حاوره إياد ديراني
خاضت إريكسون عددا كبيرا من التحوّلات على مدى عشرات السنين، وتمكنت دائما من ترسيخ موقعها كمرجعية عالمية في أسواق الاتصالات، خصوصا مع تعميقها شراكاتها مع مختلف قوى السوق للبقاء في مقدمة المنافسة. وعندما بدأ الذكاء الاصطناعي بتحقيق فوائد في مجال شبكات الاتصالات لم تتردد الشركة في خوض غمار التجارب الناجحة وصولا إلى دمج قدرات هذا المجال الجديد في جوهر أعمالها، وهو ما بات جليا في نشاطاتها على مستوى المنطقة. الاقتصاد والأعمال التقت نائب الرئيس ورئيس البرمجيات والخدمات السحابية في إريكسون الشرق الأوسط وإفريقيا لاكي لا ريكا، وحاورته في عدد من المجالات التي تبدأ عند تفعيل استخدامات الشركة للذكاء الاصطناعي وصولا إلى مشاريعها في المنطقة، وهنا اللقاء:
- كيف تستفيد إريكسون من الذكاء الاصطناعي والشبكات عالية الأداء المدعومة بالحوسبة السحابية لتعزيز الاتصالات، وإطلاق فرص أعمال في المنطقة العربية؟
تلتزم إريكسون بتمكين تجارب رقمية تحويلية في جميع أنحاء المنطقة باستخدام الذكاء الاصطناعي والشبكات عالية الأداء المدعومة بالحوسبة السحابية. ونعمل، بفضل ريادتنا في مجال تقنية الجيل الخامس، على بناء شبكات أساسية تعزز الاتصال وتطلق إمكانيات تجارية جديدة.
فعلى سبيل المثال، تعاونّا مع شركة الاتصالات السعودية (stc) لنشر نظام التقسيم الآلي للموارد الراديوية (RRP) على شبكة جيل خامس مستقلة، لتحسين الكفاءة وتعزيز تجربة المستخدم. ويدعم هذا الابتكار مزودي خدمات الاتصالات في الاستفادة من قدرات الجيل الخامس بشكل كامل، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للفعاليات الضخمة القادمة.
ومن الأمثلة الأخرى في هذا المجال، شراكاتنا مع شركات الاتصالات الرائدة في الإمارات العربية المتحدة. حيث قمنا مؤخراً بتنفيذ حل L4S (زمن الاستجابة المنخفض والخسارة المنخفضة والإنتاجية القابلة للتطوير)، وهي تقنية اتصالات حساسة متعلقة بالوقت، في شبكة جيل خامس مستقلة تابعة لشركة اتصالات الإمارات من e&. وتتيح هذه المبادرة، وهي الأولى من نوعها في المنطقة، اتصالاً أكثر اتساقًا وزمن استجابة منخفض يضمن تجربة استثنائية وخالية من التأخير لعشاق الألعاب السحابة عبر الإنترنت. كما وقعنا مؤخراً اتفاقية جديدة لتوسيع شبكة الجيل الخامس التابعة لشركة "دو" في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وتمكينها من الاستفادة من محفظة شبكة النفاذ الراديوي من إريكسون، وتوفير تجربة سلسة وعالية الجودة لعملاء النطاق العريض المتنقل والوصول اللاسلكي الثابت الحاليين. وستضع الشبكة الموسعة هذه أساساً قوياً لطرح خدمات مبتكرة جديدة، مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والألعاب السحابية.
ولا تساهم هذه التطورات في تعزيز حضور خدمات إريكسون فحسب، بل إنها تدعم أيضاً الشركات المحلية في تطوير حلول رقمية مخصصة تساهم في دفع النمو الإقليمي.
- بأي الطرق تساهم شبكة الجيل الخامس وتقنية الذكاء الاصطناعي في جهود التحول الرقمي في العالم العربي، خاصة بما يتماشى مع أهداف الاستدامة الإقليمية؟
تعد شبكة الجيل الخامس وتقنية الذكاء الاصطناعي من العوامل الرئيسية لتمكين التحول الرقمي في المنطقة، بما يتماشى بشكل وثيق مع الرؤى الوطنية، مثل رؤية الإمارات 2031، ورؤية السعودية 2030.
ونحن في إريكسون، نؤمن بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات قادرة على تمكين صناعات أخرى من المضي قدماً نحو اقتصاد منخفض الكربون. وتشير أبحاثنا إلى أن هذا القطاع يتمتع بالقدرة على تقليل إجمالي الانبعاثات الصناعية في جميع أنحاء العالم بنسبة تصل إلى 15%، على الرغم من أنه مسؤول عن 1.4% فقط من البصمة الكربونية العالمية. وتدعم حلول شبكة الجيل الخامس المتقدمة من إريكسون المبادرات التي تعطي الأولوية لكفاءة الطاقة وإدارة الموارد. فعلى سبيل المثال، تستخدم شبكاتنا نظم إدارة طاقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتقوم بإغلاق مواقع محددة خارج ساعات الذروة لتقليل استهلاك الطاقة. وهذه التحسينات مفيدة بشكل خاص في المناطق ذات الطلب المرتفع على الطاقة، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة الوطنية.
كما يسلط تعاوننا في مبادرات استدامة مع شركة iot squared وe& إنترناشونال ومجموعة زين، الضوء على التزامنا بتقليل البصمة البيئية وتحسين الاتصال وتعزيز كفاءة الشبكة. وتدعم البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس من إريكسون من خلال تمكين صناعات متصلة ومشاريع المدن الذكية، الحلول الخضراء مثل الزراعة الدقيقة والإدارة الذكية للمياه والحد من النفايات، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة، ويعزز الوعي بالموارد في جميع أنحاء المنطقة.
- هل يمكن اخبارنا عن بعض الشراكات أو المشاريع التي أطلقتها إريكسون في الشرق الأوسط لتعزيز الابتكار والنمو مع مؤسسات من القطاعين الخاص والعام؟
أقامت إريكسون شراكات رئيسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط لتعزيز الابتكار ودعم النمو الإقليمي. ففي المملكة العربية السعودية، حققنا قفزة مهمة مع stc وموبايلي، حيث قمنا بطرح حالات استخدام تشغيل ذاتي بالكامل ذو حلقة مغلقة في مجال تحسين الراديو. وتعد هذه خطوة كبيرة نحو تطوير شبكات ذاتية التشغيل، فضلاً عن أنه عمل رائد يرسي معياراً جديداً لاستقلالية الشبكة. وتركز مذكرة التفاهم التي وقعناها مع شركة موبايلي على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأتمتة العمليات التي تعتمد على البيانات. وعلاوة على ذلك، تعاونت إريكسون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لإنشاء مختبر أبحاث ألعاب في الرياض، لتعزيز ثقافة الابتكار والتعاون وريادة الأعمال داخل قطاع التكنولوجيا في المملكة العربية السعودية.
وفي الإمارات العربية المتحدة، تعاونّا مع شركة e& لتعزيز وصول مطوري التطبيقات إلى شبكة الجيل الخامس، مما مكن شركة e& من الاستفادة من واجهات برمجة التطبيقات الشبكية لتوفير تجربة اتصال أكثر قابلية للبرمجة ومصممة لتناسب مع متطلبات التطبيقات المتنوعة. ودخلنا أيضاً في شراكة مع "دو" لتوفير شبكات جيل خامس خاصة للقطاعين الحكومي والخاص في الإمارات. ويسهل هذا التعاون دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والخدمات الذكية.
أما في عُمان، فقد أنجزنا مؤخراً ترقية آلية لشبكة فودافون عُمان الأساسية وبنيتها التحتية السحابية، مما أهّل الشركة لتقديم خدمات شبكة الجيل الخامس المستقلة دون انقطاع في الشبكة، وجعل فودافون عُمان أول شركة في دول مجلس التعاون الخليجي تكمل ترقية شبكتها الأساسية بشكل شامل باستخدام أحدث تقنيات إريكسون السحابية.
وفي البحرين، أعلنا مؤخراً عن استقبال دفعة جديدة في برنامج الخريجين Gen-E، لتزويد الخريجين بأفضل فرص التعلم والتطوير الوظيفي. ويحظى المشاركون في هذا البرنامج بفرصة اكتساب خبرة عملية في مجالات تقنية متنوعة، بما في ذلك الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، مما يساهم في تحقيق رؤية المملكة للاقتصاد الرقمي.
ونحن نهدف إلى مواصلة لعب دور محوري في تحقيق الإمكانات الكاملة للتحول الرقمي وبناء شبكات الغد في جميع أنحاء المنطقة.
- ما هي الاتجاهات الناشئة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تعتقد بأن أسواق المنطقة العربية ستشهدها، وكيف تستعد إريكسون لهذه التحولات؟
تستعد السوق العربية للاستفادة من العديد من اتجاهات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التحويلية، بما في ذلك دمج شبكات الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء وظهور شبكات الجيل السادس. وتعتبر هذه التقنيات ضرورية لدعم رؤية المنطقة في مجال المدن الذكية، والأنظمة الفعّالة لاستهلاك الطاقة، والخدمات العامة المتقدمة رقمياً. وتستثمر إريكسون بكثافة في أنشطة البحث والتطوير لضمان تلبية حلولنا الشبكية للاحتياجات المستقبلية لهذه البيئة الديناميكية. فعلى سبيل المثال، تساعد تقنية القدرة المخفّضة (RedCap) على أجهزة إنترنت الأشياء في تشكيل مستقبل الاتصال في المنطقة من خلال توفير حلول مخصصة لمجموعة من التطبيقات، من أتمتة الصناعة وصولا إلى الزراعة الذكية.
ومن المتوقع أن تتصدر بعض مناطق العالم، مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هذه التطورات، مع معدل نمو سنوي متوقع يبلغ 51% في حجم اشتراكات الجيل الخامس، والهيمنة على السوق بحلول عام 2029، وفقاً لتقرير التنقل من إريكسون لعام 2024.
واستشرافاً للمستقبل، فإننا نرى أن التجارب الغامرة مثل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والاتصالات من آلة إلى آلة، ستلعب دوراً أكبر في إعادة تشكيل الصناعات في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتلتزم إريكسون بتطوير بنية تحتية قوية لشبكة الجيل الخامس اليوم لدعم الموجة التالية من التطورات في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وضمان بقاء المنطقة في طليعة التحول الرقمي والابتكار.