وداعا أيها الحبيب الصادق

03.07.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

بغياب حبيب صادق الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي تخسر المنابر وقاعات المحاضرات والحركة الثقافيّة اللبنانية وقرى جبل عامل وجها من الوجوه المحببة بعدما ملاءها ادبا وشعرا وخطابة وكبرياء بغير مهانة. تعددت أنشطة الحبيب وتنوعت مهماته ومسؤولياته عبر حياته العامرة بالعمل والكفاح، عرف خلالها بقدرته العالية على الابتكار والرؤية الثاقبة للامور من منظور اشمل. كان متابعا لكل صغيرة وكبيرة في المجلس الثقافي للبنان الجنوبي مرحبا بكل زائر مستمعا جيدا لكل من يجالسه مواكبا للحياة مع سرعة ايقاعها، متمتعا بسعة اطلاع وطلاقة لغوية وقوة ذاكرة وانفتاح على الأفكار الجديدة.   

لقد كان الحبيب الصادق مقاوماً ثقافيّاً إنسانياً عنيداً، عرف كيف يجمع بين لبنانيّته وعروبته وقيم الحداثة والتقدّم. وتحول حالة حين اختاره اليسار ليخوض المعركة الانتخابية النيابية في 1968. وقد أسهم هو، من دون أن يدري، في صوغ ما جعله المرشّح المناسب لمواجهة "الإقطاع السياسي". لا شك في أنّ كونه ابن عائلة تتوارث الدراسة والعمامة الدينيّتين لعب دوراً في ذلك، لكنّ شخصيّته ومسيرته هما الحجر الأساس. وإذ عمل في السياسة، بقي يؤكد أنه لن يحترفها، مفضّلاً أن يزاولها باعتبارها شأناً عاماً ووطنيّاً.

خاض معارك سياسية من موقع يساري لكنه لم ينتسب إلى حزب معين. عندما صار نائباً عام 1992 راى في نيابته انها موقع لخدمة الوطن وخدمة الشعب لا لتامين المصالح الخاصة والفئوية .  ولأنه كان رافضا ان يتحكم أحدا بقراره ، استقال من الكتلة التي دخل من خلالها الى مجلس النواب عندما وجدها متناقضة مع مبادئه والهدف الأساسي للسياسة وهي خدمة الناس. وقد طاله بسبب ذلك الكثير من المظالم ولاسيما من ذوي القربى.

وحدها علاقته بالمجلس الثقافي للبنان الجنوبي كانت ثابتة وواضحة. ارتبط اسماهما ولم ينفصلا حتّى وفاته . كان حبيب صادق ضميراً من ضمائر الوطن ، وشكل خياره على الدوام جسر العبور إلى الدولة التي ننتظر جميعا قيامتها.

الإقتصاد والأعمال