مراسم كنسية وتقليدية سترافق
حفل تتويج الملك تشارلز الثالث

03.05.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

لندن- عمر الناطور

تعيش العاصمة البريطانية لندن حالة من التأهب القصوى تحضيرا لحدث تاريخي، وهو حفل تتويج الملك تشارلز الثالث بشكل رسمي يوم السبت المقبل، وهو الحفل الذي بدأ التحضير والتخطيط له مباشرة بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية يوم الثامن من سبتمبر/أيلول 2022.

يُعد حفل التتويج بمثابة احتفال ديني رمزي يتم من خلاله تتويج الملك فضلا عن الفعل المادي بوضع التاج على رأسه.

ويُضفي حفل التتويج الطابع الرسمي على دور الملك كرئيس لكنيسة إنكلترا، ويؤشر على تغير ألقابه وسلطاته.

وأعلن قصر باكنغهام عن انشطة مختلفة لعطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك حفلة موسيقية وعرض ليزري في قلعة وندسور يوم الأحد 7 مايو/آيار المقبل.

وستظل الحانات والنوادي والبارات في جميع أنحاء إنكلترا وويلز مفتوحة لمدة ساعتين إضافيتين يومي الجمعة والسبت من عطلة نهاية أسبوع التتويج .

وتم دعوة الأشخاص أيضا لإقامة حفلات في الشوارع، والمشاركة في مشاريع تطوعية في مجتمعاتهم المحلية كجزء من مبادرة بيغ هيلب آوت.

وبالإضافة إلى العائلة المالكة، سيشمل الحاضرون رئيس الوزراء وممثلين عن مجلسي البرلمان ورؤساء الدول وأفراد العائلات المالكة الأخرى من جميع أنحاء العالم.

وقد أكد دوق ساسكس أنه سيسافر من الولايات المتحدة لحضور حفل التتويج، لكن زوجته دوقة ساسكس لن تحضر.

وخلال التتويج يُشاهد للمرة الأولى الأمير هاري مع العائلة المالكة منذ نشر مذكراته المفاجئة "البديل" في يناير/ كانون الأول الماضي.

وستكون دوقة يورك أيضا غائبة بشكل ملحوظ، اذ لم تتم دعوتها لحضور الحفل.

من المفهوم أن الدوقة سارة فيرغسون لم تغضب بشأن هذا القرار حيث قيل إنها لم تتوقع الحضور.

ومن المتوقع أن يحضر الأمير أندرو، الذي كان متزوجا من الدوقة حتى طلاقهما في عام 1996، حفل التتويج.

وفي العاصمة الأميركية واشنطن، أكد البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن أبلغ الملك عبر الهاتف أنه لن يحضر الحدث، لكن السيدة الأولى جيل بايدن ستمثل الولايات المتحدة بدلا منه.

وكان أكثر من 8 آلاف ضيف قد حضروا حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية، ولكن كان لابد من إغلاق كنيسة وستمنستر لمدة 5 أشهر للسماح ببناء مقاعد إضافية.

وتبلغ السعة العادية للكنيسة حوالي 2200 شخص، ومن المحتمل أن يكون هذا هو العدد الأقصى في هذه المناسبة.

وتم التأكيد على أن أحفاد كاميلا سيكونون بين الوصفاء في وستمنستر أبي، إلى جانب حفيد الملك، الأمير جورج.

صمم الدعوة الرسام أندرو جاميسون، وتتميز الدعوة بالشخصية الفولكلورية "للرجل الأخضر"، وبأوراق اللبلاب والزعرور والبلوط

ماذا يحدث في مراسم حفل التتويج؟

ظلت مراسم حفل التتويج على حالها منذ أكثر من ألف عام حيث يُعد الحفل البريطاني هو الحدث الوحيد المتبقي من نوعه في أوروبا.

ومع ذلك، قال قصر باكنغهام إنه على الرغم من أن التتويج سيكون "وفق التقاليد القديمة"، إلا أنه "سيعكس أيضا دور الملك اليوم والتطلع إلى المستقبل".

ومن المحتمل أن يكون أقصر مدة وأصغر حجما من مراسم حفل تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953، مع تمثيل مجموعة واسعة من الأديان.

ومن المتوقع أيضا أن يكون موكب التتويج أكثر تواضعا. وكان قد شارك في موكب الملكة إليزابيث 16 ألف مشارك، واستغرق الأمر 45 دقيقة لعبور أي نقطة ثابتة على الطريق البالغ طوله 7 كيلومترات.

وهذه المرة، سوف يتوجه الملك وكاميلا، الملكة القرينة، إلى وستمنستر أبي في موكب الملك، ويعودان إلى قصر باكنغهام في موكب أكبر حيث سينضم إليهما أعضاء آخرون من العائلة المالكة.

سيتم استخدام تاج الدولة الإمبراطوري ، والجرم السماوي الملكي، والصولجان المصور أعلى نعش الملكة الراحلة، خلال حفل التتويج

وكما كانت جنازة الملكة الراحلة تاريخية وأطلقت عليها وسائل الإعلام "جنازة القرن" نظرا إلى الطريقة التي تم بها تشييع الملكة، والحضور الوازن من كل أصقاع العالم كذلك من المتوقع أن يكون حفل تتويج الملك "تاريخيا" بكل المقاييس رغم غياب بعض زعماء العالم، وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي جو بايدن.

وسيكون حفل التتويج حافلا بالرموز والتقاليد والأعراف الممتدة لقرون وبالكثير من اللقطات المبهرة، ومن أكثر الأشياء التي ستشد الأنظار التيجان التي سيرتديها الملك، وكذلك العربة الملكية الذهبية التي ستنقله من كنيسة وستمنستر (المكان التقليدي لتتويج ملوك إنكلترا) في قلب العاصمة لندن إلى قصر باكنغهام (المقر الرسمي للملك ).

وتم منذ أسابيع نقل عدد من المجوهرات والتيجان الملكية الثمينة من برج لندن، حيث يتم تخزين المقتنيات الملكية خصوصا المجوهرات- لتحضيرها لحفل التتويج قبل نقلها إلى كنيسة وستمنستر التي ستكون مسرحا لهذا الحفل.

وستتجه أنظار الحاضرين والمشاهدين لحفل التتويج إلى تاج القديس إدوارد، وهو أول تاج يرتديه الملك خلال حفل تتويجه، وهو تاج ذهبي مرصع بالأحجار الكريمة بغطاء أرجواني ومزين بالفرو.

وتم صنع التاج في نسخته الحالية سنة 1661 لتتويج الملك تشارلز الثاني، وهو مكون من الذهب الخاص ويبلغ وزنه 2.23 كيلوغرام، وسبق للملكة إليزابيث أن قالت عن هذا التاج إنه ثقيل بعض الشيء عندما وضعته على رأسها أول مرة.

وتم تجميد استخدام تاج القديس إدوارد منذ القرن الـ17 إلى غاية القرن العشرين، وتحديدا في فترة الملك جورج الخامس سنة 1911، وبعدها تم ارتداؤه من قبل بقية ملوك المملكة المتحدة وآخرهم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

ويحتوي هذا التاج على 444 قطعة من الأحجار الكريمة المختلفة، من بينها الياقوت والياقوت الأزرق والتورمالين، وسيتم استعمال التاج مرة واحدة من قبل الملك، وهي لحظة تتويجه، قبل إعادته إلى مكانه في برج لندن.

تعرّف كثيرون على هذا التاج خلال تشييع الملكة إليزابيث الثانية، وهو التاج الذي كان موضوعا فوق نعشها، وكانت تضعه الملكة خلال افتتاح دورات البرلمان والمناسبات الرسمية نظرا إلى وزنه الخفيف الذي يصل إلى كيلوغرام واحد.

صنع هذا التاج سنة 1937 من أجل تتويج الملك جورج السادس، ولم يتم استعماله بعدها إلا في عهد الملكة إليزابيث الثانية، وهو يتكون من 2868 ماسة و17 حجرا من الياقوت و11 قطعة من الزمرد و269 لؤلؤة، كما يحتوي على أشهر المجوهرات الموجودة في حوزة الأسرة الملكية البريطانية، ومنها ياقوتة "الأمير الأسود"، والتي تعود أصولها إلى الأندلس.