إنتشار «فرانشايز» مطاعم «بابل» بيـن يــدي مجمــوعــة الشايــع

15.02.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

إشترت شركة محمد حمود الشايع إحدى شركات مجموعة الشايع الكويتية حقوق «فرانشايز» من شركة "أفكار غروب" اللبنانية التي تمتلك سلسلة مطاعم "بابل" بهدف افتتاح نحو 32 فرعاً لسلسلة المطاعم في الشرق الأوسط بإستثناء لبنان، وهذه الصفقة تتيح لشركة الشايع الانخراط  في المطبخ اللبناني ونقل هذه التجربة إلى دول الخليج بشكل أساسي ودول أخرى في المنطقة، والإستفادة منالعلامة التجارية "بابل".

في المقابل، تحقق هذه العملية مردوداً إضافياً لشركة «أفكار غروب» التي ضخت أكثر من 5 ملايين دولار لافتتاح فروعها الثلاثة في لبنان.

لا شراكة

وجاء إبرام هذه العملية بعد مفاوضات بدأت منذ فترة غير قصيرة قبل أن يتم الاتفاق على منح امتياز «بابل» لتوسيع السلسلة في الشرق الأوسط من خلال 32 فرعاً. ورغم ما تردد عن شراكة بين الطرفين تشمل لبنان أيضاً، إلا أن مصادر مجموعة الشايع تنفي أن تكون هناك شراكة، بل هو عقد امتيار يتضمن شروطاً محدّدة حول هوية الفروع التي تحمل علامة "بابل".

وبالفعل، تمّ افتتاح أول هذه الفروع في الكويت في العام 2016 في موقع مميز يقع في شارع الخليج العربي والفرع الثاني سيكون مطلع العام الجديد في البحرين ضمن مجمع "أفينيو" الكائن في المنامة والذي تملكه مجموعة الشايع التي لديها مجمع ضخم في الكويت يحمل الاسم نفسه.

شروط الإمتياز

وكان من المفترض أن تكر سبحة افتتاح الفروع تباعاً، علماً أن التأخر في ذلك يترك آثاراً سلبية على الطرفين فلماذا التأخر؟

ثمة من يردد أن هذا التأخر في توسيع الشبكة ربما يعكس وجود خلافات حول طريقة إدارة الامتياز في ظل عدم وجود قاعدة سوقية واحدة لهذا النوع من الأعمال. فالعلامة التجارية المعروفة باسم بابل في لبنان، إشتهرت بسبب ضخّ استثمارات بقيمة تزيد على 5 ملايين دولار تبدأ بالطابع الإنشائي للمطعم مروراً بلائحة الوجبات ووصولاً إلى النوعية والجودة. وبالتالي، فإن الإيفاء بهذه المتطلبات من قبل حامل الامتياز، أي شركة الشايع، يوجب التقيّد بالمعايير التي وضعها مانح الامتياز لبناء العلامة التجارية، وهذه المعايير لا تقتصر على حجم الاستثمارات، بل إن الشكل والمضمون للعلامة التجارية هما اللذان يحدّدان قيمة الاستثمارات الواجب ضخّها لذلك، فإن التأخّر لفترة تزيد على ثلاث سنوات في افتتاح المطعم الأول ضمن سلسلة 32 مطعماً تحمل اسم «بابل» لا يمكن تبريره بقيمة الاستثمارات، بل بوجود خلافات في وجهات النظر حول إدارة الامتياز.

وتتعزّز هذه النظرة بالنظر إلى سرعة افتتاح المطاعم الثلاثة في لبنان. فشركة أفكار غروب، افتتحت الفرع الاول من سلسلة «بابل» في 2009، إلا أن الفرعين التاليين في الضبيه وزيتونة باي، افتتحا في العامين 2012 و2013 رغم ضخامة الأعمال الإنشائية المطلوبة والصعوبات المتعلقة بالكوادر البشرية المناسبة وتوريد السلع والمنتجات وسواها من الأمور اللوجيستية والأساسية، كذلك لا بدّ من الإشارة إلى أن الهدف من هذه الصفقة هو أن تتمكن شركة أفكار غروب من رفع قيمة علامتها التجارية "بابل" من خلال التوسّع خارج لبنان ومن خلال شريك قوي مثل مجموعة الشايع، وبالتالي فإن التأخّر يعد مؤشراً سلبياً على الهدف الأساسي.

يوم توقيع الاتفاق بين الطرفين، إعتبر الأمر في بيان إعلان الاتفاق بمثابة «خطوة إيجابية نحو توسيع رقعة انتشار علامة بابل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالتعاون مع شركة الشايع"، كلام يستند إلى الشهرة التي حازتها علامة «بابل» وخصوصاً بعد نيلها تصنيف 5 نجوم في لبنان وجوائز عديدة بالإستناد إلى تصميم مطاعمها بشكل ديناميكي ومكوّنات متجددة في لائحة الوجبات، وإلى "السجل الحافل بالنجاحات لشركة الشايع في إدارة امتيازات العلامات التجارية العالمية، ما يمنحنا الثقة بمستقبل بابل ونموها خارج لبنان" بحسب الرئيس التنفيذي لأفكار غروب دوري رزق.

شريك قوي

أما الخطّة الأساسية المتفق عليها بين الطرفين، هو أن يفتتح أول مطاعم «بابل» التي ستديرها شركة الشايع في الكويت والإمارات العربية المتّحدة، ما يجعل الانتقال من الكويت نحو البحرين مباشرة من دون المرور بالإمارات العربية المتحدة أمراً يحمل الكثير من التساؤلات عن هذه الخطوة وأسبابها. والمعروف أنه ليست هناك قاعدة واحدة تحكم عقود الفرانشايز، لكن بالنسبة الى أفكار غروب، فإن شركة الشايع هي شريك قوي لديه الخبرة في إدارة الامتيازات، وهذا الأمر قد لا يكون أمراً إيجابياً دائماً، لأن الشايع لديها ما يكفي من الخبرة والقدرة على فرض رؤيتها في أي مشروع مشترك. فشركة الشايع تدير أكثر من 80 علامة تجارية عالمية في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وروسيا وتركيا وأوروبا في مختلف قطاعات التجزئة مثل الأزياء والأحذية، والأغذية، والصحة والجمال، والصيدلة، والبصريات، إلى جانب الأثاث المنزلي والترفيه العائلي. ومن أبرز العلامات التجارية العالمية التي تحملها ستاربكس، إتش آند إم، مذركير، دبنهامز، أمريكان إيغل، بي. إف. تشانغز، ذا تشيزكيك فاكتوري، فيكتوريا سيكريت، بووتس، بوتري بارن، كيدزانيا وغيرها، وغالبية هذه العلامات التجارية موجودة في لبنان من خلال شركة دارين الدولية المملوكة من الشايع.

في "سلة" الشايع

إذاً، وضعت أفكار غروب انتشارها في سلّة الشايع، ميزان بين نجاح علامة تجارية محلّية وبين نجاح مدير للإمتيازات عالمياً. رهان سيكون أمام اختبار قاس خلال الفترة المقبلة، فمن المعروف عالمياً، أن المستفيد من العلامة التجارية يسعى إلى اكتساب خبرة المانح، وبالتالي فإن نجاح هذه التجربة، مثلها مثل غالبية تجارب امتيازات الفرانشايز، تقف عند حدود التخلّي عن الاستقلالية من الطرفين لجهة طبيعة الاستثمار والإنشاءات وشكل المنتج والخدمة… ما يحبّه المستهلك في بلد ما قد لا يحبه المستهلك في بلد آخر، وهذه المرونة والتوازن بين الطرفين ينسحبان أيضاً على الإيفاء بالقيود والإجراءات المختلفة التي يضعها مانح الإمتياز والهامش المسموح لحامل الإمتياز في الإبداع والتطوير والانسجام مع البيئة المحلية وشراء السلع من الشركة الأم