رئيس إريكسون في دول مجلس التعاون الخليجي:
الجيل الخامس ينمو بنسبة 19% سنوياً في الخليج

08.05.2024
نيكولاس بليكسيل
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

حاوره إياد ديراني

 

"نحن في إريكسون نؤمن بأن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هذه المنطقة يعكس شعارنا "تخيل وكل شيء ممكن". ولطالما كانت منطقة الخليج في طليعة الابتكارات والتقدم التكنولوجي، وقد أشار الإصدار الأخير من "تقرير إريكسون للتنقل" إلى أنه من المرجح أن تشهد دول مجلس التعاون الخليجي نمواً سنوياً في عدد الاشتراكات بشبكة الجيل الخامس بنسبة 19% حتى عام 2029". وأضاف نائب الرئيس ورئيس إريكسون لمنطقة دول مجلس التعاون الخليجي في إريكسون نيكولاس بليكسيل في لقاء مع الاقتصاد والأعمال إن الريادة التي تسجلّها بلدان المنطقة تفتح فرصا غير مسبوقة للنمو الاقتصادي والابتكار. كما تناول اللقاء مع بليكسيل الدور الاقتصادي للجيل الخامس وحالات استخدامه المتزايدة إضافة لمحاور أخرى، وهنا أبرز ما جاء في اللقاء:

كيف تنظرون إلى ريادة منطقة الخليج في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وما هي برأيكم انعكاسات هذه الريادة على الاقتصاد؟

في السنوات الأخيرة، تجلّت الريادة الخليجية بشكل خاص في قبول واعتماد التقنيات التحويلية مثل الجيل الخامس. وقد أدى القبول واسع النطاق لتقنية الجيل الخامس في منطقة الخليج إلى فتح فرص غير مسبوقة للنمو الاقتصادي والابتكار. وبفضل اتصالها عالي السرعة وزمن الاستجابة المنخفض، فإن أهمية البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس تتجاوز توفير تجارب النطاق العريض المتنقل المحسّنة، لتغطي عمليات نشر تطبيقات وخدمات مبتكرة، بدءاً من حلول إنترنت الأشياء ووصولاً إلى مبادرات المدن الذكية.

وعلاوة على ذلك، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات والخدمات التجارية يعزّز قدرات اتخاذ القرار والتخصيص والأتمتة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية. وبالتوازي مع ذلك، تُحدث التقنيات المبتكرة مثل الواقع المعزّز والواقع الافتراضي، ثورة حقيقية في كيفية تفاعل الشركات مع عملائها، وتدريب موظفيها، وتصميم منتجاتها. وبدءاً من تجارب البيع بالتجزئة "الغامرة" وحتى محاكاة التدريب الافتراضي، توفر تطبيقات الواقع المعزز والواقع الافتراضي طرقاً جديدة لتعزيز مشاركة المستهلك وتطوير مهارات الموظفين وعمليات تصميم المنتجات، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز نمو الإيرادات وتوسيع السوق. كما يساهم الذكاء الاصطناعي أيضاً في التصدي لقضايا الاستدامة، وذلك من خلال تحسين استخدام الطاقة في الشبكة، ودمج مصادر طاقة متجددة، وإدارة مواقع الأبراج الخلوية بكفاءة، وتحليل البيانات البيئية.

أما من الناحية الاقتصادية، فإن الآثار المترتبة على ذلك عميقة جداً، حيث أن ذلك يساهم بتعزيز النمو من خلال الابتكار، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز التنافسية. ومن الممكن أن يؤدي التحول الرقمي عبر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إلى زيادة أثره الاقتصادي، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية وتقديم الخدمات. وتعمل هذه التقنيات على تمكين الشركات من الابتكار وتعزيز الكفاءة وخلق القيمة، مما يضع المنطقة في موقع يؤهلها لتحقيق نمو مستدام وتعزيز تنافسيتها وتحقيق الازدهار في العصر الرقمي.

وقد تسبب ارتفاع معدلات التضخم في زيادة التكاليف التشغيلية، ولكنه ساهم أيضاً في نمو الإيرادات. وفضلاً عن ذلك، فقد نمت إيرادات خدمات الهاتف المحمول العالمية على مدى السنوات الثلاث الماضية، بمعدل سنوي قدره 4.6%، أو حوالي 15% بشكل إجمالي. وتجدر الإشارة إلى أن ابتكار الخدمات والتعاون في منظومة هذا القطاع سيلعبان دوراً مهماً لتحقيق نمو مربح.

هل يمكنك أن تشرح لنا دور تقنية الجيل الخامس ومساهمتها في الاستدامة عبر الصناعات في المنطقة؟

يمثل نشر تقنية الجيل الخامس في المنطقة خطوة رئيسية لتحقيق الاستدامة في مختلف الصناعات. فبفضل تصميمها الموفر للطاقة، تعمل شبكات الجيل الخامس على تحسين البنية التحتية وتقليل تكاليف التشغيل وخفض انبعاثات الكربون لمشغلي الاتصالات. وخلال السنوات الماضية، قامت إريكسون باستكشاف وعرض القدرات التحويلية لتقنية الجيل الخامس ودورها في تعزيز الأنشطة المستدامة.

وانطلاقاً من إدراكنا لحقيقة تقنية الجيل الخامس باعتبارها قوة تحويلية، فإننا نتوقع منها ألا تقود مستقبل الاتصال فحسب، بل أن تحفز أيضًا تطوير ابتكارات رائدة. وتركز جهودنا المستمرة في مجال البحث والتطوير على تعزيز الأداء وفعالية التكلفة، مما يضمن توفير حلول اتصالات مستدامة. وتعمل مبادراتنا، مثل نظام الراديو ثلاثي النطاقات ثلاثي الاتجاهات على تقليل استهلاك الطاقة وخفض بصمة الموقع بشكل كبير. ومن خلال إعطاء الأولوية لحالات الاستخدام التي تعمل على توسيع مجالات أعمال المشغلين، مثل الوصول السلكي الثابت، فإننا نهدف إلى المساهمة في الازدهار الاقتصادي في المنطقة مع تعزيز أهداف الاستدامة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمتد التزامنا بالاستدامة إلى تقليل النفايات الإلكترونية إلى الحد الأدنى، من خلال ممارسات تخلص مسؤولة من المنتجات منتهية الصلاحية، وتحقيق صافي صفري لانبعاثات الغازات الدفيئة لأنشطتنا بحلول عام 2030، وعبر سلسلة القيمة الخاصة بنا بحلول عام 2040. ونحن نسخّر التكنولوجيا لدفع التنمية المستدامة، ومساعدة مزودي خدمات الاتصالات في المنطقة على تقليل استهلاك الطاقة وخفض انبعاثات الكربون من خلال حلول شبكات موفرة للطاقة.

يتمتع اتصال الجيل الخامس، إلى جانب التقنيات الثورية الأخرى كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والواقع الممتد (XR) والمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، والروبوتات وما إلى ذلك، بالقدرة على تمكين خفض كبيرٍ في انبعاثات الغازات الدفيئة عبر الصناعات الأكثر تلويثاً في العصر الراهن، بما في ذلك صناعة الطاقة والنقل والتصنيع، كما أنه يتمتع بإمكانات ضخمة لبناء مستقبل أكثر استدامة للمنطقة. وتعد تقنية الجيل الخامس محركاً رئيسياً للتغير البيئي الإيجابي في جميع أنحاء المنطقة، بما تلعبه من دور لتمكين الصناعات من العمل بكفاءة أكبر، وتعزيز إدارة البنية التحتية الذكية، وتسهيل تكامل الطاقة المتجددة.

فيما يتعلق بشبكة الجيل الخامس، ما هي حالات الاستخدام الرئيسية التي ترون بأنها ناشئة في دول الخليج، وما هو التقدم الذي لاحظتموه من حيث عدد المشتركين واستخدام الأعمال، لا سيما في قطاعات مثل النفط والغاز والطاقة المتجددة والحكومة والرعاية الصحية؟

يؤدي نشر شبكات الجيل الخامس في دول الخليج، إلى إطلاق عدد لا يحصى من حالات الاستخدام عبر مختلف القطاعات، بدءاً من النطاق العريض المتنقل المحسّن، وصولاً إلى التطبيقات ذات المهام الحرجة. وتوفر شبكات الجيل الخامس سرعات أعلى وخدمات النطاق العريض المحسّن للأجهزة المحمولة. وهذا يعني بثًا أكثر سلاسة وتجارب ألعاب أفضل وتنزيلات أسرع للمستهلكين.

ووفقاً لـ "تقرير إريكسون للتنقل" الصادر في نوفمبر 2023، من المتوقع أن ينمو عدد الاشتراكات بشبكة الجيل الخامس في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بشكل مطرد، حيث من المتوقع أن تتحول أكثر من 90% من الاشتراكات إلى شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2029. ويعكس هذا الأمر مستوى الزخم القوي لتبني شبكة الجيل الخامس في المنطقة. وتدرك إريكسون جيداً أهمية منطقة الشرق الأوسط في دفع تطوير شبكة الجيل الخامس، ونحن ملتزمون بإطلاق العنان للإمكانات الكاملة لهذه الشبكة في المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تهدف شراكات إريكسون مع مزودي خدمات الاتصالات إلى توسيع حدود قدرات الاتصالات في منطقة الخليج. وإن إنجازاتنا المهمة، مثل الوصول إلى سرعة تنزيل تبلغ 16.7 جيغابت في الثانية على شبكة جيل خامس مستقلة مع 10 نواقل مجمّعة بالتعاون مع شركة "دو" الاماراتية، تستعرض مستوى التقدم الذي أحرزناه في توفير سعة شبكة أفضل وتجارب مستخدمين أفضل.

وعلاوة على ذلك، فإن إنشاء "مركز تميّز" لشبكة الجيل الخامس الأساسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا يؤكد التزام إريكسون بالابتكار والتعاون في مجال تطوير شبكة الجيل الخامس. وتدل هذه الجهود على نهج مركّز لتحقيق الإمكانات التحويلية لشبكات الجيل الخامس في دول الخليج، ودفع التطور الرقمي لتلبية الاحتياجات المتغيرة في المنطقة.

ما هي الجهود التي تبذلها إريكسون في مجال تحديث الشبكات في منطقة الخليج، وما هي الاستراتيجيات التي استخدمتها للمساهمة في عملية التحديث هذه؟

شاركت إريكسون بنشاط في جهود تحديث الشبكات في منطقة الخليج، إدراكًا منها لأهمية تحديث البنية التحتية للاتصالات لتلبية المتطلبات المتطورة للمستهلكين والشركات. وتتمحور استراتيجياتنا حول الاستفادة من أحدث التقنيات، وتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين، وتوفير الدعم الشامل لمشغلي الاتصالات.

ومن الجهود الرئيسية التي تبذلها إريكسون في منطقة الخليج، نشر شبكات جيل خامس متقدمة. وقد عملنا بشكل وثيق مع مشغلي الاتصالات في المنطقة لتقديم البنية التحتية لشبكة الجيل الخامس، بما في ذلك حلول شبكة النفاذ الراديوي (RAN)، والشبكات الأساسية، والترقيات البرمجية. ونحن نمكّن المشغلين من توفير اتصال سريع وزمن استجابة منخفض وموثوقية عالية لعملائهم، من خلال توفير تقنية جيل خامس متطورة، مما يُطلق فرصاً جديدة للابتكار والتحول الرقمي عبر مختلف الصناعات.

وعلاوة على ذلك، تؤكد إريكسون دائماً على أهمية الاستدامة في جهود تحديث الشبكة. ونحن ندعو إلى استخدام التقنيات والممارسات الموفرة للطاقة للحد من انبعاثات الكربون وتقليل البصمة البيئية للبنية التحتية للاتصالات. كما أننا لا نساهم من خلال تعزيز الاستدامة، بتحديث الشبكات فحسب، بل ندعم أيضاً جهود الانتقال نحو مستقبل أكثر اخضراراً واستدامة.

وبشكل عام، فإن جهود إريكسون في تحديث الشبكات في منطقة الخليج تستند إلى التزام الشركة بتقديم تكنولوجيا متطورة، وتقوية التعاون، وتعزيز الاستدامة. ونحن نهدف من خلال حلولنا المبتكرة وشراكاتنا الاستراتيجية، إلى تمكين مشغلي الاتصالات من بناء شبكات قوية وفعّالة وملائمة للمستقبل، تلبي الاحتياجات المتطورة للمجتمع وتمكّن التحول الرقمي في جميع أنحاء المنطقة.