"دبي الجنوب":
مركز دولي للطيران

10.03.2018
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
زينة أبوزكي

ترسخ دبي يوماً بعد آخر مكانتها في قطاع الطيران لتتحول مركزاً إقليمياً بل دولياً للطيران في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. وتعتمد حكومة دبي خطة استراتيجية لتحقيق هذا الهدف من خلال تجهيز البنية التحتية اللازمة وتشجيع المشاريع المتعلقة بقطاع الطيران، هذا فضلاً عن خلق شبكة مواصلات برية وجوية متطورة توفّر ربط الإمارة بكافة دول العالم. ويعدّ مشروع دبي الجنوب، أحد المشاريع الكبرى ليس في تحقيق هذه الاستراتيجية فحسب، بل في رفع مساهمة منطقة الجنوب في الناتج المحلي للإمارة، كما يقول مدير إدارة تطوير الأعمال في دبي الجنوب محمد الفلاسي.

 

يقول محمد الفلاسي: "يتمحور مشروع دبي الجنوب حول مطار آل مكتوم الدولي ومنطقتي اللوجيستيات والطيران التي تلبي الطلب المستقبلي على الطيران في المنطقة. فقد خصصنا مساحة 145 كلم مربع لبناء المطار والمدينة التي ترتبط بكافة وسائل النقل، وأبرز ما يميّز المشروع انه يضم بنية متكاملة للنقل البري والجوي والبحري والسكك الحديد، هذا فضلاً عن سهولة ممارسة الأعمال فيه. فبالنسبة الى مطار آل مكتوم الدولي تبلغ طاقته الاستيعابية الحالية خمسة ملايين مسافر ترتفع إلى 27 مليوناً بعد المرحلة الأولى لعملية التوسيع  في العام 2020 والتي تشمل بناء مدرجين وباحتين ومحطة ركاب، وترتفع في نهاية عملية التوسع إلى 130 مليون مسافر، ويشير إلى أن مطار دبي الدولي ستبلغ طاقته الاستيعابية القصوى نحو 100 مليون مسافر في حلول العام "2020. ويضيف: "هناك بعض العمليات تدار من دبي الجنوب، لذلك تتم توسعة مطار آل مكتوم ليخدم النمو المستقبلي من المسافرين والشحن".

 

ويشير الفلاسي إلى أن كل عمليات الشحن التابعة لطيران الإمارات تتم عبر دبي الجنوب منذ ثلاث سنوات والتي تبلغ نحو 800 ألف طن، كما أن محطة "داناتا سكاي" للشحن هي قيد العمل، ويبلغ إجمالي حجم الشحن في مطار آل مكتوم حالياً 2.8 مليون طن، ولكن عبر الخطة الأكبر الموضوعة فإن الرقم سيرتفع إلى 19 مليون طن". ويضيف: "إن الخطة لا تقتصر على زيادة حجم الشحن بل المساهمة في خلق النظام الاقتصادي وكذلك تشجيع شركات سلاسل التوريد والمشغلين على العمل في المنطقة، حيث تمكّنا حتى الآن من جذب 25 من أهم شركات التوريد في العالم إلى منطقة دبي الجنوب لخدمة الطلب المحلي والإقليمي"

  بنية تحتية عالمية المستوى للصيانة ولتصنيع  أجزاء الطائرات 

أما الدور الأساسي لمنطقة الطيران في دبي الجنوب يقول الفلاسي: "فهو تعزيز موقع دبي في المنطقة كي تكون المركز الرئيسي للطيران، مستفيدين في ذلك من توافر البنى التحتية اللازمة وسهولة ممارسة الأعمال التي تعتبر من أبرز مقومات نهوض "منطقة الطيران"، وهناك مكونات أخرى في دبي الجنوب منها إكسبو 2020 وحلول متكاملة من الناحية العقارية المتمثلة بالأبراج المتعددة الاستخدام والفلل المطلة على ملاعب الغولف، والسكن المخصص للموظفين من أصحاب المهارات العالية والتقنيين، التي يقع نصفها داخل المنطقة الحرة".

ويتابع:" لذلك تعتبر "دبي الجنوب" المكان الملائم لإقامة مختلف أنواع المشاريع، ونتوقع أن تساهم هذه المنطقة بنحو 60 في المئة من الناتج المحلي لإمارة دبي في حلول العام 2035".

ويشدد محمد الفلاسي على "أن دبي مؤهلة لتكون مركزاً إقليمياً للطيران واللوجيستيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، مشيراً إلى ان هذه المناطق تمتلك إمكانات كبيرة للنمو بسبب وفرة الموارد الطبيعية فيها ولأن نحو 50 في المئة من سكانها من الشباب (أقل من 25 سنة)، لافتاً إلى أن الناتج المحلي لهذه الدول يتوقع ان يصل إلى نحو 12.8 تريليون دولار في حلول العام 2023، وهذا النمو يتطلب خلق قنوات جديدة للتجارة والتوزيع. وهنا يأتي دور شركات الطيران لمواكبة هذا النمو ولتلعب دوراً رئيسياً فيه، ويشير الى ان دبي مؤهلة لتكون محوراً رئيسياً لصناعة الطيران في هذه الأسواق بفضل موقعها وبنيتها التحتية المتطورة، والى ان شركات الطيران الإماراتية تربط دبي بأكثر من 200 وجهة حول العالم، وبإمكانها أن تصل إلى ثلث سكان العالم برحلات تستغرق ثلاث ساعات، وإلى الثلثين الباقيين برحلات تستغرق ثماني ساعات، وطبعاً موضوع ربط آسيا بأفريقيا هو الأهم، لذلك استراتيجيتنا تتمثل بالتركيز على المستقبل ويشكل مشروع دبي الجنوب الخيار الأمثل لتحقيق هذه الاستراتيجية ولمواكبة النمو.

مناطق متخصصة

وتمتد مدينة الطيران على مساحة سبعة كيلومترات مربعة، وهي المقرّ الدائم لمعرض دبي للطيران وتلبي جميع الاحتياجات المرتبطة بالطيران الخاص والعام والتجاري. وبإعتبارها أول مدينة مطارات متكاملة في العالم، فإن دبي الجنوب تركز على تشييد بنية تحتية متطورة حول مطار آل مكتوم الدولي، بحيث تغدو بيئة طيران عالمية مزدهرة، وتوفر مدينة الطيران وجهة أعمال متخصصة تلبي جميع احتياجات القطاع.

وتتضمن منطقة الطيران أربع مناطق أعمال رئيسية، هي منطقة الطيران العام التي تضم مبنى للطيران الخاص، وحظائر طائرات، ومنشأة لتزويد وقود الطائرات، وخدمات أرضية، ومحطة هليكوبتر؛ ومنطقة الصيانة والدعم الفني التي تضم ورشة للدهان، وورشاً للصيانة والإصلاح والتجديد، وسلسلة توريد للطيران؛ ومنطقة القطاع التجاري التي تضم فنادق ومرافق لتجارة التجزئة، ومنطقة للمعارض؛ ومنطقة التعليم والتدريب التي تحتضن أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين، ومرافق محاكاة، وجامعات، ومعاهد تدريب.

وينسجم المشروع مع استراتيجية دبي الصناعية التي حددت فيها الحكومة 14 مبادرة استراتيجية لتطوير مجمع لصناعة الطيران خلال السنوات الـ 13 المقبلة. ويلفت الفلاسي الى أن "هدفنا في دبي الجنوب بناء علاقة طويلة الأمد مع شركائنا، إذ نتطلع إلى استدامة العمل وإتاحة منظومة مالية تساعد عملاءنا على الاستمرار ليس من خلال تأمين المنشأة فحسب بل تأمين ما يلبي متطلباتهم، هذا فضلاً عن تنمية القدرات لخدمة هذا القطاع. وهناك منطقة مخصصة للصناعات الخفيفة التي تتماشى مع استراتيجية دبي الصناعية، لذلك نسعى إلى جذب الصناعات الخفيفة في المنطقة مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد وغيرها من الصناعات التقنية، كما إننا نقدم حلولاً فريدة عبارة عن vertical work shops تأخذ الشكل العمودي وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وتعتبر مكاناً مثالياً للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة".

 نتوقع أن تساهم منطقة دبي الجنوب بنحو 60 في المئة من الناتج

الصيانة والتدريب

ويشدّد الفلاسي على المحطة المخصصة لكافة خدمات الطيران الخاص، هذا بالإضافة إلى مركز لصيانة الطائرات العمودية بهدف زيادة استخدام الطائرات العمودية في التنقل في دبي. وهنا لا بدّ من الإشارة إلا أن كلفة صيانة وتصليح وخدمة الطائرات في المنطقة تبلغ ستة مليارات دولار ومن المتوقع أن تبلغ 11 ملياراً، حصة الإمارات منها نحو 35 في المئة، ما يعني أن النمو موجود والفرص موجودة. أما بالنسبة إلى قطاع الطيران العام، فتم إنجازه وهناك خمسة مشغلين ثابتين في المنطقة، والانتقال من مطار دبي الدولي يتم تدريجياً".

حول التدريب والتأهيل يقول الفلاسي: "إن المنطقة تحتاج إلى تعليم وتدريب قباطنة وطواقم الطائرات والتقنيين، وقد تمّ افتتاح أكاديمية الإمارات لتدريب الطيارين التي تمتلك مدرجها الخاص وخدماتها الأرضية والجوية لتدريب 600 من الكوادر 400 منها للإماراتية و200 إلى شركات أخرى، كما سيكون هناك تدريب لطواقم الطائرات أيضاً. أما في المجال الأكاديمي فهناك جامعة جنوب وايلز ضمن منطقة دبي الجنوب، كما إننا على اتصال بجامعات أخرى لضمها إلى المنطقة، وهناك مشروع شراكة مع إعمار تحت اسم "إعمار الجنوب" لتأمين السكن اللائق والخدمات الجيدة للموظفين حيث من المتوقع أن يخلق مشروع دبي الجنوب 500 ألف فرصة عمل".

 

ويشدد الفلاسي على "أن هدف هذا المشروع هو المستقبل، فكل مكون من المشروع يعتمد على النمو للإستمرار، ففي حين تشكل مساهمة قطاع الطيران 28 في المئة من الناتج المحلي وهذا عنصر مهم جداً، هدفنا أن نرفعه إلى 35 في المئة في حلول العام 2028 من خلال جذب مشاريع جديدة إلى دبي تعكس القطاعات التي تهمنا. وأكرّر استراتيجيتنا ونظامنا الاقتصادي واضحان جداً فنحن لا نريد أن نستنسخ تجارب الآخرين، بل نطور تجربتنا الخاصة ونسعى إلى تقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات الجميع. ففي مجال الطيران العام هناك خدمات خاصة مثل محطة كبار الشخصيات التي توفر الوقت والمال خصوصاً في خدمة الطائرات الخاصة حيث نقدم حلولاً وخدمات مميزة، فكل متطلبات شركات الطيران تتم تلبيتها وكل العناصر موجودة في مكان واحد، ما يميزنا هو توثيق علاقتنا مع شركائنا لأن الأمر لا يتعلق بتوفير المنشآت والخدمات فحسب بل بالعمليات والربط في ما بعد".

 

التكامل مع مطار دبي

حول العلاقة مع مطار دبي، يقول الفلاسي :"نحن لسنا منفصلين عن مطار دبي بل هناك ربط بين المطارين بفضل التطور التكنولوجي، فدبي الجنوب سوف تتكامل مع مطار دبي الدولي وتستمر في خدمة النمو المستقبلي المتوقع. أما عن اللوجيستيات في مطار دبي الدولي، فنحن  نركّز على المنصة المتعددة الأنظمة التي تجتمع فيها كل مجالات النقل البحرية والجوية والبرية في منصة واحدة هذا أمر في غاية الأهمية إن من ناحية الترابط والعمليات وسرعة القيام بالعمل، فالتواجد في منطقة مترابطة تساعد على تسهيل وتفعيل العمل. على سبيل المثال، فإنه يتم نقل الشحنة من المرفأ إلى المطار خلال ساعتين ونصف بدل أربع ساعات، ودبي الجنوب تتميز بموقعها في الوسط بين دبي وأبو ظبي وباقي الإمارات، هذا فضلاً عن دور سكة الاتحاد التي ستصل إلى المشروع قريباً جداً لتربط بين الإمارات ودول مجلس التعاون، ولا ننسى طبعاً قدرة دبي على الربط مع العالم من خلال موقعها وبنيتها التحتية المتطورة".