الكارثة.. والفرصة

09.02.2023
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

الزلزال الذي خلف الخراب والدمار في ارجاء واسعة من سوريا وتركيا، كارثة إنسانية مهولة. والمأساة لاتنتهي بانتشال الاحياء او الأموات من تحت الأنقاض، بل تبدأ بعدها: اين سينام الناجون الذين سحقت بيوتهم؟ من سيعيد اعمارها ؟ من سيعوض خسائرهم؟ من سيتولى التخفيف من معاناتهم؟ من ومن ..؟

المجتمع الدولي لم يقصر في واجبه الإنساني. اطلق نداء المساعدة وسارع الى الى تقديم الإعانات من كل نوع. لكن يا للأسف بدا وكان النجدة تقتصر على جهة متضرة دون الجهة الأخرى، على ضحايا بلد دون ضحايا البلد الأخر، على منطقة ومدينة في بلد دون المدينة الأخرى في البلد نفسه. 

ورغم ابداء التعاطف مع سوريا وأهلها الذي ظهر في بيانات التضامن والمواساة والتعزية وارسال فرق الإنقاذ من اكثر من بلد عربي واجنبي ووكالة دولية، الا ان ثمة شعور ينتاب السوريين بان بلادهم يتيمة ومتروكة وحدها، وان لغة السياسة تجاههم اقوى من المنطق الإنساني. فقد بدا ان الزلزال تحالف مع الحرب التي تقيم في هذا البلد وتنزل فيه قتلاً وخراباً، فمن لم يدمر منزله بالقصف او القتال دمر بالكارثة الطبيعية، ليجعل من مأساة السوريين تراجيديا مبكية. فهم محاصرون في كلّ مكان، ومطلوبون للموت، ولا يموتون ميتة طبيعية، فاقدون لاي بصيص أمل بخلاص قريب. وجاءت الكارثة لتعمق اليأس والإحباط بينهم.

لكن، رغم الصدمة يمكن للمأساة ان تكون فرصة لطرح مبادرة وطنية، تمهد لفتح حوار بين السوريين انفسهم، وبين سوريا والدول العربية جمعاء، من اجل عودة سوريا الى وحدة ارضها وشعبها، والى حضنها العربي وعودة العرب الى سوريا العزيزة على قلوبنا جميعا. ولعل تكون الكارثة الطبيعية اقل هولاً على السوريين من الكارثة السياسية التي يمشون على جمرها.