الإمارات: قطاع التجزئة يشهد ازدهاراً
مع تطور مراكز التسوق إلى مراكز تجريبية

25.06.2025
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
طرأت العديد من التغيرات على عادات المستهلكين في العالم بسبب سهولة التسوق عبر الإنترنت. وفي حين تشهد العديد من الدول تراجعاً في عدد زوار مراكز التسوق، لا تزال مساحات البيع بالتجزئة في الشرق الأوسط تلقى اهتمام المستهلكين.
ويؤكد تقرير حديث هذا النمو، حيث يشير إلى توقعات بنمو قطاع التجزئة في دولة الإمارات بمعدل سنوي مركب يبلغ 5.4% حتى عام 2028، مدعوماً بالطلب المتزايد على خيارات التسوق التجريبية التي تتجاوز شراء المنتجات ، مما يعكس التغير في سلوك المستهلكين والجيل الجديد من المتسوقين، الذين يبحثون الآن عن بيئات متكاملة تجمع بين تجارب تناول الطعام والترفيه والعافية والتواصل الاجتماعي.
وتحولت تجارب مراكز التسوق في جميع أنحاء المنطقة من خيارات التسوق التقليدية إلى العروض التجريبية. ومع تشعب المجالات التي تركز عليها مراكز التسوق، أصبح من المهم ألا تكتفي مساحات التسوق بالتصاميم الداخلية الجذابة، بل تخلق أجواءً تلامس عواطف الزوار وتشجع تفاعلهم، وتوفر المرونة لمفاهيم التسوق المتغيرة، وتدمج حلولاً تقنية سلسلة ضمن تجاربها لتعزيز التفاعل. وقد تم اعتماد هذه الإجراءات تلبية لتفضيلات المستهلكين، حيث دمج حوالي 71% من المستهلكين الميزات الرقمية في تجارب التسوق الخاصة بهم، وهو ما فعله ما يقرب من نصف المستهلكين (43%) لتحسين تجارب التسوق في المتجر .
وشهدت دولة الإمارات في عام 2025 زيادة بواقع 88.5% في عدد الوافدين ، الذين تشكل العائلات الراغبة في تجارب نمط حياة محسنة نسبة كبيرة منهم . ويسعى قطاع التجزئة إلى خلق تجارب غامرة؛ لا سيما ضمن البيئات الداخلية، مما يجعل مراكز التسوق وجهات مثالية لتقديم فعاليات تعزز تفاعل المستهلكين. واستقطبت دولة الإمارات من خلال إنشاء مناطق الجذب هذه مختلف المقيمين في الدولة، كما أصبحت وجهة لقضاء العطلات العائلية. ففي عام 2024، استقبلت دبي 18.72 مليون زائر دولي، بزيادة قدرها 9.15% عن العام السابق .
وتسعى دولة الإمارات من خلال إنشاء هذه المراكز إلى تجسيد رؤيتها للممارسات المستدامة، بما يتماشى مع الأهداف الوطنية مثل مبادرة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، التي تشجع المطورين والشركات المتخصصة في مجال التجهيز على استخدام مواد صديقة للبيئة وحلول موفرة للطاقة مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والتصميم . ويتمثل أحد التحولات نحو المعيشة المستدامة في توفير جميع الخدمات، بدءاً من صالات اللياقة البدنية وعيادات العافية ووصولاً إلى ردهات العمل المشترك وبرامج الفعاليات في هذه المراكز الصغيرة. ويساهم تطوير مجتمعات جديدة، مثل دبي هيلز وند الشبا ، في إنشاء أحياء مستدامة تتيح للمقيمين تجنب الازدحام والاستمتاع بنمط الحياة الحضرية المتكاملة المستوحاة من رؤية دولة الإمارات. ويتجسد هذا التوجه في نموذج مدن الخمس عشرة دقيقة، الذي يهدف إلى وصول السكان بسهولة إلى جميع الخدمات الأساسية ضمن مسافة قصيرة . ويلعب هذا التحول دوراً حيوياً من خلال توفير مراكز متعددة الوظائف تستكمل مهام المدارس والمستشفيات والحدائق والمناطق السكنية، مما يعزز الراحة ويدعم النسيج الاجتماعي لهذه الأحياء. لذلك، شهدت المتطلبات المفروضة على تصميمها وتجهيزها تطوراً لافتاً، لا سيما في المجالات التي يمكن للشركات المتخصصة بالتجهيز، مثل أبرا، أن تحدث فرقاً كبيراً.
وتعمل دولة الإمارات على تطوير قطاع التجزئة في المنطقة لمواكبة عادات الاستهلاك الجديدة، كما تقدم شركات التجهيز الفاخر الدعم لإنشاء تصاميم تتميز بالتكامل الرقمي والعناصر التجريبية مع تلبية معايير الأداء والاستمرارية التي تطلبها العلامات التجارية الراقية. وتشمل خبرة أبرا ابتكار تصاميم داخلية تواكب معايير الفخامة العصرية وتضمن احترام الأثاث والتشطيبات لهوية العلامة التجارية والإرث الثقافي لدولة الإمارات. وغالباً ما تتضمن أعمال الشركة التعاون مع العلامات التجارية الفاخرة ودمج عناصر تصميم نموذجية ومستدامة يمكن أن تتطور بما ينسجم مع توجهات التسوق والأنشطة الموسمية، مما يتيح لهم الاختيار والتكيف مع طبيعة تجارب المستهلكين اليوم.
إن النجاح في قطاع التجزئة المتطور يتجاوز توفير مساحات التسوق إلى تقديم مفاهيم تواكب التحول في تفضيلات المستهلكين.