انتهى المونديال .. فازت قطر

20.12.2022
الشيخ تميم بن حمد آل ثاني
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

انتهى مونديال 2022، وفازت ارجنتين ميسي بكاس العالم الذهبية لتتوج بذلك مسيرة مشرفة في تاريخ اللعبة الرياضية الأكثر شعبية. لكن النجاح الكبير كان لقطر، التي اوفت بوعدها بـ"تنظيم بطولة استثنائية من بلاد العرب" أتاحت الفرصة لشعوب الارض "لتتعرف على ثراء ثقافتنا وأصالة قيمنا"، كما قال اميرها الشيخ تميم بن حمد ال ثاني.

لم يعد بالإمكان القول ان حدثا رياضيا كبيرا كهذا يجب ان يظل حكرا على الدول الكبرى في أوروبا وأميركا واسيا. لقد كسرت دولة صغيرة مثل قطر هذا الاحتكار وأثبتت انها عاصمة الرياضة في الشرق الأوسط واهل لاستضافة بطولات دولية وقارية أخرى. وكان خلف هذا النجاح عزم وإرادة وقرار، جبه اصعب الظروف السياسية والاقتصادية التي اجتاحت المنطقة والعالم. ورغم إغلاقات وباء كورونا، التي فرضت خفضا في وتيرة العمل، إلا أن منشآت كأس العالم والبنية التحتية في قطر كانت جاهزة قبل الموعد. وبعد الموعد حطمت النسخة القطرية من المونديال كل الأرقام القياسية للفيفا من حيث اعداد المشاهدين والحضور والقدرة التنظيمية والاعلامية.

ورغم  الاستهداف المباشر لقطر قبل البطولة وفي أثنائها عبر حملات إعلامية ظالمة، تقاطر الملايين من الزوار والمشجعين من كل العالم لمتابعة الحدث الجماهيري الأكبر على مستوى الكوكب، وامضوا زيارتهم امنين مطمئنين في بلد يسوده الهدوء والاستقرار، وفتح شعبه الطيب والمعطاء قلبه لاستقبالهم واستضافتهم افضل استقبال.

لم تخضع قطر للابتزاز ولا للضغوط، بل تمسكت بهويتها وقيم مجتمعها، من دون التضييق على الحرّيات الخاصة بالأفراد. وكانت خير سفير لتعريف الزوار على ثقافة العرب والمسلمين عن قرب. وتمكنت من تصحيح الصورة النمطية للمنطقة التي تحصرها في اطار من الصراعات والنزعات التي لا تنتهي أو تختزل ثقافتها وحضارتها في أنماط الاستهلاك وعدم الإنتاجية والافتقار إلى النجاح. وعلى العكس من ذلك جاءت صور المونديال العربي مفعمة بالإيجابية، مترّعة بالحياة، طافحة بمعاني المحبّة والسّلام والوئام والتّعايش الأممي. وجاءت النتائج المبهرة للمنتخب المغربي الذي بلغ المربع الذهبي كاول ممثل للافارقة والعرب، ونظيره السعودي الذي هزم البطل الارجنتيني في التصفيات ونظيره التونسي الذي فعل الامر نفسه مع البطل السابق والوصيف الحالي فرنسا ، لترسي حالة وجدانية عمّت العالم العربي.

ولم تغب فلسطين عن المونديال اذ كانت الحاضر الأبرز في الملاعب والمشاعر حتى ان البعض قال أنّ فلسطين هي المنتخب الرقم 33 في بطولة كأس العالم في قطر، فقد تلحّف كثيرون بالعلم الفلسطيني، ورفعه آخرون خفّاقا في المدّرجات وفي المستطيل الأخضر.

فهنيئا لقطر التي سحرت العالم، وليكن ماجرى في هذه التظاهرة الكبرى والنجاح الباهر في تنظيمها ، حافزا لبناء منتخباتٍ وطنيةٍ عربيةٍ عالية الكفاءة والتميز، تتبارى مع الفرق الاجنبية، بإحساس القادر على إحراز الفوز، لا بالشعور بما يسمّى "شرف المشاركة".

الإقتصاد والأعمال