في إطار إحياء الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، جمعت الأمم المتحدة في لبنان ممثلين عن الحكومة والشباب والجامعات والشركاء في حفلٍ للاحتفاء بالشباب الفائزين بمسابقة «الأمم المتحدة في عيون الشباب»، عُقدَ الأسبوع الفائت في بيت الأمم المتحدة. وقد تمّ خلال الحفل تكريم ثمانية شباب وشابات مُبدعين نالوا لقب «أصوات الشباب للأمم المتحدة 2025» تقديرًا لفوزهم في المسابقة عبر أفكارهم الجريئة، وتعبيرهم الفني، ورؤيتهم للبنان.
وقد أطلِقَت المسابقة في يوم الأمم المتحدة الموافق في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2025 الماضي، بالشراكة مع شبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، ووزارة الشباب والرياضة، ممثلة بالوزيرة د. نورا بيرقدريان. وقد دَعَت المسابقة الشباب والشابات المتراوحة أعمارهم بين 17 و25 عاماً إلى التعبير عن رؤيتهم للبنان عبر مقال مصوّر أو عمل فني بصري أو فيديو قصير، بحيث يُجيب على أحد السؤالين التاليين: (1) برأيكم، كيف يمكن للأمم المتحدة أن تساهم في معالجة أحد التحديات التي تواجه لبنان في أحد المجالات الموضوعية المذكورة أدناه؟ أو (2) إذا كان بإمكانكم وضع هدف شبابي للأمم المتحدة خاص بلبنان، فكيف تجسّدونه بصرياً؟
وخلال أسبوعَين فقط، جمعت المسابقة 52 مشارَكة من 21 جامعة ومدرسة وشبكة شبابية.
وقد تولّت لجنة تحكيم مؤلّفة من خبراء مختصّين من قطاعات مختلفة، من بينهم معالي وزيرة الشباب والرياضة نفسها، اختيار 33 عملًا من بين الأعمال الأكثر مراعاةً لمعايير المسابقة ومتطلباتها، ثم تمّ اختيار 8 فائزين وفائزات نهائيين من ستّ جامعات مختلفة، في حين مُنحَت الجائزة الكبرى لفائزة تميّز عملها بالإبداع، والجودة التقنية، والتأثير العاطفي وذلك ضمن فئة الأفلام القصيرة. وقد قدّم الفائزون والفائزات أعمالهم خلال الحفل ضمن جلسة تفاعلية قام بإدارتها الشاب إدوار نمّور، وهو صانع محتوى ومؤثّر اجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حصلوا على جوائز قدّمتها كل من شركات DomTech وMalia Group وiEngineering وITG Holding.
خلال كلمته الافتتاحية في الحفل، شدّد المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في لبنان، السيد عمران ريزا، على أهمية المبادرات الشبابية ومشاركة فئة الشباب في صنع القرار، قائلًا: "تُظهر بعض برامج الأمم المتحدة ارتفاعًا بمعدّل 40 في المائة لجهة استدامتها عندما يكون الشباب جزءًا من تصميم تلك البرامج ومن عملية صنع القرار. وهذا يدلّنا على حقيقة أساسية أنّه إذا أردنا تغييرًا فعليًا، فلا يمكن أن تكون قيادة الشباب مسألة اختيارية".
من جهتها، أشادت الوزيرة بيرقدريان بجيل الشباب الحالي مؤكدة أنّ قيادته ليس أمر نطمح إليه فحسب، بل هو واقع حتمي ومؤثر بالفعل. وأضافت قائلةً: "لا يمكنهم القيام بالتغيير وحدهم. واجبنا كمؤسسات حكومية وشركاء دوليين يرتكز على تعزيز صوتهم، ودعم طموحاتهم، والاستثمار في حاضرهم—ليس فقط في إمكاناتهم— بالإضافة إلى ضمان مشاركتهم الفعالة، وليس مشاركتهم الرمزية، ناهيك عن تهيئة بيئات تساعدهم على الازدهار."
وفي كلمتها الافتتاحية، دعَت المديرة التنفيذية لشبكة الاتفاق العالمي للأمم المتحدة بلبنان، السيدة دينا فاخوري، الشباب الحاضرين إلى المثابرة، مؤكّدةً: "صوتكم يُحدِث فرقًا. أنتم لستم وحدكم، فالسنوات الثمانين المقبلة هي لكم".
وعلى هامش الحفل، نظّمت الأمم المتحدة في لبنان معرضًا فوتوغرافيًا عند مدخل بيت الأمم المتحدة تضمَّن 14 قصة مصوّرة أعدّها موظّفون من مختلف هيئات الأمم المتحدة العاملة في لبنان، مسلّطًا الضّوء على مجالات عمل متعدّدة في جميع أنحاء البلاد.
ويأتي هذا المعرض بالنسخة المحلّية للمعرض العالمي الأممي بعنوان «حياة مشتركة، مستقبل مشترك» الذي أطلقته الأمم المتحدة في مقرّها الرئيسي في نيويورك احتفالًا بالذكرى الثمانين لتأسيس المنظمة.





