د. عبدالمنعم يوسف*
أعطال على الكابل البحري الدولي سي. مي. وي. 4، الذي يشكل امتدادا افتراضيا تشغيليا للكابل البحري "مارييا" العائد لشركة مايكروسوفت، على الوصلة القائمة بين "ممرات قناة السويس" الجنوبية و"نقاط الهبوط" في جدة - المملكة العربية السعودية، يتسبب بأضرار كبيرة على خدمات مايكروسوفت. ولبنان خارج تأثيرات هذه الأعطال.
لقد شهدت، منذ صباح يوم السبت 6 أيلول 2025 وصلة الكابل البحري سي.مي.وي. 4 الممتدة بين "ممرات قناة السويس" الجنوبية و"نقاط الهبوط" في مدينة جدة في منطقة البحر الأحمر انقطاعاً متعدد الأسباب والمواقع؛ الأمر الذي أثّر سلباً على أداء بعض خدمات الإنترنت، لا سيما تلك التي تقدمها شركة "مايكروسوفت" لعملائها. وقد ادى ذلك إلى خسائر تشغيلية وتجارية عالية.
فلقد تسبب انقطاع الكابل البحري سي.مي.وي. 4، الذي يشكل امتدادا تشغيليا افتراضيا للكابل البحري "مارييا" المملوك من شركة مايكروسوفت ومساهمة شركة فايسبووك، خلال عطلة نهاية الأسبوع باضطراب في حركة العبور الخاصة بشركة مايكروسوفت في الشرق الأوسط، خصوصا تلك المتعلقة بالخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها لجهة : Bing و Skype و Office 365 و Microsoft Azure و Xbox Live وخدمات الذكاء الاصطناعي AI وخدمات أخرى.
ولقد اضطرت شركة مايكروسوفت يوم السبت 6 ايلول تحوير تدفقات حركة خدمات Azure بعد انقطاع رئيسي في منظومة سي.مي.وي.4 إلى كابلات بحرية رديفة في البحر الأحمر مثل كابل آي.مي.وي، الأمر الذي أدى إلى إطالة زمن الاستجابة وبطء سرعة التدفق الرقمي وتراجع في نوعية وأداء الخدمات؛ لا سيما بالنسبة لمستخدمي الخدمات السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي في جنوب آسيا ومنطقة الخليج.
وقد أكدت شركة مايكروسوفت حدوث هذه الاضطراب على نظام Azure قبيل الساعة السادسة صباحا بالتوقيت الدولي (UTC)، مشيرة إلى أن العملاء الذين تمر بياناتهم عادةً عبر الشرق الأوسط "قد يواجهون انقطاعات في الخدمة".
ولا تزال أعمال إعادة التوجيه وتحوير مسارات الحركة الدولية قائمة حتى هذه الحظات. فيما أوضحت شركة مايكروسوفت أنها تتوقع "تاخير متزايد في زمن الإستجابة delay on the time reply أعلى لبعض حركة البيانات" لغاية نعاية يوم الأحد 7 ايلول.
في هذا الوقت يواصل مشغلو الكوابل البحرية الإقليميون (وتحديدا شركة مصر للاتصالات) ومزودو خدمات السعات الدولية في البحر الأحمر إعادة توزيع وتحوير المسارات المتأثرة.
يلاحظ انه لغاية تاريخ الآن لم يصدر اي بيان تقني توضيحي عن اي من شركة "مصر للاتصلات" أو شركة "السعودية للاتصالات" أو ايضا الكونيورسيوم الدولي سي.مي.وي 4 يشرح اسباب الأعطال القائمة ومكانها ومراحل إصلاحها.
تجدر الإشارة أن جميع خدمات العمليات السحابية (Cloud) خارج المسارات المتضررة هي غير متأثرة بهذه الأعطال، إلا أن الأحمال التشغيلية المعتمدة على الربط بين آسيا وأوروبا ما تزال عرضة لتأثيرات الانقطاع.
نشير إلى أن العطل التقني الذي طرأ على أنظمة الكابل البحري سي.مي.وي.٤ حصل على الوصلة القائمة بين "المداخل والمخارج الجنوبية لقناة السويس" وبيان مواقع تواجد "نقاط الهبوط" في مدينة جدة السعودية. ويعتبر هذا الممر من الممرات عالية المخاطر نظرالطبيعة قاع البحر الأحمر في هذه المنطقة وتعداد التيارات المائية البحرية المحتملة في هذه الفترة من السنة.
ولقد تم رصد هذه الأعطال فور حدوثها، لأنها تسببت في بطء الإنترنت في كل من باكستان والهند وأجزاء من منطقة الخليج.
ولم تُحدد شركة "مايكروسوفت" لغاية الآن الخطة التقنية العاجلة التي تقوم بها.
اما فيما يخص لبنان، فإن جميع خدمات الانترنيت ونقل المعلومات وخدمات فايسبووك وخدمات منصات الفيديو عبر الانترنيت وخدمات منصات واتسأب وخدمات تطبيقات الذكاء الإصطناعي وخدمات منصات التجارة الإلكترونية وخدمات التلفزيون الرقمي المباشر عبر الانترنيت فإنها لم تتأثر ابدا بهذه الأعطال لأن مساراتها القادمة الى لبنان لا تمر عبر كابل سي.مي.وي.4 وايضا لأنها حركة مرور جميع هذه الخدمات هي على وصلات البحر الأبيض المتوسط لكابل آي.مي.وي. imewe.
*رئيس مدير عام سابق لهيئة اوجيرو