رئيس مجموعة "أماكو" يزور الصين

30.05.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

رئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني ورئيس مجموعة "أماكو" علي محمود العبد الله زار الصين وأجرى خلال الزيارة لقاءات مع المعنيين لتطوير العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين.

أوضح العبد الله ان البحث تناول وبشكل أساسي، إستثمار بعض الشركات الصينية في لبنان، كاشفاً عن تحقيق تقدم في هذا الإطار، “لكن تنفيذ هذا الأمر على أرض الواقع يتطلب إستقراراً سياسياً ناجزاً في لبنان”.

وأكد العبد الله ان “الصين تنظر إلى لبنان بإعتباره شريكاً استراتيجياً على خارطة الحزام والطريق الصينية، وبوابة مناسبة للمساهمة في إعادة إعمار سوريا، ومكوّناً رئيسياً في النسيج الاقتصادي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط”.

وقال العبدالله عن أنه “لطالما عبرت الصين عن اهتمامها برفع حجم الاستثمارات في لبنان”، لافتاً إلى أن “سياسة الصين الإستثمارية في لبنان تأخذ بالإعتبار مجموعة عوامل أهمها الإستقرار السياسي والإقتصادي في لبنان من جهة، وتأثير الدول الكبرى على الملف اللبناني من جهة أخرى. ولا يجوز أن نغفل أهمية تطبيع العلاقات السعودية – الإيرانية والسعودية – السورية، وانعكاسه على فرص رفع مستوى الاستثمارات الصينية في لبنان.”

وشدد العبدالله على أن “لبنان ليس جزيرة معزولة اقتصاديا وسياسيا بالنسبة للصين، إذ أنها تنظر إليه بإعتباره ركنا أساسيا من أركان علاقاتها الإقتصادية والسياسية مع كل دول الشرق الأوسط. وهذا أمر لمسناه بوضوح خلال القمة العربية الصينية في الرياض في ديسمبر الماضي.

وقال العبدالله: “غني عن الذكر إن عملاقة الاتصالات والتكنولوجيا الصينية هواوي لديها حضور قوي في لبنان وساهمت في تطوير شبكات الاتصالات النقالة والثابتة، كما لديها مشاريع تعاون مع مختلف القطاعات ومن بينها الاقتصادية والتربوية والصحية”.

وأضاف:  “لا يجب أن ننسى أنه في العام 2017، وقّع لبنان والصين على مذكرة تفاهم للقيام بالترويج المشترك للتعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ومبادرة طريق الحرير البحرية للقرن الـ 21. ونصّت المذكرة على التعاون في مجالات مثل النقل واللوجستيات، والاستثمار والتجارة، والبنى التحتية والطاقة المتجدّدة والتبادل الثقافي وغيرها من المجالات”.

أما على مستوى العلاقات التجارية، فأشار العبدالله إلى ان ” صادرات لبنان إلى الصين لا تزال خجولة جدا، ولا تقارن بالواردات اللبنانية من الصين”.

وأشار العبدالله إلى أنه “بحسب أرقام الجمارك، بلغت قيمة الصادرات الصينية إلى لبنان نحو 2.675 مليار دولار عام 2022 فيما بلغت قيمة صادرات لبنان إلى الصين بضعة ملايين من الدولارات. وهذا أمر لا يبشّر بخير على مستوى تنمية الصادرات اللبنانية”.

ودعا العبدالله إلى الواقعية في علاقات لبنان مع الإستثمارات الأجنبية وعلى رأسها الاستثمارات الصينية. فالصين تحتاج إلى شريك موثوق في لبنان قادر على تأمين مناخ استثماري مستقر يرحّب برؤوس الأموال. أما حاليا، فلم يحسم لبنان أمره لا إزاء الاستثمارات الصينية ولا إزاء علاقاته الدولية عموما. كما لم يُطلق لبنان خطة خروجه من الأزمة الاقتصادية، ولم يبادر إلى طرح حلّ يوزّع من خلاله الخسائر الهائلة التي مُني بها مع الانهيار الاقتصادي، ولم يتم وضع خطة لإعادة بناء القطاع المصرفي والاقتصاد عموما. كما لم تبادر القوى السياسية في لبنان إلى الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وتاليا تشكيل حكومة تتمتع بالثقة العربية والدولية”.

وقال العبدالله: ”علينا أن نسأل أنفسنا، كيف نريد من الآخرين مساعدتنا إذا لم نساعد أنفسنا أولا؟”.

وأكد العبدالله إن “الإستثمارات الصينية الهائلة التي يمكن أن تتدفق إلى لبنان، لا تتعلق فقط بالصين والحكومة الصينية التي تكنّ كل الإحترام لبلدنا، بل تتعلق ببلدنا وبقيادته وبترسيخ مناخ سياسي توافقي يشجّع على إطلاق مرحلة جديدة من الإزدهار والإستثمارات الأجنبية المباشرة”.