كوريا الجنوبية ومنظمة الصحة العالمية
تعززان الجهوزية والاستجابة للطوارئ الصحية في لبنان

17.09.2025
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

ساهمت المنحة التي قدمتها حكومة جمهورية كوريا الجنوبية إلى منظمة الصحة العالمية في لبنان بشكل كبير في تعزيز قدرات لبنان على الاستعداد للطوارئ الصحية والاستجابة لها.

وقد عقد اليوم وزير الصحة العامة، إلى جانب سفير جمهورية كوريا ومنظمة الصحة العالمية، احتفال مشتركة في مستشفى رفيق الحريري الجامعي (RHUH) لتسليط الضوء على الدعم الكوري المستمر للنظام الصحي الخاص برعاية حوادث  الإصابة في لبنان. حضر الاحتفال كل من معالي الدكتور ركان ناصر الدين، وزير الصحة العامة، وسعادة السفير جيوسوك جون، سفير جمهورية كوريا لدى لبنان، والدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، والدكتور محمد سليم الزعتري، رئيس مجلس إدارة ومدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي.

يُعدّ مستشفى رفيق الحريري الجامعي أحد المراكز الرئيسية لعلاج الإصابات، والمُعتمد من قبل وزارة الصحة العامة لقيادة جهود الاستجابة للطوارئ في لبنان. وقد سلط هذا اللقاء الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه كوريا في تمكين المستشفيات، ومنها مستشفى رفيق الحريري الجامعي، من الحصول على تجهيزات استراتيجية تجعلها على أتم الاستعداد لرعاية حوادث  الإصابة وحالات الطوارئ.

إنجاز في مجال رعاية الإصابات في لبنان

في كلمته توجّه الدكتور ركان بالشكر إلى جمهورية كوريا ومنظمة الصحة العالمية على هذه المبادرة الكريمة بقيمة مليون دولار، التي أسهمت في تزويد مستشفى رفيق الحريري الجامعي بمعدات وتجهيزات استراتيجية تعزّز قدرته على الاستجابة الصحية الطارئة وخدمة المرضى في بيروت وكل لبنان، بما يرسّخ دوره كمستشفى وطني جامع وركيزة أساسية للقطاع الصحي في لبنان. وأضاف: "نحن متعاهدون أن نكون إلى جانب مستشفى رفيق الحريري الجامعي إدارياً ومالياً ومادياً لتغطية أي عجز، مقابل التزام واضح بالإنجاز والعمل المشترك، فهذا المستشفى كان وسيبقى أم الفقير والمحتاج وركيزة أساسية للقطاع الصحي في لبنان".

في كلمته الافتتاحية، أعرب الدكتور محمد الزعتري، مدير عام مستشفى رفيق الحريري الجامعي، عن تقديره لهذا التعاون معتبراً:" إن الدعم الذي قدّمته حكومة جمهورية كوريا الجنوبية لم يكن مجرد مساهمة، بل استثماراً حقيقياً في صحة الناس وحياتهم". وأضاف "أن رعاية حوادث الإصابة ليست ترفاً طبياً، بل هي ركيزة أساسية في أي نظام صحي فعّال، وقد يُحدث التدخل السريع الفرق بين الحياة والموت، بين الشفاء والإعاقة". وأشاد بالدور الذي تقوم به وزارة الصحة العامة، وعلى رأسها معالي الوزير الدكتور ركان ناصر الدين، في توجيه هذا الدعم نحو الأولويات الوطنية، وتعزيز جاهزية المستشفيات الحكومية لتكون خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات والكوارث.

بدوره شدد الدكتور عبد الناصر أبوبكر على أهمية الشراكات الاستراتيجية قائلاً: "بفضل الدعم السخي من حكومة كوريا، تواصل منظمة الصحة العالمية تعزيز جاهزية رعاية حوادث الإصابة في جميع أنحاء لبنان. مثل هذه الاستثمارات الاستراتيجية تنقذ الأرواح وتضمن استعداد المستشفيات للاستجابة للأزمات."

وأكد السفير جيوسوك جون دعم كوريا الطويل الأمد للبنان: "بالنسبة لكوريا، يُعدّ دعم القطاع الصحي في لبنان أكثر من مجرد بادرة تضامن، بل يعكس احترامنا العميق للبنان وإيماننا بأنه لا ينبغي لأي دولة أن تواجه المصاعب بمفردها. ولذلك، ساهمت كوريا، من خلال منظمة الصحة العالمية، بمليون دولار أمريكي لتعزيز الاستجابة الصحية الطارئة في لبنان".

واختُتم الحفل بمتابعة عرضٍ عملي قدّمه الدكتور فانيك بابويان، أخصائي جراحة العظم، حول استخدام جهاز التثبيت الخارجي (External Fixator)، أحد أبرز المعدات الطبية التي وفّرها هذا المشروع، والذي يُسهم بشكل أساسي في إنقاذ الأرواح والحد من الإعاقات الناتجة عن الإصابات.

الأثر الاستراتيجي لمساهمة كوريا

يُسهم دعم كوريا في تعزيز نهج شامل للاستعداد والاستجابة للطوارئ الصحية في لبنان من خلال استثمارات استراتيجية رئيسية:

التخطيط الشامل للاستعداد: يجري العمل على تحديث الخطة الوطنية للتأهب للطوارئ بالتعاون مع مركز عمليات الطوارئ الصحية (PHEOC)، مع التركيز على احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة لضمان استجابة شاملة للطوارئ.

رسم خرائط المرافق الصحية  (Atlas GIS): تم تحديث منصة أطلس GIS ودمجها مع نظام  DHIS2، مما يتيح تحديد المواقع الجغرافية للمرافق الصحية على امتداد لبنان في الوقت الفعلي، وتحسين تخصيص الموارد وتحديد الثغرات في الخدمات أثناء الأزمات، بالإضافة إلى دعم اتخاذ القرار والتنسيق بين خدمات الرعاية الصحية.

معدات الطوارئ لعلاج الإصابات: تم تزويد المستشفيات الحكومية بـ 30 جهاز تثبيت خارجي (20 للكبار و10 للأطفال) بالإضافة إلى 20 حقيبة طوارئ خاصة بمنظمة الصحة العالمية، ما يُعزّز بشكل كبير قدرات الاستجابة للإصابات ويساعد في الحد من الإعاقات طويلة الأمد.

دعم أنظمة المراقبة الصحية: الاستثمارات في أنظمة الترصد الصحي تُحسن من قدرات الكشف المبكر عن تفشي الأوبئة والاستجابة السريعة، مما يعزز بنية لبنان التحتية الصحية الهشّة.

توفير أدوية السرطان: أتاح التمويل الكوري من تأمين أدوية علاجية أساسية لما يقارب 400 مريض بالسرطان ضمن شبكة المستشفيات الحكومية اللبنانية، مما يقلل من انقطاع العلاج ويخفف العبء عن الخدمات الصحية العامة.

عرض مسار رعاية الإصابات الجماعية

عقب الكلمات، قام المشاركون بجولة داخل قسم الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، حيث قدّمت الدكتورة سارة الكوزي عرضاً لمسار رعاية الإصابات الجماعية. وقد أظهرت الجولة بشكل عملي كيف ينعكس الدعم الكوري على تحسين خدمات الطوارئ في الواقع.