إريكسون في يوم المرأة العالمي:
لا تحوّل رقمي عالمي ناجح من دون المرأة

13.03.2023
فدا كبي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

برشلونة – إياد ديراني

"لا تحوّل رقمي وتكنولوجي عالمي ناجح وكامل من دون دور رئيسي للمرأة"، هكذا استهلّت نائبة رئيس إريكسون في المنطقة لشؤون التسويق والاتصالات فدا كبّي لقاءاً في برشلونة مع الاقتصاد والأعمال حول أهمية دور المرأة في عالم التكنولوجيا والاتصالات. كبّي التي تلعب دوراً بالغ الأهمية على صعيد قطاع الاتصالات والتسويق في إريكسون تمتلك خبرة عميقة في مجال المساواة المتعلقة بالمرأة في مجال التكنولوجيا، خصوصا وأنها من جيل السيدات اللواتي خضن تجربة عمل مُبكرة في عالم التكنولوجيا مع إريكسون، في المراحل الأولى لإنتشار التكنولوجيا ضمن مختلف القطاعات الاقتصادية في العالم العربي، وتمكنت كبّي من أداء دور رئيسي في هذا المجال ضمن القطاع الخاص.

وتقول كبّي: "لنسأل أنفسنا أولاً، لماذا نقوم بتشجيع الإناث على اختيار اختصاص الهندسة والعلوم؟ ولماذا هناك اهتمام متزايد بهذا الجانب؟ السبب الرئيسي هو التحوّل الذي يشهده العالم على مستوى تبنّي الحلول الرقمية والتكنولوجية. معظم الوظائف باتت رقمية أو تستند إلى الحلول االرقمية سواء كان ذلك متعلقا بالذكاء الاصطناعي أو غيره من المجالات التكنولوجية، أو التقليدية كالطاقة والنقل والتعليم والطب وغيرها. وإذا فقدنا وجود النساء في هذا العالم نتيجة قصور في تعلّم التكنولوجيا والاتصالات، تكون المرأة قد باتت مُستثناة من عالم المستقبل، لمصلحة الرجل الذي يكون قد رسّخ سيطرته الكاملة على مستقبل الوظائف. ولا شك أن هذا المسار يقودنا إلى خسارة للرجل وللمرأة وللمجتمع ككل وللشركات وللحكومات، ولهذا نبذل جهودا كبيرة في إريكسون لتشجيع النساء على خوض عالم التكنولوجيا وتحقيق "الشمول الرقمي" Digital Inclusion للمساهمة في تطوير قدراتها ومهارات المجتمع ككل، والمساهمة في النهضة الحضارية الشاملة التي ترتكز إلى التكنولوجيا".       

"العائلة ثم العائلة"

أما عن أسباب إبتعاد الإناث عن مجال العلوم، فتضيف كبّي: "لقد شاركت مؤخرا في جلسة حول هذا الموضوع، وتبيّن خلال النقاش وجود أسباب عديدة تُبعد الأنثى عن التخصّص العلمي. من بين هذه الأسباب على سبيل المثال لا الحصر، أن الزوجة في المنزل مسؤولة عن العائلة بكل تفاصيلها، والزوج في مجتمعاتنا العربية يلعب دور داعم لكن حجم الدعم ونوعيته يختلف بين مجتمع وآخر وبين شريحة اجتماعية وأخرى. الزوجة تتحمّل مسؤوليات جمّة، ومسألة غياب التوازن المناسب بين حياتها العائلية والمهنية هي واحدة من أبرز التحديات. التحدي الثاني يتعلق بالتأثيرات على خيارات الإناث في التخصّصات الجامعية لأسباب متصلة بالـ "التنميط" Stereotyping. وفي مؤتمر ومعرض LEAP الذي عُقد في الرياض في فبراير الماضي استضفنا رائدات أعمال سعوديات تحدثن عن التحديات التي تواجه السيدات، وركزن على مسألة "التنميط" التي تواجههنّ، وعن تحدي تحقيق التوازن بين العائلة والعمل، وكيفية تخطّي هذا التحدي، وما هي العقلية التي يجب على السيدة التمتع بها خلال مسيرتها المهنية. كما تحدثن السيدات حول الفرص التي أتيحت لهن لتحقيق نجاهن ولا شك أن التحول في المجتمعات كما التربية العائلية يلعب دورا أساسيا في التشجيع على سلوك الإناث مسارا يقود إلى عالم التكنولوجيا، العائلة ثم العائلة هي الأساس في هذا المجال. شخصيا، لدي إبنتان اختارتا هندسة الكومبيوتر والاتصالات Computer Communication وقد وجدتا عالما أثار اهتمامهما خصوصا وأن التكنولوجيا هي لغة العصر".

المسألة ليست سهلة

تضع إريكسون هدفا أساسيا ضمن مجموعة أهدافها الاستراتيجية يتمثّل بأن لا تقل نسبة السيدات العاملات بها عن 30 في المئة على مستوى الإدارة التنفيذية العليا، ويسري هذا الهدف على كامل أقسام الشركة أيضا. وعن هذه النشاطات تقول كبّي: "ليس لدينا في إريكسون أوهام تجاه الأرقام والنسب المتعلقة بالمرأة، ذلك إن تنفيذ خططنا وتحقيق الأهداف في هذا المجال يتطلّب بذل الجهود لتخطّي الصعوبات، من بينها وضع خطط لجذب الإناث إلى تخصّصات علمية وهندسية، ولهذا نحن نواصل بذل جهود كبيرة في هذا المضمار. ونلاحظ عند زيارتنا الجامعات وعقد الاجتماعات مع إداراتها ومع الطالبات، الانخفاض الشديد في نسبة الإناث الراغبات بالتخصّص في مجال الهندسة والتكنولوجيا والعلوم. لقد إنطلقت جهودنا بالتحديد من هذه النقطة، لأننا ببساطة نعلم أن القضية لا يمكن حلّها بمجرد وضع أهداف وأرقام، لأن المسألة ليست سهلة".

وأضافت: "دعني استفيض أكثر بالشرح، عندما نتحدث مع مدراء الأقسام في إريكسون حول موضوع توظيف السيدات، لا نستطيع أن نطلب منهم حجز مقاعد للسيدات بمجرد فتح الباب أمام مناصب وظيفية جديدة، لأن رؤساء الأقسام سيبحثون دوما عن أفضل الكفاءات والمهارات لتحقيق أعلى النتائج. بدلا من هذه المقاربة، سلكنا مسارا آخرا يتمثّل بتنظيم لقاءات في الجامعات للإنخراط بنقاشات مع الطالبات حول أهمية الاختصاصات العلمية والهندسية".

وتابعت قائلة: "قبل ذلك، وخلال إكسبو دبي 2020 نظّمنا لقاءات وورش عمل داخل الجناح السويدي، أطلقنا عليها عنوان "الفتيات في عالم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات" Girls in ICT. ركّزنا خلال هذه اللقاءات على التحدث إلى الفتيات من طالبات المدارس، عن أهمية التكنولوجيا ومدى تأثيرها على حياتنا، وتقصّدنا نشر الوعي حول كل ما يتصل بعالم التكنولوجيا. وعلى مستوى برامجنا الجامعية في هذا المجال، أطلقنا مبادرة نستضيف بموجبها سيدات رائدات في عالم التكنولوجيا للتحدث عن مسيرتهنّ والتحديات التي واجهنها ونجاحاتهنّ، لكي نُلهم الطالبات ونقدم لهنّ قصص نجاح في عالم التكنولوجيا. وأعتقد أن أهم ما ننجزه من خلال هذه المبادرات هو إطلاق الحوار مع الطالبات في عمر مُبكر، كلما كنّ أصغر في العمر كلما كانت النتائج أفضل".

وقالت: "للأسف، الإناث بشكل عام يتوجّهن أكثر إلى التخصصات في عالم الموضة والإعلانات والمجالات الإبداعية، وهو أمر ممتاز، لكن ثمة ابتعاداً عن الهندسة والعلوم. ولهذا فإن برامج ومبادرات إريكسون تنطلق بدعم الإناث على مستوى تعزيز الوعي التكنولوجي، من المدارس مرورا بالجامعات وصولا إلى إريكسون كشركة راعية لمواهب السيدات".  

وختمت كبّي قائلة: "في إريكسون لدينا عدد كبير من البرامج الداخلية لدعم السيدات في مجال التكنولوجيا، مثل "تجمّع المواهب النسائية" Female Talent Pool الذي يركز على المواهب بين الإناث في إريكسون لكي تتم مساعدتهنّ على تحقيق التقدم الوظيفي من خلال التدريب والتوجيه. كذلك لدينا برنامج "إرشاد" Mentorship نسعى من خلاله أيضا إلى دعم السيدات من خلال تعزيز قدراتهنّ وتجاربهنّ".