اعتبر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، في قطاع الشؤون الاقتصادية، في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية د. رائـــد الجبوري في مقال بعنوان: "المنظمات المتخصصة لجامعة الدول العربية بين الواقع والطموح"، أنه في الذكرى الثمانين لتأسيس جامعة الدول العربية، يعود النقاش حول دور المنظمات العربية المتخصصة كأذرع فنية للجامعة في دعم التكامل العربي في مختلف المجالات، مثل الصناعة، الزراعة، الطاقة، النقل، والتقنية، وأن هذه المنظمات، التي تتمتع باستقلال مالي وإداري، تأسست لتكون بيوت خبرة عربية تضع رؤى مشتركة وتنفذ مشروعات تنموية بين الدول الأعضاء.
وأكد أن هذه المنظمات، وعلى الرغم من أهميتها، فهي تواجه تحديات جوهرية، أبرزها ضعف التمويل، بسبب اعتماد معظمها على مساهمات الدول الأعضاء، وضعف التنسيق، وتفاوت الإمكانات بين الدول، إلى جانب غياب التحول الرقمي وضعف الاستفادة من التقنيات الحديثة، ما يعرقل سرعة تنفيذ الخطط والمشاريع. كما تبقى الإجراءات الإدارية الموحدة الطويلة عائقاً أمام مرونتها.
وأشار د. الجبوري إلى أنه يقع على عاتق المجلس الاقتصادي والاجتماعي مسؤولية الإشراف على هذه المنظمات، من خلال آليات مثل لجنة التنسيق العليا للعمل العربي المشترك ولجنة المنظمات للتنسيق والمتابعة، لضمان حسن الأداء وتنفيذ الأهداف. ودعى إلى تعزيز التمويل المستدام، وتبني سياسات مرنة، وتطوير الأنظمة الإدارية، مع التركيز على التقنية والرقمنة لتسريع الإنجاز، إلى جانب تعزيز التعاون البحثي والمشاريع المشتركة لتقليل فجوة التنمية.
واعتبر د. الجبوري أن نجاح هذه المنظمات في تحقيق التكامل العربي المنشود يتطلب إرادة سياسية جماعية وإصلاحات هيكلية وقانونية، لتواكب تطورات العالم وتلبي تطلعات الشعوب العربية نحو التنمية والتقدم.