طلال سلمان، نحن بحاجة اليك

29.08.2023
طلال سلمان
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

إنهض يا ابو احمد امثالك لا يموتون . انهض نحن في امس الحاجة اليك،  لا تغادرنا. الوطن المنكوب بالف جرح وجرح يحتاج الى جرعة من الامل كان حبر قلمك يمده بها.  العروبة التي كانت مصدر الهامك الانساني تعاني ، ولا حاجة لتذكيرك بمصابها ، لاتتركها في  ذروة محاولات خنقها التي لاتتوقف. الحرية التي كنت من المدافعين الكبار عنها تشوه صورتها الجميلة بالف زيف وحيلة ، تنتظر مقالاتك. مهنة الصحافة التي ساد فيها الطارئين عليها في امس الشوق الى صفحات "سفيرك" العابقة بالمهنية والمناقبية وروح التمرد على الظلم والمعجنونة بالمفردات المنتقاة . اما حبيبتك الابدية فلسطين التي تكتب ايامها بدماء ابنائها ، فمن سيداوي جراحك بالامل غيرك انت والقلة الباقين من امثالك.

طلال سلمان، قصص كثيرة  وحروب كثيرة في كتاب عمر واحد. "السفير" قصة لا مثيل لها في الوطن العربي، من اجلها تعرضت للرصاص الذي نخر جسدك الضعيف، ولزنازين السجن التي لم تنل من عزمك واصرارك .وبسبب مناصرتها لقضايا التحرر حنقت عليك انظمة واجهزة امن ومخابرات. انها مدرسة لأجيال، وكنت انت المعلم لمن عمل معك وتاثر بك من بعيد. اغلق "السفير"  عندما لم يعد هناك ما يقوله الا عن تكرار الحديث عن الماسي وهو لا يريد ان يكون ندابا.  توقفت الجريدة عن الصدور لكن قلبه ومكتبه ظل مفتوحا للجميع وصوتا للذين لا صوت لهم.

ابو احمد كان استاذاً فعلاً لا لقباً، براعته في كتابة الإفتتاحيات لا تقل عن براعته في كتابة الهوامش والمانشيت والنقد الفني والادبي . مكتبه كان مقراً سياسياً صاخباً جامعاً لعتاة الثوار والمناضلين ومحترفي السياسة، وكان منزله صالوناً ثقافياً جامعاً لأبرز المثقفين والشعراء والفنانين الكبار. هو ابن الضيعة البعلبكية الذي صار نجماً لامعاً في سماء العواصم والحواضر العربية من بغداد الى القاهرة ومن صنعاء الى دمشق مروراً بالرياض ودبي، فيما عيونه تظل شاخصة على المغرب.  كانت "السفير" فرقة الاستطلاع وهو فيها البيرق والعلم.  ناضل حتى الرمق الأخير، لكنه باق فينا حياً يرزق بما تركه في خزائن المعرفة وذكراه الجميلة.

أمين قمورية