دكتوراه من جامعة الكسليك
لـ نزار هاني مدير محمية أرز الشوف
شهادة في العلوم الزراعية والغذائية

24.11.2023
د نزار يوسف هاني
صورة تذكارية
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

نال مدير محمية أرز الشوف نزار هاني شهادة الدكتوراه من جامعة الكسليك في العلوم الزراعية والنباتية مع أعلى شهادة تقدير – مشرف جداً مع تهنئة اللجنة الفاحصة. وكان موضوع البحث مسح تراثي للنباتات الطبية والعطرية والسامة وإعطائها قيمة مُضافة.

أشرف على البحث البروفسون د. نيللي أرنولد أبوستوليدس والمشرف المساعد البروفسور نبيل نمر وتشكلت لجنة التحكيم كالآتي: البروفسور لميس شلق رئيساً والبروفسور سلوى طعمه طوق (قاريء) البروفسور بولا غره (قاريء) ، د. صفاء بيضون (مدقق) ، د. تيتزيانا أولتر (مستشارة من الحديقة النباتية البريطانية وبنك البذور العالمي).

شكر هاني محمية أرز الشوف لجنة وفريق عمل وجامعة الكسليك والمعهد العالمي للدكتوراه، كما شكر الأهل سيدات ورجالاً وخُبراء الأعشاب من قرى المحمية الذين شاركوا في الدراسة. وأهدى البحث إلى المحمية وإلى رئيس لجنتها الراحل المحامي شارل نجيم وإلى عائلته الصغيرة، وهنا مُلخّص عن البحث.

كونها أكبر محمية طبيعية في لبنان وتغطي 5% من أراضيه، لا تزال محمية الشوف المحيط الحيوي تمثل مشهدًا ثقافيًا حيويًا يوفر خدمات بيئية متعددة وإرثًا تقليديًا للتفاعل بين الطبيعة والإنسان. وبشكل أكثر تحديدًا، كانت النباتات البرية في المحمية منذ العصور القديمة بمثابة مصدر حيوي للمواد الطبيعية لتحقيق الكفاية وتوليد الدخل للمجتمعات المحيطة مع دعم سبل العيش ومرونة النظام الثقافي الحيوي المتكامل للمحمية. ولذلك فمن الضروري تحسين إدارة هذا النظام من خلال تحديد وتثمين النباتات الطبية البرية والنباتات المأكولة والمعارف التقليدية المرتبطة بها.

باستخدام استبيان منظم بشكل جزئي ، تم إجراء مسح للتراث النباتي من خلال مقابلات شخصية مع 133 مشاركاً محليًا من 22 قرية محيطة في.المحمية.  تم إعتماد مدونة أخلاقيات الجمعية الدولية لعلم النبات التقليدي لعام 2006 واتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكول ناغويا بشأن الوصول إلى المعلومات وتقاسم المنافع أثناء جمع البيانات. حددت النتائج 184 نوعًا نباتيًا ينتمي إلى 57 عائلة نباتية لا تزال تستخدم من قبل المجتمعات المحلية كمصدر لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض من خلال أساليب مختلفة لتحضيرها وإستعمالها.  استنادًا إلى البيانات والمؤشرات الكمية للنباتات المستعملة تقليدياً، تم تصنيف الأنواع وفقًا لقيمتها العلاجية والإجماع بين المشاركين على أهميتها. الجزر البري  (Daucus carota L., ssp. maximus (Desf.) Thell.) والبربريس (Berberis libanotica Ehrenb ) والطيون (Dittrichia viscosa (L.) Greuter)، هي بين الأنواع الأعلى تصنيفًا والأكثر أهمية وإستعمالاً من المجتمعات المحلية.

تحليل الزيت العطري لأنواع تم إختيارها لكونها ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى المجتمع المحلي من نبات البريغيتي  (هرفقيون أو طرفة المن أو حشيشة القلب Hypericum sp.) بواسطة كروماتوغرافيا الغاز (GC) وقياس الطيف الكتلي (MS). أثبت تحليل الزيت  وجود محتوى عالٍ من المكونات الكيميائية مثل  α-Elemene، وβ-Caryophyllene، وβ-Pinene، وγ-Terpinen   وهذا يؤكد طرق استخدامها التقليدية والإمكانات العالية للزيوت العطرية كمصدر غني للعديد من المركبات الناشطة بيولوجيًا ذات الإمكانات العالية للعديد من التطبيقات لاكتشاف وتصنيع الأدوية والمستحضرات الصيدلانية ومستحضرات التجميل بالإضافة إلى صناعة الأغذية وغيرها.

كما حدد مسح التراث النباتي وجود 98  نوعًا من هذه النباتات صالحة للأكل تتمتع بإمكانيات مشجعة جدًا لدعم الأمن الغذائي وتعزيز الجودة والتنوع الغذائي. تم تحديد العكوب (Gundelia tournefortii ) من قبل المشاركين في المسح على أنها تتمتع بخصائص تقليدية وغذائية واقتصادية عالية. أظهر التحليل الغذائي للعكوب بواسطة تحليل كروماتوغرافي سائل - قياس الطيف الكتلي وكروماتوغرافيا الغاز مستويات عالية من المغذيات الدقيقة التي تؤكد قيمتها الغذائية.

وفقًا للاتحاد الدولي لحماية  الطبيعة، تم تصنيف بعض من الأنواع المذكورة في الدراسة على أنها مهددة عالميًا والعديد من الأنواع الأخرى مستوطنة في لبنان. على سبيل المثال لا الحصر، البربريس اللبناني (Berberis libanotica)  والمشة اللبنانية (Pseudopodospermum libanoticum) والزعتر الرملي (Origanumehrenbergii ) وحشيشة القلب اللبنانية (Hypericum libanoticum)

بالخلاصة توصي هذه الدراسة  بإجراء دراسات كيميائية نباتية وصيدلانية وغذائية ودراسات مستقبلية لتحديد فعالية وسلامة أنواع النباتات الطبية والمأكولة المحددة. لمزيد من تثمين هذه الأنواع، فإن إدارة محمية الشوف المحيط الحيوي وجميع السلطات ذات الصلة مدعوة لمواصلة جهود الحفاظ لحماية هذا التراث الثقافي الحيوي الغني واستخدام كل هذه الموارد الثقافية الحيوية المختلفة لضمان المشاركة الفعالة للمجتمعات المحلية في الإستعمال المستدام لهذه النباتات.