أحداث غزه تطغى على أجواء
القمة الاقتصادية العربية البريطانية

24.11.2023
المنصة الرئيسية
التضامن مع فلسطين
صورة تذكارية
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

لندن – عمر الناطور

طغت احداث غزة على أجواء القمة الاقتصادية العربية البريطانية التي نظمتها غرفة التجارة العربية البريطانية في فندق هيلتون متروبول في لندن اذ أحدثت الكلمة التي ألقاها امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط ضجة عارمة بين المشاركين في القمة حيث شن حملة قاسية على اسرائيل والحكومات الغربية الداعمة لها في العدوان الوحشي ضد الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة ضد النساء والأطفال ، وغمز ابو الغيط من قناة الاعلام الغربي الرسمي التي زورت الحقائق وتجاهلت حرب الابادة وتدمير الممتلكات والمستشفيات والمدارس والجوامع والكنائس وركزت فقط على ما حصل في 7 تشرين الأول .

ووصف ابو الغيط الاعتداء الاسرائيلي بأنه جريمة مكتملة الأركان ، إذ لا يمكن الاقتناع باي مبرر لقتل أكثر من 11الف نسمة في غزة أغلبهم من النساء والأطفال داعيا إلى الوقف الفوري لتلك المذبحة .

وأعرب أبو الغيط عن تقديره لأصوات ذوي الضمائر الحية الذين طالبوا بوقف إطلاق النار فورا  ومنهم مئات الآلاف ممن تظاهروا في لندن تضامنا مع غزة.

وقال لقد اصبت بخيبة أمل عميقة تجاه المنظومة الدولية التي تُتيح  للجريمة أن تستمر أمام سمع وبصر العالم كله، معتبرا الفشل في وقفها وصمة عار على تلك المنظومة.

واسف أبو الغيط لفشل مجلس الأمن الدولي في وقف العدوان، إذ أصدر بعد محاولات عديدة قرارًا يدعو فقط لهدنٍ إنسانية وممرات لإدخال المساعدات، معتبرا ذلك خطوة صغيرة تعكس عجزه عن اتخاذ القرار السليم.

وذكّر أبو الغيط بنتائج مخرجات القمة العربية والإسلامية المنعقدة يوم 11 نوفمبر الماضي في الرياض، والتي طالبت بوقف فوري لإطلاق النار، ودعت إلى وضع آلية مستدامة لإدخال المساعدات بشكل عاجل لأكثر من 2 مليون فلسطيني يتعرضون لكارثة إنسانية. 

كما أكد على عمق الروابط الراسخة والممتدة لقرون بين المملكة المتحدة والدول العربية، التي تشكل رصيدا مهما يمكن البناء عليه لتعزيز التعاون المشترك، لا سيما في ظل الفرص الكبيرة التي تتيحها الخطة التنموية التي أطلقتها بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوربي، وأيضا ما تضمنته الخطط والمبادرات الاقتصادية العربية من مشروعات تنموية.

وكانت القمة قد افتتحت اعمالها في حضور حشد من اصحاب القرار ورجال الأعمال وقيادات اقتصادية ومالية وتجارية من البلدان العربية والمملكة المتحد والوزير المكلف شؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد، بالإضافة إلى عدد من المتحدثين في مجالات مختلفة تجارية وصناعية وتكنولوجية من بينهم، راعية غرفة التجارة العربية والبريطانية البارونة إليزابيث سيمونز، خالد المرزوقي المدير التجاري لمجموعة (كيزاد ).ورئيس غرفة البحرين سمير ناس

وشكلت القمة، والمعرض المرافق، فرصة للعديد من المشاركين، للتفاعل وتبادل الخبرات ووجهات النظر حول أبرز المبادرات من أجل دعم التجارة والصناعة الصديقة للبيئة، ومواكبة التطور الحاصل في القطاع المصرفي، لا سيما في عصر الذكاء الاصطناعي.

و شددت البارونة إليزابيث سيمونز رئيسة «غرفة التجارة العربية- البريطانية»، في كلمتها الافتتاحية على أهمية المشاركة المتنوعة التي شهدتها القمة، واعتبرت ذلك دليلًا على النمو المتزايد للعلاقات العربية البريطانية والتي تشكل أساس للصداقة بين شعوب المملكة والدول العربية وشكرت الجاز البشري في الغرفة للجهود الجبارة لانجاح اعمال القمة .

كما شكر رئيس غرفة التجارة والصناعة البحريني سمير ناس، غرفة التجارة العربية البريطانية على تنظيم القمة، التي تفتح المجال لتناول قضايا شائكة في هذه المرحلة، مثل الاضطراب الذي تشهده أسواق الغذاء والطاقة بسبب النزاعات والحروب، بالإضافة إلى التضخم المتزايد.ثم تطرق بكلمته الى الاحداث التي التي تدور في غزة وموقف الدول الغربية الداعمة لاسرائيل والتي شجعتها على ارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وحذر ناس من ذيول هذه الاحداث على الواقع الاقتصادي ثم سحب من سترته العلم الفلسطيني ولفه على عنقه وهي يصىبح تحيا فلسطين وسط تصفيق الموجودين في قاعة المؤتمر .

من جهته، تناول خالد المرزوقي المدير التجاري لمجموعة (كيزاد) نماذج مختلفة للعمل من أجل تحقيق رؤى اقتصادية تتلاءم مع الالتزامات الدولية من أجل مواجهة التغير المناخي وتخفيض الانبعاثات الغازية.

اما الأمين العام والمدير التنفيذي للغرفة بندر رضا فالقى كلمة مقتضبة تناول فيها المحاور التي تم بحثها في الجلسات شاكراً جميع الداعمين للغرفة ونشاطاتها التي تصب في خدمة الاقتصاد والاستثمار في البلاد العربية والمملكة المتحدة،

اما اللورد ادوارد ياندي ليستر فقد تناول بكلمته حجم الاستثمارات الثثنائية بين الدول العربية والمملكة المتحدة ، وكيفية تطويرها بعد التغيرات التي حصلت في المنطقة العربية وفي بريطانيا بعد بريكست.

من جانبه اوضح وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا اللورد طارق احمد ان لدى المملكة تاريخ طويل من التعاون والشراكة في كل المجالات مع العالم العربي وبخاصة مع دول الخليج، مشيراً الى اهمية قيام رجال الاعمال في البحث لرفع التعاون في المجالات المتعلقة  بالطاقة النظيفة التي بامكانها مساعدة الاقتصادات العربية على تخفيف اعتمادها على مصادر الطاقة الاحفورية .

بدوره اعتبر المفوض التجاري البريطاني لمنطقة الشرق الاوسط اوليفر كريستيان ان المنطقة العربية تملك طاقات بشرية قادرة على قيادة قاطرة النمو الاقتصادي ، وشدد على ضرورة مواصلة الغمل لتذليل كل العقبات التي تحول دون الاستفادة من الفرص المتاحة ، موضحا ان بلاده تفتح المجال امام كل مشاريع الاستثمار في كل المجالات .

وبعد استراحة قصيرة انطلقت جلسات العمل التي شارك فيها نخبة من الخبراء واصحاب القرار .

بحثت الجلسة الأولى سبل معالجة شح مصادر المياه والامن الغذائي والرعاية الصحية كاولويات استراتيجية وذلك بتطبيق الزراعة العمودية وإعادة تدوير المياه واستخدام طاقات نظيفة وتمويل التقنيات الطبية والاستثمار في الاستدامة المستقبلية .

وتناول المشاركون في الجلسة الثانية تطوير قطاع البنوك والتمويل والتأمين عبر استغلال أحدث التقنيات المتاحة مثل الذكاء الاصطناعي إلى جانب البحث في تزايد ظهور مؤسسات تمويل غير بنكية والتحقق في المعايير القانونية  التي تطبقها ذلك المؤسسات لضمان حماية البيانات وتقليل المخاطر .

وركزت الجلسة الثالثة نمو قطاع التجارة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي واتفاقية التجارة الحرة بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي في الاستراتيجيات التي تتبناها دول مجلس التعاون  لمعالجة تحديات الذكاء الاصطناعي وأفضل فرص للاستفادة منه في قطاعات الصحة والتعليم والنقل والاتصالات والطاقة .

اما الجلسة الرابعة فناقشت استعداد العالم العربي للإلتزام بأهداف ،اتفاقية باريس 2015،  حول التغير المناخي والاستثمار في مشاريع جديدة طموحة توفر موارد جديدة مهمة  ووظائف في قطاعات التقنيات الحديثة والنقل والبنى التحتية والضيافة والتعليم وحماية البيئة إلى جانب تعزيز السياحة إلى بريطانيا.

وناقشت  الجلسة الخامسة أوجه مساهمات رجال الأعمال في تحقيق الرخاء وإيجاد شراكة وطيدة بين المؤسسات التعليمية وقطاع الأعمال التجارية من أجل تطوير المهارات المطلوبة لنجاح الأسواق.