موسى فريجي في رثاء
الوزير عادل قرطاس

28.02.2023
المرحوم الدكتور عادل قرطاس
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

غيب الموت الأسبوع الماضي وزير الزراعة الأسبق الدكتور عادل قرطاس، تاركاً في نفوس محبيه أطيب الأثر نظراً الى تاريخه الحافل بالعطاء.

وخير ما يقال عن الراحل الرثاء الذي قاله رجل الأعمال موسى فريجي وفي ما يلي نصه:

أخاطبك وأنت في نعشك راجيًا من الله القدير أن تسمعني.

            أنت لم تكن محصِّلاً علومًا عالية وحائزًا على الدكتوراه في الاقتصاد الزراعي فحسب بل كنت تمارس عِلمك بمنهجيّة متقدّمة، وإلّا فكيف لك أن تتبوّأ مركز المساعد الأوّل لرئيس منظمة الأغذية والزراعة لعَقدين ونيّف من الزمن.

            وكذلك كيف لك أن تشغل منصب وزير الزراعة في لبنان متخلّيًا عن مركزك العالمي سوى حبُّك للبنان واستعدادِك للتضحية.

            ففي المدّة القصيرة التي تولّيت فيها مركز وزير الزراعة، سَعيت بكلّ قِواك أن تصحّح الإعوجاج وتمنع الفساد في ظل المحسوبيّات وقد فعلت ما أمكنك فِعلُهُ. لكن تعاضُد المتضرّرين آنذاك بدءًا من رئيس الجمهوريّة ووزراء عديدين ومرورًا بالموظفين الكبار حالَ دون تحقيق حلمك كما ترغب.

            وممّا زاد الطين بلّة أن وزيرًا غير بريءٍ خلفَك وحاول الإساءة لِسمعتك. ثم تتالى الوزراء من بعده وجلّهُم فاسدون لأنّ من أصرّ على تعيينهم هو في مقدّمة الفاسدين في لبنان.

            أنت ترحل عن هذه الدنيا ووطنك الذي أحببت وضحّيت من أجله غارقٌ في التبعيّة لدول ظالمة تستخدم المال لتحوِّل السُّلطة التشريعية الى سراب والسُّلطتَين التنفيذيّة والقضائيّة الى هيئات تنفّذ خططها الخبيثة لِتعميم الفقر وتهجير الكفاءات، وتغري الجيش والقوى الأمنيّة بالمال الشحيح كي تنفذ رغباتها عن طريق شلّ أي قاضٍ نزيه وقمع كل معترض شريف.

            نَم قريرَ العين لأنك كنت رسولًا نادرًا جئت لتساعد وتطوّر، لكن قوى التسلّط والفساد غدرت بك وبلبنان، لعلّ الله يحاسبهم يوم الحساب. أقول قَولي هذا لأشفي غليلَك وأشفي غليلَ زوجتك وغليلَ ولدَيك وغليلَ ابنتك وغليلَ أخيك وأختَيك وكل أفراد العائلة وكل محبّيك.

            ستبقى في ذاكرة ووجدان أنقياء القلوب رمزًا للنزاهة والتضحية والإستقامة.