بمناسبة الذكرى الثالثة والسبعين لثورة تموز/ يوليو، أقام سفير جمهورية مصر العربية في لبنان، علاء موسى، وزوجته السيدة لارا موسى، حفل استقبال رسمي في دارتهما في دوحة الحص، وذلك احتفاءً بـ “اليوم الوطني لجمهورية مصر العربية"
تقدّم الحضور وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، ممثلاً رئيسي الجمهورية والحكومة العماد جوزاف عون، والقاضي نواف سلام، والنائب محمد خواجة، ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، والرؤساء: ميشال سليمان، فؤاد السنيورة وإيلي الفرزلي. ومن السلك الدبلوماسي حضر كل من السفير السعودي د. وليد بخاري، والسفير الجزائري كمال بوشامة، والسفير الفلسطيني السابق أشرف دبور، والسفير المغربي محمد آكرين، والسفير التونسي بوراوي الإمام، والسفير العُماني د. أحمد بن محمد السعدي، إضافة إلى القنصل محمد الجوزو.
كما شارك في الحفل النواب ميشال معوض، حليمة قعقور، عبد الرحمن البزري، بهية الحريري، علي بزي، إبراهيم الموسوي، وأسامة سعد، والوزراء السابقون مي شدياق، زياد بارود، وليد نصار، وزياد مكاري. وحضر كذلك مدير عام الامن العام اللواء حسن شقير، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبد الله، نقيب الصحافة عوني الكعكي، والمدير العام لوزارة الإعلام د. حسان فلحة، ورئيس مجلس إدارة ومدير عام طيران الشرق الأوسط محمد الحوت، إلى جانب فعاليات عسكرية ودبلوماسية وإعلامية واجتماعية.
موسى
ألقى السفير علاء موسى كلمة مؤثرة قال فيها: "يسعدني ويشرفني أن أرحب بكم في بيت مصر في لبنان، وإنه لمن دواعي سروري أن نتشارك معاً الاحتفال بالذكرى الثالثة والسبعين لثورة 23 تموز/ يوليو المجيدة، التي مثلت محطة فارقة في تاريخ مصر، بل وامتدت أصداؤها إلى مختلف ربوع وطننا العربي، لتلهم شعوب المنطقة والعالم التواقة للتحرر والتقدم والرخاء، رافعة شعار العدالة الاجتماعية والدولة الوطنية القوية."
وتابع موسى قائلًا: "إن هذا الجمع من الوجوه الصديقة والعزيزة والمحبة لمصر لهو تجسيد حي الروابط أخوية متجذرة جمعت شعبينا على مر التاريخ، تجاوزت حدود العلاقات التقليدية إلى عمق الوجدان المشترك ورسخت انسجاماً في القيم والتطلعات. لقد جمعت بلدينا مواقف مشتركة في محطات مفصلية من تاريخ منطقتنا العربية وعلى الصعيد الثقافي لا أحد يمكنه أن يغفل التأثير المتبادل بين القاهرة وبيروت كمنارتين فكريتين أسهمتا في تشكيل الوعي العربي".
وأضاف: "لطالما آمنت مصر بأن روابط الأخوة والتاريخ والمصير العربي الواحد تفرض تكاتفا دائما بين الشعوب العربية الشقيقة، ولذا لم تتأخر مصر يوما عن الوقوف إلى جانب لبنان الحبيب في الأوقات العصيبة، كما شاركته الفرح والأمل في اللحظات الفارقة من تاريخه. واليوم، مع انطلاق عهد جديد واعد في لبنان تستبشر مصر بهذه المرحلة التي تعد بالاستقرار والرخاء وباستعادة هذا البلد العزيز مكانته العريقة كنبراس للتنوير والثقافة ونموذجاً فريداً للعيش المشترك، إيذاناً كذلك باسترداده دوره الفاعل والمنشود على الساحتين الإقليمية والدولية".
وأعلن السفير موسى " لبنان الكبير ليس دولة وظيفية عابرة بل هو رسالة أبدية وخالدة لتمجيد السلام والتعايش والتنوير، لبنان ليس قابلاً لا للضم ولا التقسيم ولا الاحتلال ولا لأي صورة من صور انتقاص السيادة، دائماً سنصلي ونعمل ليبقى لبنان المستقل السيد الموحد العروبي وطناً لكل اللبنانيين وقبلة لكل عربي ومحب للحياة".
وأضاف :"انطلاقاً من هذا، فإن مصر ، شعبا وقيادة، كانت وستبقى حريصة على دعم سيادة ووحدة لبنان وسلامة أراضيه، وستستمر في مساندة كل ما من شأنه أن يُسهم في نهوضه وازدهاره وستواصل مصر جهودها مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية للتأكيد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الفوري وغير المشروط من كامل الأراضي اللبنانية والتوقف عن انتهاكات السيادة اللبنانية تنفيذاً للقرار ۱۷۰۱ ولاتفاق وقف الأعمال العدائية، حتى تتمكن مؤسسات الدولة اللبنانية وفي مقدمتها الجيش من بسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كاملة، وأجدد اليوم دعوة مصر للمجتمع الدولي بأن يتحمل مسؤولياته تجاه لبنان سواء في ما يتعلق بضرورة لجم الممارسات الإسرائيلية التي تمثل التهديد الأكبر للأمن والاستقرار الإقليمي، وكذلك تجاه إعادة إعمار لبنان ودعم الجيش اللبناني ليتمكن من الاضطلاع بالمهام الجسام الملقاة على عاتقه".
وتابع: “في الوقت ذاته، أود أن أؤكد إيمان مصر الراسخ بأن تفعيل دور الدولة الوطنية وتمكين مؤسساتها هو شرط أساسي لنهوض لبنان، وأجدد في هذا الإطار دعم مصر للقرار الذي اتخذته الدولة اللبنانية بحصر السلاح في يد المؤسسات الشرعية، ووقوفنا مع المقاربة الموضوعية والمتوازنة التي يتبناها فخامة الرئيس جوزاف عون لتحقيق هذا الهدف".
وأضاف "سياسة مصر تجاه لبنان دائماً ما تأسست على المساعدة لا التدخل والتشاور لا الإملاء، وعليه، فإن مشاركة مصر في اللجنة الخماسية انطلقت من الحرص على المصلحة الوطنية اللبنانية والوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف. وقد انصبت مساعي اللجنة على تشجيع الحوار وبناء جسور بين الفرقاء اللبنانيين ودعم المبادرات الرامية لإنهاء الشغور الرئاسي، على نحو ساهم بالتكامل مع جهود الأطراف اللبنانية، في تهيئة الظروف لانتخاب فخامة العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، لتمثل هذه الخطوة بارقة أمل للشعب اللبناني أجمع. وستواصل مصر دعمها الثابت للمسار الذي تبناه فخامة الرئيس جوزاف عون في خطاب القسم والحكومة اللبنانية في بيانها الوزاري".
وأشار السفير موسى الى إن "العلاقات المصرية اللبنانية الضاربة في عمق التاريخ لها شواهد ودلالات عصية على الحصر، ولعل أبرز ما يجسد متانة هذه الروابط الاستراتيجية بين بلدينا هو قيام فخامة الرئيس جوزاف عون بزيارتين إلى مصر بدعوة من شقيقه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأولى للمشاركة في القمة العربية غير العادية حول تطورات القضية الفلسطينية في آذار الماضي ثم زيارته الثنائية في شهر أيار التي شكلت دفعة قوية لعلاقات البلدين، ولا تفوتني الإشارة كذلك إلى قيام السيد وزير الخارجية المصري بثلاث زيارات إلى بيروت خلال أقل من ستة أشهر، في تجسيد واضح لحجم الاهتمام الذي توليه مصر للبنان، كما استقبل سيادته في القاهرة شقيقه معالي وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي".
وقال: “نتطلع لأن تشهد الفترة المقبلة طفرة في التعاون الاقتصادي والتنموي بين بلدينا في مختلف المجالات، إذ يجرى العمل بين الحكومتين لعقد الاجتماع العاشر للجنة الوزارية العليا، وأؤكد استعداد مصر للإسهام بفاعلية في عملية إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي الغاشم على لبنان، مستندة في هذا الخبرة كبيرة للشركات المصرية في مجالات البنية الأساسية والإسكان، كما أن مصر دائماً مستعدة لدعم جهود الدولة اللبنانية للنهوض بالقطاعات الحيوية لاسيما قطاع الطاقة والكهرباء، ولدينا الكثير الذي نستطيع أن ننجزه معاً يداً بيد وساعداً يساعد".
وتابع:" لا يخفى على أحد أن منطقتنا تمر بمرحلة شديدة التعقيد وسط واقع إقليمي ودولي يفرض علينا التعامل مع تحديات مركبة وغير مسبوقة، ولا تزال مصر تعمل من أجل سلام عادل ومستدام وليس تسليماً يفرض بالقوة الغاشمة، ومن هذا المنطلق تقف مصر صلبة وحاسمة في رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أراضيه المقدسة وتتمسك بحق هذا الشعب العظيم في دولته المستقلة وفقاً لمقررات الشرعية الدولية. ولأجل هذا الهدف تواصل مصر مساعيها الحثيثة بالتعاون مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية، ليتيح الانتقال إلى مرحلة التعافي وإعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة بالقاهرة، ومن أجل إيجاد أفق سياسي شامل للسلام استناداً إلى حل الدولتين. كذلك تستمر الاتصالات المصرية المكثفة لتحقيق التهدئة وتجنب المزيد من التصعيد الإقليمي، وترفض الاحتكام لمنطق القوة في تسوية الخلافات أو تباين المصالح".
وأضاف: “إن لبنان يذخر بالفرص والطاقات الكامنة، وثروة لبنان ورأسماله هو شعبه، وكلنا ثقة في قدرة العهد على تحقيق الاستقرار وتنفيذ أجندة الإصلاحات، التي وضعها لبنان نصب أعينه وكرسها خطاب القسم والبيان الوزاري، وأؤمن بأن نهضة لبنان قريبة بتكاتف اللبنانيين معاً وتوافقهم على رؤية وطنية موحدة للبنان قوى ومستقر يتكامل مع عمقه العربي وينأى عن صراعات لا مصلحة له فيها".
وختم قائلًا: “لبنان حاضر في قلب كل مصري بل لا تنافسه دولة أخرى في قلوب المصريين، بما يمثله من تاريخ وثقافة عريقة وروابط أخوة لا تنفصم، كما أنني أيقنت خلال ما يقرب من عامين قضيتهما بينكم في لبنان الحبيب أن لمصر مكانة خاصة في وجدان كل لبناني محفورة بالمحبة وموصولة بتاريخ طويل من التضامن والأخوة الخالصة".
ثم تم تكريم وتقديم درع للإعلامية الراحلة هدى شديد، تسلّمه شقيقها تقديراً لمسيرتها الإعلامية المتميزة. كما تم تكريم وزير السياحة السابق وليد نصار، الذي "أعاد وزارة السياحة إلى عصرها الذهبي بعمل وجهود وفاعلية كبيرة، وأعاد السياحة اللبنانية إلى واجهة أرقى الدول في العالم والمنطقة.