"يوم الرغيف العربي" في الأسكوا
توصيات نحو التنمية المستدامة

17.07.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

أحيت منظمة اللجنة الاقتصادية لغرب آسيا (الاسكوا) يوم الرغيف العالمي خلال ندوة اقامتها في بيت الامم المتحدة في بيروت تحت شعار "رغيف خبزنا... صحة لأجيالنا واستدامة لكوكبنا". وتناولت الندوة مواضيع انتاج القمح والخبز في مختلف الدول العربية ومناقشة التحديات التي تواجهها المنطقة مثل آثار جائحة كورونا، الحرب الروسية-الاوكرانية، تغيُّر المناخ، اضافة الى الصراعات الوطنية والإقليمية. وعقدت الندوة بمناسبة إحياء ذكرى المؤتمر العربي الأول لصناعة الحبوب في الأردن عام 1984.

افتتحت الجلسة مع كلمات كل من وزﯾﺮ اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﺴﻮري ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﺎن ﻗﻄﻨﺎ ووزير الزراعة اللبناني ﻋﺒﺎس اﻟﺤﺎج ﺣﺴﻦ ممثلاً بـ عبدلله نصر الدين ورﺋﯿﺲ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ ھﯿﺜﻢ اﻟﺠﻔﺎن الذي ركز في كلمته على ضرورة ﺘﻘﯿﯿﻢ الاعمال السابقة وﻣﺎ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻤﻠﮫ ﻟﻠﻌﺎم المقبل ﻟﺪﯾﻤﻮﻣﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑﺎﻛﻤﻠﮭﺎ، مشيراً الى تداعيات الازمة السودانية التي سنشعر بها قريباً.

ضمت الندوة جلستين متتاليتين تناولت الأولى "واﻗﻊ وآﻓﺎق اﻟﺮﻏﯿﻒ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ظﻞ ﺷﺢ اﻟﻤﻮارد ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ"، والتي تخللت مداخلات مختلفة من مختلف الدول العربية. وكان أبرزها لمديرﻋﺎم اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻤﻨﺎطﻖ اﻟﺠﺎﻓﺔ واﻷراﺿﻲ اﻟﻘﺎﺣﻠﺔ ﻧﺼﺮ اﻟﺪﯾﻦ اﻟﻌﺒﯿﺪ، الذي اوضح ان منتجات المخابز تعتبر من أكثرالمجموعات الغذائية هدراً حيث تستعمل  كعلف للحيوانات أوللألسماك وتعتبر خسارة لموارد مالية ثمينة في بعض الدول. وأشار الى عمل اكساد في هذا الاطار من خلال استراتيجيتها في استنباط أصناف من القمح بهدف زيادة الإنتاجية، وإعادة تقييم الأصناف المزروعة حالياً على مستوى الوطن العربي بهدف إدخال التحسينات المطلوبة على مواصفاتها التكنولوجية.

وتخللت الجلسة الاولى ايضا مبادرات فردية تعمل على تنشيط صناعة الخبز من لبنان والاردن. وتحدث الشريك المؤسس لشركة ﻗﻤﺢ اﻟﺒﺮﻛﺔ الاردنية رﺑﯿﻊ زرﯾﻘﺎت عن مبادرته التي تعمل على تشجيع الخبز المصنوع من القمحة الكاملة بعيداً عن القمح المكرر الذي يحتوي على اخطار صحية وتكاليف استيراد عالية. اضافة الى ذلك، اوضحت الخبازة المنزلية اللبنانية ميرنا سركيس عن ضرورة العمل تجاه التغذية المستدامة والعودة الى وصفات الخبز القديمة مع الحبوب المنبتة التي لا تتواجد كثيراً في لبنان.

ثم تطرقت الجلسة الثانية للحديث عن ضرورة "رﻓﻊ اﻟﻘﯿﻤﺔ اﻟﺘﻐﺬوﯾﺔ ﻟﺮﻏﯿﻒ اﻟﺨﺒﺰ في المنطقة العربية" ومناقشات حول مستقبل زراعة القمح وتأثيرها على انتاج الخبز. وكان لمدير اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺘﺠﺎري في اﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ ﺟﻮرج ﺧﯿﺎط عرض مهم حول أﻧﻮاع و ﻣﻮاﺻﻔﺎت اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ ﻓﻲ اﻟﻮطﻦ اﻟﻌﺮﺑﻲ، واشار الى ان اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺗﺴﺘﻮرد أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 40 ﻣﻠﯿﻮن طﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺢ ﺧﻼل اﻟﻌﺎم، وهو ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب 22% ﻣﻦ واردات اﻟﻘﻤﺢ اﻟﻌﺎﻟﻤﯿﺔ. وانهت الجلسة مع ﻧﺎﺋﺐ رﺋﯿﺲ ﺟﻤﻌﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﮭﻠﻚ اللبنانية ندى نعمة التي شددت على ضرورة انتاج الخبز بحسب مواصفات ومعايير محددة، وانه يجب على المواصفات ان تكون موحدة لتلبية الحاجات المطلوبة.

وأختمت الندوة مع رسائل رئيسية وتوصيات من الاسكوا واﻻﺗﺤﺎد اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﻠﺼﻨﺎﻋﺎت اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ وكلمات اخرى. والقت ﻣﺪﯾﺮة إدارة اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺪاﻣﺔ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ في ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻧﺪى اﻟﻌﺠﯿﺰي كلمة سلطت الضوء على الترابطات الضرورية بين البيئة والصحة لتحقيق الامن الغذائي والزراعة الزراعة المستدامة. وتناولت من خلالها إنشاء لجنة خاصة بالقضاء على الجوع في جامعة الدول العربية لضم كافة المعنيين سواء في الجامعة او منظمات وجمعيات وافراد لايجاد حلول للمشكلة المطروحة.

وخلصت الندوة الى آمال مهمة بدعم المزارعين العرب ومساعدتهم بهدف تشجيع الزراعة العربية وتأمين الاكتفاء الذاتي لكل دولة خاصة في صناعة القمح، اضافة الى التعاون والتكامل بين منظمات عامة وخاصة لسد الفجوة الكبيرة بين الانتاج والاستهلاك، المحافظة على الموارد الطبيعية ومواكبة الزيادات السكانية الكبيرة.