"أهلنا " جمعية اجتماعية
مجبولة بالخير والعطاء

24.12.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

صيدا – زينة أبوزكي

تفوح رائحة الخير والعطاء عند دخولك مقرّ جمعية "أهلنا" في منطقة الهلالية صيدا. فالمبنى يشي بقصة نسجت خيوطها من محبة كبيرة لعمل الخير، حيث كللت الإرادة والعزيمة نجاح مجموعة من السيدات الناشطات اجتماعياً لتتحول "أهلنا" من مجرد مبادرة فردية انطلقت العام 1997 لتصبح جمعية العام 2001 بعد أن نالت العلم والخبر، ولتصبح اليوم قصة نجاح مميزة في العمل الخيري والاجتماعي.

رئيسة الجمعية سحر جبيلي كان لها حديث خاص لـ "الاقتصاد والأعمال اللبنانية" شرحت خلاله مسار المؤسسة وتطورها واستمراريتها في ظل ظروف أقل ما يقال فيها إنها صعبة.  

تقول جبيلي: "العام 2005 أخذ العمل بالجمعية منحى مؤسساتي حيث بات هناك فريق عمل ومدير للجمعية بالإضافة إلى المتطوعين. بدايةً كان العمل عفوياً مصحوباً بالإرادة والتصميم ولكن مع تطور العمل كان لا بدّ من وضع خطة ورؤية".

وتهدف الجمعية إلى تمكين المرأة وتأمين الرعاية الصحية والاجتماعية والتربوية لنحو 2000 عائلة. وتضيف جبيلي: "نحن نؤمن بتحسين نوعية حياة المجتمع من خلال تمكين المرأة، وبدأنا عملنا مع السيدات اللواتي يعانين من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة من خلال تعليمهن مهنة وهي صناعات المنتجات الغذائية البسيطة، فبدأنا بالشوكولا وتطوّرنا ليصبح لدينا أكثر من منتج واستطعنا منذ أن بدأنا من تمكين عدد لا بأس به من السيدات اللواتي تمكنّ بدورهن من دعم عائلاتهن ولاسيما تعليم أولادهن حتى الشهادات الجامعية". وتلفت جبيلي: " حققنا النجاح لأننا نشعر أن عملنا مجبول بالخير، وهنا أريد أن أشير إلى أن حبّة معمول من منتجاتنا كان لها الفضل في جذب منحة بقيمة 347 ألف دولار للجمعية من الصندوق الكويتي للتنمية". وتضيف:" كل صنف من أصنافنا كانت وراءه سيدة فاضلة، وعلى سبيل المثال فإن قطعة "السابليه" تعلمناها من سيدة كبيرة في السن توفيت منذ سنتين أعطتنا الوصفة، واليوم أشعر كأنها صدقة جارية عن روحها".  

ويندرج نشاط الجمعية تحت 3 برامج أساسية: برنامج تمكين المرأة أي معمل الإنتاج بالدرجة الأولى، وهنا يلفت المدير التنفيذي للجمعية رشيد زعزع حمتو " أن جودة الإنتاج كانت أساس النجاح وشرطاً أساسياً لضمان نجاح واستمرارية منتجاتنا"، أما البرنامج الاجتماعي فتندرج تحته 8 مشاريع: مشروع كفالة ومنها اليتيم، المسن والرعاية الاجتماعية الخاصة داخل منازلهم كي لا يتمّ سلخهم عن بيئتهم، مشروع الدعم النفسي الذي انطلق العام 2012 ويطال الأشخاص الذين يعانون مشاكل نفسية أو عصبية، البرنامج التربوي وهو عبارة عن قروض ومنح جامعية ميسّرة على مدى 10 سنوات ومن دون شروط تعجيزية.

هناك أيضاً مشروع الإرشاد والتوجيه الموجّه الى الطلاب على حافة التسرب المدرسي، ومنها التدريب المهني، ومشروع دريم سنتر للنشاطات الصيفية للأطفال غير القادرين على التسجيل أو لا يتم قبولهم في مثل هذه البرامج، وهو ذات طابع تفريغي يتضمن تدريباً نفسياً وتقوية مدرسية بالإضافة إلى نشاطات ثقافية ترفيهية.  

أما المشروع الجديد للجمعية فيضيف حمتو انه "مشروع التوظيف وهو عبارة عن مكتب توظيف للمدينة يضم 4000 طلب توظيف ولدينا علاقة مع أكثر من 400 مؤسسة وشركة نقوم بالمقارنة، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن كل خدماتنا مجانية، مؤكداً أن الجمعية تتكفل بالتمويل ولا يتم تحميل المستفيد لأنه الحلقة الأضعف.

أما عن التمويل فتقول جبيلي: "هناك نشاط سنوي اجتماعي ترفيهي قمنا به هذا العام في 13 نوفمبر الماضي وهو عبارة عن برنامج ترفيهي لجذب التمويل من كل أنحاء لبنان، هذا النشاط بدأ العام 2012 لتغذية مشروع كبار السن، حيث بدأنا بـستة سيدات واليوم أصبحنا نتابع 88 سيدة، وهذه السنة نهدف الى تغطية مشاريعنا التنموية والاجتماعية والتربوية والصحية، كما أطلقنا مشروع الخدمات منذ ثماني سنوات حيث وظفنا 100 امرأة في سوق العمل في مجال التنظيف، واليوم أصبحن مستقلات وتطور عملهن للعمل في مجال الضيافة أو جليسات مسن".

وعن كيفية القدرة على الاستمرار تضيف جبيلي:" كنّا قبلاً نعتمد على جمعيات دولية وعربية ولكن منذ 6 سنوات أصبح الاعتماد على السوق المحلية، وبخاصة مع الأزمة السورية، وتوجّه معظم الجمعيات إلى معالجة النزوح واللاجئين ولكن نحن قضيتنا الأساسية هي خدمة المجتمع المحلي للمدينة وجوارها، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن 40 في المئة من المستفيدين هم من غير اللبنانيين لأن المجتمع المحلي في صيدا موزع بين فلسطيني، لبناني، وسوري قبل النزوح". ويؤكد حمتو في هذا المجال أننا "رفضنا تحويل رسالتنا نحو النزوح من أجل المال، ما وضعنا أمام تحديات أكبر ولكن خيارنا واضح ورسالتنا خدمة المجتمع المحلي. نعتمد في الأساس على المؤسسات وتركيزنا على المجتمع الصيدواي وعلاقات رئيسة الجمعية، وقدرتنا على فتح آفاق جديدة ومنها قيام بعض النشاطات حسب المناسبات، من حفلات جمع التبرعات، وتبرعات شهر رمضان المبارك، وعلى الرغم من ظلامية المشهد لا تزال هناك اشخاص تدقّ الباب وتتبرع نتيجة علاقة وثقة بعمل الجمعية".