في إطار الجهود المشتركة للحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة العربية، أطلقت اليوم لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا- الإسكوا المنتدى العربي المتعدد الشركاء حول تمويل التنوع البيولوجي لتعزيز المرونة المناخية في بيت الأمم المتحدة في بيروت، بحضور عدد من كبار المسؤولين في وزارات البيئة والزراعة والطاقة في الدول العربية والشركاء والمعنيين.
وكانت كلمات افتتاحية لكلّ من وزيرة البيئة في لبنان تمارا الزين، والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي وسفير كولومبيا في لبنان إدوين أوستو- ألفونسو، والقائم بأعمال سفارة البرازيل في لبنان فيليبي جولارت، ورئيس أمانة مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة ومدير إدارة شؤون البيئة والأرصاد الجوية في جامعة الدول العربية محمود فتح الله.
في كلمة لوزارة البيئة اللبنانية ألقتها مديرة مركز الاستشعار عن بعد في المجلس الوطني للبحوث العلمية كارلا خاطر، قالت الزين إنّ "التحديات التي تواجهها بلدان المنطقة متشابهة مثل النزاعات، والنزوح، والجفاف، والتلوث، ونحن اليوم نتعلّم كيفية تصميم الحلول معًا، وهذا تحوّل يستحق الاحتفاء به". وأشارت إلى أنه إذا تمكّنا من إطلاق الآليات المناسبة، ومواءمة تدفقات التمويل الوطنية والدولية، وتقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمارات القائمة على الطبيعة، سنتمّكن من الانتقال من حالة الأزمة إلى التعافي، ومن التفكك إلى إعادة البناء.
وينظّم المنتدى في إطار المنصّة المتعددة الشركاء لحماية التنوع البيولوجي التي أطلقتها الإسكوا في عام 2023 بالتعاون مع حكومة السويد، والتي تركز على ثلاثة مجالات موضوعية حيوية للمنطقة العربية، هي الحلول القائمة على الطبيعة للصمود في وجه تغيّر المناخ؛ وتدهور الأراضي في النظم الزراعية القاحلة؛ والطاقة المتجددة والتنوع البيولوجي.
وأكّدت دشتي في كلمة ألقتها بالنيابة عنها مديرة مجموعة تغيّر المناخ واستدامة الموارد الطبيعية في الإسكوا كارول شوشاني شرفان أنّ "الناس لن يجدوا الرخاء إذا ما كان الكوكب محميًا للأجيال الحالية والمستقبلية". وأشارت إلى أن هذا المنتدى "سيوفّر الفرصة المناسبة لمناقشة التهديدات التي تواجه التنوّع البيولوجي، وكيف يمكن تعزيز قدرتنا الجماعية على التكيف مع تغيّر المناخ عندما نتعاون". وشدّدت على أنّ الاستثمار في التنوع البيولوجي ليس مجرد ضرورة بيئية؛ بل هو مسار نحو التنمية المستدامة والقدرة على الصمود في وجه تغير المناخ.
سيسعى المنتدى في اليومين المقبلين إلى البحث في أولويات التنوع البيولوجي الإقليمية وتدابير الاستجابة التي على المنطقة اتخاذها. كما سيعرض استراتيجيات وأدوات مبتكرة لتمويل التنوع البيولوجي، مع الاستفادة من خبرات إقليمية وعالمية والتركيز على التحديات والفرص الرئيسية.
إلى ذلك، سيعرض المنتدى لمشاريع لمشتركة أعدتها مجموعات العمل التابعة للمنصة، ويفسح المجال لمناقشات حول نطاق هذه المشاريع، وإمكانيات توسيعها، إضافة إلى الإنجازات المتوقعة منه في مجالي حفظ التنوع البيولوجي وتعزيز المرونة المناخية.