محاور هامة ضمن قطاع الاتصالات كالاستدامة والارتقاء بالبنية التحتية والتكامل بين التقنيات الرقمية والاستفادة من النماذج العالمية الناجحة لقطاع الاتصالات التي أثبتت جدارتها في رفع مستوى الكفاءة والإنتاجية ومستوى الحياة العامة، وفي مقدمتها التطبيقات التجارية لشبكات الجيل الخامس.

رؤية هواوي: بناء عالم ذكي متصل بالكامل

أما "هواوي"، فقد شاركت في "القمة" بصفتها شريكاً استراتيجياً لأعمال هذا الملتقى على مدى 11 عاماً على التوالي ومساهماً في رحلة التمكين التكنولوجي وازدهار البيئات الرقمية وشريكاً استراتيجياً لمشغلي الاتصالات في دول المنطقة في مجال شبكات اتصالات الجيل الخامس والمرحلة الجديدة منه الذي بدء العمل بها وهي الجيل الخامس "المتقدم"، وكانت كلمة خلال "القمة" لرئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ستيفن يي أكد فيها على التزام هواوي بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية ببناء نظام ايكولوجي شامل ومتكامل لتطوير أعمال قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المنطقة.

وقال ستيفن يي: "تتجسّد رؤيتنا في بناء عالم ذكي متصل بالكامل، ونلتزم ضمن هذا السياق العمل مع شركائنا لرفع مساهماتهم وتطوير القطاعات الأخرى بالاستفادة من التقنيات الحديثة كشبكات الجيل الخامس "المتقدم" الذي بدأنا العمل على نشرها فعلياً. ونقوم بذلك وفق نهج متطور يسعى للتكاملية بين أهم عناصر القطاع كقدرات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي".

وختم قائلا: "هدفنا المساهمة في بناء نظام إيكولوجي متقدم لتقنية المعلومات والاتصالات يعمل على تمكين الشركات وتنمية مواهب القطاع الرقمي بالتعاون مع المنظمات الدولية وقادة القطاع والشركاء والعملاء. ونسعى لتحفيز ابتكارات هذا القطاع لصالح أهداف حيوية كتحقيق التنمية المستدامة، ونسخّر إمكانيات منظومة أعمالنا من شبكات الاتصالات والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والطاقة الرقمية والأجهزة الذكية لتمهيد الطريق أمام تطوير البنية التحتية وبناء الاقتصاد الرقمي في دول المنطقة".

منتدى الأمن السيبراني

وخلال جلسات "منتدى الأمن السيبراني الذي نظّمته هواوي على هامش القمة وشاركت فيه stc السعودية إضافة إلى عدد كبير من قادة القطاع والخبراء ، فقد تم طرح عدد من المحاور البالغة الأهمية. إذ ناقش المنتدى جملة من المواضيع الحيوية الخاصة بالتحديات والفرص المستقبلية للأمن السيبراني على ضوء التسارع الحاصل في نشر التقنيات الحديثة كشبكات الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. وسلّطت نقاشات المنتدى بشكل أساسي الضوء على موضوع "تعزيز المرونة السيبرانية في قطاع الاتصالات لحماية الأعمال في العصر الرقمي". وشاركت في مناقشة هذه القضايا نخبة من خبراء الأمن السيبراني في شركات الاتصالات والهيئات التنظيمية والمنظمات الإقليمية والدولية.

ويندرج هذا المنتدى الذي أدار نقاشاته مدير عام دفع الأمن السيبراني في شركة stc مازن الأحمدي، في إطار سلسلة اللقاءات التي تنظمها شركة هواوي لرؤساء وخبراء أمن المعلومات في شركات الاتصالات العالمية. وتهدف هذه الاجتماعات لتبادل الآراء والخبرات في مجال تعزيز المرونة السيبرانية ضمن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لحماية البيئات الرقمية في ظل تسارع وتيرة التحول الرقمي ضمن مختلف القطاعات وتضاعف حجم البيانات وتعدّد قنوات وسُبل تمرير وتخزين البيانات وارتباطاتها بالتقنيات الحديثة.

وتنبثق أهمية المنتدى من كونه يخاطب واقع ومتطلبات التحوّل العالمي المتزايد نحو التقنيات الرقمية الذكية التي تدفع باتجاه مزيد من التقارب العميق بين شبكات الاتصالات المتطورة وقدرات الحوسبة السحابية والتقنيات الذكية، بحيث أصبحت مسألة اقتران التقنيات ببعضها جزءاً أساسياً من هذا التحول. وبالتالي دخلت مسؤوليات الأمن السيبراني وحماية البيانات وخصوصية المستخدم مرحلة جديدة من التحديات التي تحمل معها في الوقت ذاته العديد من الفرص للأعمال.

وناقش المتحدثون طبيعة التحديات الراهنة في عصر شبكات اتصالات الجيل الخامس (5G) والجيل الخامس المتقدم (5G-A) المدمجة مع قدرات الحوسبة السحابية والذكاء الصناعي، والإجراءات التصحيحية الواجبة والجهود المطلوبة على مستوى التعاون الإقليمي الدولي لا سيما في مجال تبني نماذج الأعمال الناجحة والمعايير الدولية المتفق عليها في قطاع الاتصالات. وتناول المجتمعون أيضا مسائل الأمن السحابي والاستراتيجيات والنماذج والأدوات والمهارات اللازمة لتحقيق المرونة السيبرانية، والدعم المطلوب من الهيئات التنظيمية وصنّاع القرار.

وقال الأحمدي: "على ضوء المشهد الرقمي سريع التطور، أصبح الأمن السيبراني وحماية الخصوصية من الأولويات الرئيسية للشركات ضمن جميع القطاعات، ولا سيما الاتصالات، حيث تزايدت الانتهاكات السيبرانية بشكل كبير مع ازدياد ترابط العالم واعتماده على البنى التحتية الرقمية. وانطلاقاً من أهمية التصدي لهذه التحديات، كان هذا اللقاء الذي جمع نخبة من كبار قادة وخبراء القطاع وشركائه لتبادل الرؤى والأفكار في إطار التعاون على صياغة استراتيجيات قوية لتحصين قطاع الاتصالات في مواجهة التهديدات السيبرانية المستمرة".

أما رئيس الأمن السيبراني في شركة هواوي في المملكة العربية السعودية محمد العصيمي، فعبّر عن الالتزام بتعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني ومرونته. وقال: "نسخّر في هواوي وبشكل متواصل جهود البحث والتطوير لصالح رفع قدرات الأمن السيبراني في قطاع الاتصالات وبناء نظام إيكولوجي شامل ومتكامل بالشراكة مع كافة الأطراف المعنية، وبشكل يتماشى مع المعايير الدولية المتعارف عليها والمُثبتة فاعليتها. ونلتزم في هذا السياق بدعم شركات الاتصالات وشركاء القطاع للعمل معا على تعزيز البنية التحتية ورفع إمكانيات الأمن السيبراني في العالم الرقمي الذكي".