لندن: عمر الناطور

تعدت الالعاب الرياضية المفهوم الكلاسيكي التقليدي المعروف منذ انطلاق الالعاب الاولمبية الحديثة عام 1896 في اثينا مهد الالعاب الاولمية القديمة لتصبح صناعة بحد ذاتها تدر مليارات الدولارات للقائمين عليها ، اي عكس ما خطط له البارون الفرنسي بيار دو كوبرتان الذي يعود اليه الفضل باطلاق الالعاب الاولمبية الحديثة وحصر المشاركة فيها باللاعبين الهواة .

فالرياضية باتت اشبه بمشروع استثماري متكامل يتخطى الجانب الرياضي ليصبح استثماراً يحقق مدخولاً للمشاركين والمستثمرين اذ باتت الاندية الرياضية والبطولات العالمية بمثابة مشاريع استثمارية .

لذا يمكن القول ان الرياضة فقدت المفهوم الرائج من ممارسة لعبة ما بهدف تحقيق الانتصارات فقط بل اصبح الهدف اقتصادياً ومالياً يسعى اليه المستثمر مثلما يسعى اليه اللاعب الامر الذي ادى الى تطوير الاعلام الرياضي المرئي والمسموع والمكتوب لتغطية الاحداث الرياضية الهامة وتسويقها بشكل افضل نتيجة للمنافسة في هذا القطاع.

رياضة واستثمار

ومع ان جميع الالعاب الرياضية شهدت نمواً ملحوظاً ، لكن كرة القدم هي اللعبة الشعبية الاولى في كل دول العالم بأستثناء الولايات المتحدة، حيث تحتل لعبة كرة السلة المرتبة الاولى ، لان اندية كرة القدم باتت مجمعات رياضية اجتماعية يشرف على ادارتها مجموعة من المحترفين والمتفرغين لمصلحة اعضاء النادي ، واذا اردت ادارة ناد ان يكون فريقها ناجحاً وقادراً على تحقيق البطولات يجب استقدام ابرز المدربين وشراء النجوم الكبار بأسعار باهظة وتأمين الرعاية لتعزيز وضعه المالي.  

فكرة القدم الحديثة اصبح الاستثمار فيها لا يقدم عليه سوى اصحاب المليارات القادرين على الانفاق وقادرين على تغيير وجهة كرة القدم القديمة الى الابد ، فما الذي حدث لهذه اللعبة الشعبية الاولى في العالم و تحولت الى ما يشبه الشركة تعطيها فتعطيك اكثر وتهملها فتتهاوى انديتها مثل الاشجار القديمة .

فقد تضاعف في السنوات الأخيرة حجم الاستثمار في كرة القدم، وذلك بعد اتجاه الكثير من اصحاب المليارات إلى الاستثمار في الأندية،  وتبلغ الثروة المستثمرة في الاندية اكثر من 117 مليار دولار ، نصفها في الدوري الإنكليزي الممتاز الذي شهد في السنوات الأخيرة تقدما كبيرا من حيث الاستثمارات وضخ الأموال في مواسم الانتقالات. لذلك نرى اليوم ابرز المدربين واللاعبين الاوروبيين واللاتنيين العالميين يقودون الاندية الانكليزية مثلما نرى ابرز الاغنياء يستثمرون اموالهم في هذه الاندية لذلك اصبحت هذه الاندية هدفاً للشركات العملاقة لرفع اسمها في الملاعب او على قمصان اللاعبين ومن ابرز الشركات المجلية في هذا المجال شركة طيران الامارات التي  تدعم مجموعة من الأحداث والبطولات الرياضية الكبرى والفرق الشهيرة حول العالم منذ أكثر من 35 عاماً. وتعود بدايات هذه الرعاية إلى عام 1987، أي بعد سنتين فقط من بدء عمليات الناقلة. واليوم، فإن طيران الإمارات ترتبط مع بعض من أهم وأكبر البطولات والأحداث الرياضية عبر قارات العالم الست، التي تخدمها الناقلة برحلات من دون توقف انطلاقاً من دبي.

ويرى الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم أن رعاية الأحداث الرياضية تحتل أهمية بالغة ضمن الإستراتيجية التسويقية للناقلة، ويقول: "نؤمن أن الرعاية تمثل أحد أفضل الأساليب للتواصل مع عملائنا، حيث تتيح لنا مشاركتهم اهتماماتهم ودعمها، بالإضافة إلى بناء علاقات متينة معهم".

وتساهم طيران الإمارات، من خلال ارتباطها مع هذه البطولات الرياضية الراقية، في ترويج دبي على المستوى العالمي كوجهة عالمية رئيسية للأعمال والتجارة والسياحة، في المحطات التي تخدمها، والتي يصل عددها اليوم إلى 140 محطة في نحو 80 دولة عبر القارات الست.

وتشكل كرة القدم أحد الأعمدة الرئيسة في استراتيجيتها للرعاية، كونها اللعبة ذات الشعبية الجارفة على مستوى العالم. وأصبحت طيران الإمارات، من خلال شراكتها مع الجهات الرئيسة المنظمة والفرق الشهيرة، واحدة من أبرز العلامات التجارية في عالم كرة القدم ، فهي ترعى قمصان "إيه سي ميلان"الايطالي و ريال مدريد الاسباني وهامبورغ الالماني وأرسنال الانكليزي وبنفيكا البرتعالي  وأولمبيك ليون الفرنسي كما ان ملعب ارسنال اللندني  يحمل اسم ستاد الإمارات والشركة هي  الناقل الرسمي للنادي اليوناني أوليمبياكوس وترعى كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم ، وكرة القدم في آسيا من خلال رعاية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم . وترعى كأس الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي وترتبط طيران الإمارات بعلاقات وثيقة مع رياضة الرجبي، وهي الشريك الرسمي العالمي والناقلة الرسمية لبطولة كاس العالم للرجبي.كما هي  شريك رسمي لمجلس الكريكيت العالمي ولجميع البطولات الرئيسة التي ينظمها المجلس، بما في ذلك كأس العالم، وكأس الأبطال، وبطولة العالم توينتي 20.  في المملكة المتحدة،ولديها  شراكة مع نادي دورهام كنتري كريكيت ونادي لانكشاير كنتري كريكيت، وتشمل حقوق تسمية ملعبي الناديين وفرقهما في بطولات توينتي 20.

وتضم محفظة طيران الإمارات للتنس ثلاثاً من أربع بطولات غران سلام كل عام وهي : بطولة أستراليا المفتوحة، وبطولة رولان غاروس الفرنسية ، بطولة الولايات المتحدة المفتوحة "فلاشينغ ميدو " بالاضافة الى 64 بطولة اخري كل عام .

رياضات أخرى

وتأتي طيران الإمارات في صدارة داعمي الجولف على مستوى العالم، وهي الناقل الرسمي لـ 24 حدثًا للجولف في جميع أنحاء العالم. وكشريك للجولة الأوروبية، وتدعم تسع عشرة بطولة تشكل جزءًا من الجولة الأوروبية الدولية ، وهي شريك عالمي لـبطولة العالم لسيارات الفورمولا 1 ، وتتمتع بحضور كبير في 18 سباقًا عبر أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية. وتبرز العلامة التجاريةFly Better  في الأحداث بما في ذلك السباقات التاريخية مثلThe British Grand Prix في سيلفرستون، وسباق الجائزة الكبرى الإيطالي في مونزا، والجائزة البرازيلية الكبرى في ساو باولو.

وترعى طيران الإمارات فريق كولينوود لكرة القدم الأسترالية، ومقره مدينة ملبورن. ويعد الفريق الأقوى والأنجح وصاحب الشعبية الأكبر من بين الفرق التي تشارك في دوري كرة القدم الأسترالية ويظهر شعار Fly Better على فانيلات لاعبي الفريق ، وتحمل أحدث منشاة رياضية عالمية ضخمة، وتقع في غلاسكو اسم "أرينا طيران الإمارات" .

القطرية

اما الخطوط الجوية القطرية فهي تدعم وترعى مجموعة واسعة من الأندية والبطولات والأنشطة والمبادرات الرياضية في جميع أنحاء العالم، والتي تشمل مختلف فئات الرياضة والأندية في مختلف قارات العالم وهي سنتشر اكثر بعد نجاح دولة قطر بتنظيم مسابقة كاس العالم لكرة 2022 .

وتشمل رعاية الخطوط القطرية  أندية روما الإيطالي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني، وبايرن ميونيخ الألماني وفريق سان جيرمان الفرنسي للمواسم الثلاثة القادمة ولتعزيز حضورها في أسيا الوسطى ابرمت في شهر تشرين الثاني نوفمبر الماضي اتفاقية رعاية لمدة ثلاثة أعوام لتصبح شريك الطيران الرسمي للدوري الفلبيني لكرة القدم. وسوف يظهر شعار الناقلة القطرية على القمصان الرسمية لكافة فرق الدوري، وعلى اللوحات الإعلانية والأعلام في الملاعب، وعلى شاشات العرض، بالإضافة إلى الإعلانات الرقمية وغيرها.

وبالإضافة إلى كرة القدم ترعى الخطوط الجوية القطرية بطولات قطر إكسون موبيل لتنس الرجال وبطولة قطر توتال لتنس السيدات. وكذلك بطولة الشقب أول مسابقة للفروسية من نوعها في الشرق الأوسط وآسيا يقرها الاتحاد الدولي للفروسية، وإحدى أربع بطولات للفروسية تحت مسمى «CHI» في العالم.

وكذلك ترعى بطولة قطر كلاسيك للإسكواش التي تشهد مشاركة عدد من أفضل لاعبي الاسكواش في العالم، كما تشمل محفظة الرعاية الرياضية للقطرية فريق سيدني سوانز في الدوري الأسترالي لكرة القدم.

وتضع «القطرية» مجموعة من المعايير لرعاية أي أحداث أو بطولات وهي أن يكون لها مردود ملحوظ على المجتمع وتتسم بالمسؤولية الاجتماعية وتركز على المجتمعات المحلية، وكذلك أن تكون عبر شراكات طويلة الأمد مع كبرى العلامات التجارية، وكذلك مراعاة العائد على الاستثمار، والظهور في وسائل الإعلام، والدعاية، وإمكانية تحقيق عائدات وتحقيق فرصة الوصول إلى الأسواق والقطاعات التي تستهدفها الخطوط الجوية القطرية.

طيران الاتحاد

أما شركة "طيران الاتحاد" ومقرها أبوظبي، فقد ارتبطت "إعلانياً" بنادي مانشستر سيتي الإنكليزي، الذي استحوذت عليه شركة أبوظبي للاستثمار والتطوير، التي يملكها الشيخ منصور بن زايد، وأنفقت منذ ذلك الوقت مئات الملايين على انتداب أسماء رنانة؛ لتعزيز صفوف الفريق علاوة على التعاقد مع مدربين على طراز رفيع على غرار الإيطالي روبرتو مانشيني، والتشيلي مانويل بليغريني، بالإضافة إلى المدرب الإسباني الحالي بيب غوارديولا. ويرتبط النادي الإنكليزي باتفاقية طويلة الأمد مع شركة الاتحاد الإماراتية للطيران،  إذ تشمل الصفقة رعاية قميص الفريق، وقمصان التدريبات، وحقوق تسمية ملعب الفريق، وأكاديميته للناشئين.

بقي ان نشير الى ان شركة طيران الخليج هي اول شركة خليجة دخلت هذا المعترك ، حين وضع نادي تشلسي اللندني سنة 1983 شارة الشركة غلى قميص فريقه .