الرسالة القطرية وصلت

24.11.2022
أمير قطر مفتتحاً المونديال
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

تمكنت قطر من تجاوز ما دُبِّر لها في ليال حالكات، فالحملة الشرسة التي حيكت لها قبل استضافتها النسخة الجديدة من المونديال الكروي العالمي، سقطت في ليلة الافتتاح في بلد صغير تعلم كيف يستجيب للتحديات، بتحويل المُشكلات والعراقيل فُرَصاً حقيقيّة للتّنمية والنجاح.

نجاحها الأول كان في دمجها فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في رُؤيتِها التّنمويّة، لتطلق من خلال هذا الدمج مَساراً تطويرياً في المجالات كافّةً، لا في البنية التّحتيّة فقط، والتي يمكن ان تكون أساساً لنهضة اقتصاديّة صناعيّة وخدماتيّة، غير منفصلة عن نهضة علميّة وفكريّة وثقافيّة، بل أيضا تاسيساً وتطويراً لمشروعات كبرى اطلقتها الإمارة في وقت سابق وأفادت من الفرصة الرياضية لتفعيلها واطلاقها نحو العالمية، كالخطوط الجوية القطرية التي صارت تنافس كبرى الشركات الدولية، والميناء التجاري الذي أنجز في وقت قياسي، ومطار حمد الذي صار قبلة وجهات السفر.  

نجاحها الثاني كان في تأدية دورٍ تثقيفي ممتازٍ لتعريف ضيوفِها من غير العرب والمسلمين، بقيم هذه المنطقة وتراثها، وبدورها الحضاري للإنسانية جمعاء بكسر الصّورة النّمطيّة التّقليديّة التي يسوقها بعض الغربيين عن العرب عموما. فمونديال هذا العام الذي سمته الدوحة "مونديال العرب" ، يُنظم  للمرة الاولى فوق أرض عربية إسلامية، وفي دولة صغيرة تضع احترام ثقافتها المختلفة في اختبار كبير أمام باقي شعوب الأرض الذين توافدوا إليها لتشجيع فرقهم. وجاء الفوز السعودي الباهر على الارجنتين والنتائج المشجعة لفريقي تونس والمغرب بمثابة نجاح آخر ودليل على قدرة العرب على الدخول في مصاف التنافس الرياضي الدولي متى توافرت الإرادة لذلك.

وبعدما كانت القمم المونديالية حكراً على الدول الكبرى، اعطت النسخة القطرية لوناً آخر مختلفاً عما سبقها، اذ كانت المفاجأة أكبر من المتوقع بكثير، ليس فقط من حيث الإعداد والتنظيم فحسب، بل وأيضا من حيث شكل والمضمون الذي أنجزته الدوحة، وهذا يعني ان احتكار القوى الكبرى لهذه التظاهرة الرياضية الكبرى يجب ان ينتهي، وان من حق الأمم الأخرى ان تفعل ما فعلته قطر.   

تحية لقطر مرتين عن هذا الإنجاز، مرة عما فعلته للقطريين ومرة عما فعلته للعرب أجمعين.