دبي – الاقتصاد والأعمال

أكدت هواوي خلال استضافتها مع مجلس "سامينا" للاتصالات قمة قادة "شبكات الجيل الخامس والنصف 5.5G" في دبي على أن نمو الاقتصادي الرقمي المُستدام يعتمد على 3 قدرات أساسية هي الإرسال والحوسبة والتخزين. وأضافت من خلال متحدثيها في القمة أنه لبناء هذه القدرات والمساهمة في نمو الاقتصاد العالمي، من الضروري مواصلة الاستثمار في البنية التحتية للاتصالات والأجيال المتقدمة من الشبكات مثل الجيل الخامس والنصف 5.5G، وإعطاء الأولوية لطرق الاستخدام الخضراء المُستدامة، وكذلك استمرار التعاون في مجال تعزيز المواهب الرقمية المحلية.

وشارك في القمة عدد كبير من كبار الشخصيات في قطاع الاتصالات من بينهم نائب مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية لقطاع الاتصالات في الإمارات محمد الرمسي، نائب الرئيس الأول لمجموعة أعمال "هواوي كاريير" لقطاع الاتصالات أليكس وانغ، الرئيس الإقليمي لشركة هواوي في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى ستيفن يي، الرئيس التنفيذي للتسويق في مجموعة أعمال "هواوي كارير" لشبكات الاتصالات د. فيليب سونغ، مدير عام الرابطة العالمية للنطاق العريض مارتن كرينر، مدير العمليات في شركة InfraX راشد الأحمدي، كبير المحللين الرئيسيين في "أوميديا" ستيفن ويلسون ونائب رئيس مجموعة أعمال "هواوي كاريير" لقطاع الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى فانيس يو. وجمعت القمة قادة تقنية المعلومات والاتصالات من هيئات تنظيم الاتصالات والمشغلين والمؤسسات العالمية المتخصصة بما في ذلك الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي إس إم إيه) والرابطة العالمية للنطاق العريض WBBA والمورّدين ومصنّعي الشرائح والشركاء من عالم شبكات الجيل الخامس. وخلال فعاليات القمة وتحت قيادة هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية الإماراتية، أطلق تجمع شركات "اتصالات من e&"، وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة "دو" و"إنفرا إكس" و"كوانراي" و"إتش تي سي"، و"ليدرا" و"هواوي" المختبر المفتوح للجيل الخامس والنصف (5.5G OpenLab).

الرمسي: أهمية البيئة التنظيمية

وألقى الرمسي، كلمة افتتاحية في القمة قال فيها: "تتطور التقنيات وتتجدد وتفرض علينا تحديات كبيرة، لكنها تتيح لنا في الوقت ذاته فرصاً أكبر. ولا شك أن توفير بيئة تنظيمية سليمة يعد أمرا بالغ الأهمية لتبني إمكانات شبكة الجيل الخامس والنصف 5.5G بالكامل. وعلى هذا النحو، اتخذت دولة الإمارات عدة خطوات، بما في ذلك إنشاء بيئة الحماية التنظيمية لتقنية المعلومات والاتصالات. وأنا متأكد تماماً من أن لقاءاتنا ونقاشاتنا في هذا الصدد ستسفر عن رؤى ذات صلة وقابلة للتنفيذ حول كيفية الاستفادة من هذه التقنية لدفع التنمية المستدامة والابتكار الرقمي في دولة الإمارات والعالم".

وتتوقع هواوي أن تبلغ قيمة الاقتصاد الرقمي المزدهر 30 تريليون دولار بحلول عام 2030. وتعتبر أن النمو الاقتصادي الرقمي المُستدام سيرتكز على ثلاث قدرات: قدرة الإرسال التي تستطيع دعم ما يزيد على 200 مليار اتصال عالمي؛ وقدرة الحوسبة التي تستطيع تلبية متطلبات حوسبة الذكاء الاصطناعي المتنامية بمقدار 500 ضعف؛ وقدرة التخزين المذهلة البالغة 1 يوتابايت (كوادريليون جيغابايت) من البيانات سنويا.

وانغ: نحو دعم الطاقة المُستدامة

من جهته سلّط وانغ الضوء على التطورات المتسارعة في مجال تقنيات الاتصالات الذكية، والحاجة الماسة لوجود آليات تطوير لحلول ومنتجات ذكية تجمع بين تقنية المعلومات والاتصالات وتقنيات الطاقة المستدامة. وقال: "على غرار التطور البشري، تطورت التقنية بشكل كبير اليوم لتصبح أكثر ذكاء وفائدة للبشرية. ومع تنامي قدرات الحوسبة بشكل مطرد، سيؤدي ذلك تباعاً لزيادة استهلاك الطاقة، ولا بد من التركيز على حلول التنمية الخضراء منخفضة الكربون والتحول الرقمي الذكي كقوتين محركتان رئيسيتان للثورة الصناعية الرابعة. ويمتلك هذا النهج أهمية خاصة في دول المنطقة التي تتمتع معظمها بكفاءة عالية لاستخدام الطاقة البديلة".

ستيفن يي: الخليج يقود نشر الـ 5G

من جهته قال ستيفن يي في كلمته أن أولويات قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات المستقبلية تتمثل في الاستخدام وتنمية المواهب المحلية، وأن دول الخليج العربي ودول كثيرة في المنطقة كانت من أوائل الدول على مستوى العالم في ردم هوة الرقمنة وتبني تقنيات الاتصال الحديثة. وأضاف: "مما لا شك فيه أن الاقتصاد الرقمي يضطلع بدور محوري في دفع عجلة النمو الاقتصادي العالمي. وسيُسهم الذكاء الاصطناعي في بناء عالم ذكي ودعم مسيرة الاقتصاد الرقمي، حيث عزز الصعود السريع لهذه التقنية الطلب على قدرات الحوسبة بشكل ملموس. ولاكتساب المزيد من الدقة والكفاءة، تتطلب أنظمة الذكاء الاصطناعي كميات هائلة من البيانات التي يجب إرسالها بسرعة ومعالجتها بكفاءة وتخزينها بشكل آمن عبر شبكات الاتصالات".

وأضاف: "يتطلب عالم اليوم المترابط استثمارا في قدرات شبكات الاتصالات. إذ تضطلع هذه الشبكات بدور حيوي في ربط الأفراد مع بعضهم ومع الأشياء، وربط الأشياء مع بعضها، وإرسال البيانات بسرعة ودقة. ويمكن للبنية التحتية المتطورة للاتصال أن تسد الفجوة الرقمية وتطلق العنان لمزايا الاقتصادات الرقمية التي تتطلع لبنائها دول المنطقة".

وأشار ستيفن يي إلى أن شبكة الجيل الخامس 5G هي خير مثال على تقنية الاتصال القادرة على تقديم فوائد ملموسة على الأصعدة الاجتماعية، والصناعية، والاقتصادية، والاستدامة. ولفت إلى وجود 17 شبكة جيل خامس تجارية في منطقة الشرق الأوسط، بتغطية تصل إلى 45 مليون نسمة. وشدد أنه في الوقت الذي تتصدر فيه دول منطقة مجلس التعاون الخليجي المراحل الأولى على مستوى العالم في نشر شبكات الجيل الخامس 5G وتطبيقاتها التجارية، من المهم أن تتواصل جهود تطوير البنية التحتية للاتصال.

وختم ستيفن يي، قائلا: "بذلنا جهودا حثيثة طوال العقود الماضية لإحداث تأثير اجتماعي إيجابي في جميع البلدان التي نعمل فيها، وذلك عبر توفير آلاف فرص العمل للسكان المحليين، والعمل عن كثب مع الشركاء المحليين، ودعم أكثر من 100 ألف من المواهب المحلية في تقنية المعلومات والاتصالات من خلال إطلاق العديد من برامج التدريب والتأهيل".

وتعد برامج هواوي للتدريب والتأهيل مصدرا مهما للمواهب الاستثنائية التي يمكن توظيفها لدعم رقمنة القطاع. وبحلول نهاية عام 2022، عقدت أكاديميات هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات شراكات مع ما يزيد على 2,200 جامعة حول العالم. وتدرب هذه الأكاديميات حوالي 200 ألف طالب سنويا. علاوة على ذلك، تمثل مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات منصة عالمية تتيح للطلبة الجامعيين من حول العالم التنافس ومشاركة الأفكار مع بعضهم. واستقطبت النسخة السادسة من المسابقة 150 ألف طالبا جامعيا من 85 بلدا ومنطقة.

نحو الـ 5.5G

وأكد المتحدثون في القمة على أهمية مواصلة رحلة تطوير الشبكات، فقال د. سونغ: "مع وصول عصر الـ 5.5G، سيتمكن الأشخاص من الاستمتاع بتجربة واقعية مثل الفيديو ثلاثي الأبعاد. ومع نضج تقنية RedCap وابتكار تقنية "إنترنت الأشياء السلبي"، سيتم تسريع عملية التحول الرقمي الصناعي. أما كرينر فقال في كلمته أن الرابطة العالمية للنطاق العريض تجمع بين مقدمي الخدمات والموردين والمستخدمين والمستثمرين والحكومات لإزالة الحواجز والمعوقات.

أما الأحمدي، فقال: "ستعالج تقنية الجيل الخامس والنصف التي تتمتع بعشرة أضعاف قدرات شبكات الجيل الخامس الفجوات التقنية الحالية وستعمل على تمكين مختلف الخدمات الرقمية في صناعة شبكات الطاقة. أما ويلسون فقال إن الطلب على شبكات النطاق العريض تشهد تطورا متسارعا، مدفوعا بمزيج من النمو السريع في الأجهزة المتصلة، وزيادة التطبيقات المتعطشة لعرض النطاق الترددي. فيما قال فانيس يو أنه مع الاستخدام التجاري الواسع النطاق لمحطات التجميع متعددة الناقلات وتطوير تقنية RedCap، فقد حان الوقت للترقية من معيار FWA إلى FWA².