في إطار الجهود المشتركة لتعزيز التنمية المستدامة من خلال التعليم، اجتمع قادة التعليم وأصحاب المصلحة الرئيسيون من 14 دولة عربية في بيروت يومي 14 و15 أكتوبر 2025، للمشاركة في ورشة العمل الإقليمية لشبكة التعليم من أجل التنمية المستدامة (ESD-NET) للمنطقة العربية لعام 2025. وتهدف هذه اللقاءات الاستراتيجية رفيعة المستوى إلى تسريع دمج التعليم من أجل التنمية المستدامة في الأنظمة التعليمية الوطنية، وتعزيز التعاون الإقليمي لدفع عجلة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
استضاف مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة، هذه الورشة التي تُعد محطة رئيسية لدعم الدول العربية في تنفيذ إطار عمل الشبكة العالمية للتعليم من أجل التنمية المستدامة. وتركز الورشة على اعتماد صياغة النظام الأساسي للشبكة، واستكمال خارطة الطريق الإقليمية للفترة 2026–2027، وتنسيق الجهود الجماعية لتعميم الاستدامة داخل الأنظمة التعليمية في المنطقة.
وقالت ميسون شهاب، القائمة بأعمال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت: " هذه الورشة ليست مجرد لقاء، بل انطلاقة جديدة نحو تعليم عربي أخضر ومستدام. واليونسكو من خلال مكاتبها في بيروت والدوحة والمقر الرئيسي في باريس تلتزم التزامًا تامًا بمرافقة الدول في هذه المسيرة، لتعزيز النظم التعليمية، وتمكين المعلمين، وتطوير المناهج، وبناء شراكات قوية مع المجتمعات والقطاع الخاص."
ويُعد التعليم من أجل التنمية المستدامة عاملًا محوريا لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، إذ يزود المتعلمين بالمعرفة والمهارات والقيم والمواقف اللازمة لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة، بما في ذلك تغير المناخ وعدم المساواة الاجتماعية والأزمات الصحية، مع تعزيز التحول المنهجي المطلوب لبناء مجتمعات عادلة ومرنة. ومن خلال جمع صناع القرار والممارسين وممثلي الشباب من 14 دولة عربية، توفر هذه الورشة الإقليمية منصة لتنسيق الأولويات الوطنية مع العمل الإقليمي الجماعي.
يبني هذا التجمّع على الزخم الذي حققته سلسلة الندوات عبر الانترنت الإقليمية لشبكة التعليم من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية لعام 2025، والتي حشدت الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز منظومة التعليم من أجل التنمية المستدامة في المنطقة العربية. ومن أبرز محطات الورشة الإطلاق الرسمي للنسخ العربية من موارد شراكة تخضير التعليم، بما في ذلك معيار الجودة الخاصّ بالمدرسة الخضراء بهدف جعل كلّ بيئةٍ تعليميّةٍ خضراء (GSQS) والإرشادات التوجيهية لتخضير المنهاج (GCG).
وقال صلاح خالد، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي لدول الخليج واليمن: "ستساهم هذه الموارد المهمة في دعم الدول لتحويل البيئات التعليمية والمناهج الدراسية لتصبح أكثر استجابة للتغير المناخي وأكثر تركيزًا على العمل المناخي".
وقالت وزيرة التربية والتعليم العالي في لبنان د. ريما كرامي : "لقد انخرط لبنان فاعلًا في الشبكة العالمية للتعليم من أجل التنمية المستدامة، كما كان شريكًا مؤسسًا في شراكة تخضير التعليم، لأننا في هذا البلد نؤمن أن الاستدامة ليست خيارًا مكملاً، بل هي جوهر الإصلاح التربوي ذاته".
وشملت فعاليات اليومين حوارات استراتيجية وجلسات تعلم بين المشاركين ومناقشات تقنية تهدف إلى تسريع تنفيذ المبادرات الوطنية للتعليم من أجل التنمية المستدامة لعام 2030 وتعزيز التعاون بين الدول. كما تمت زيارة ميدانية إلى الغرفة الخضراء النموذجية في جونيه، لبنان، التي تعرض نموذجًا عمليًا ومنهجيًا لتطبيق تخضير التعليم.
وتهدف هذه الورشة الإقليمية إلى تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء وتعزيز القدرات الوطنية وترسيخ رؤية مشتركة لدفع مسيرة التعليم من أجل التنمية المستدامة وتخضير الأنظمة التعليمية في المنطقة العربية. كما تؤكد التزام اليونسكو بدعم الدول لتحقيق نتائج تعليمية تحويلية تمكّن المتعلمين من المساهمة في بناء مستقبل أكثر استدامة.