سلطنة عُمان تحيي عيدها الوطني بالنهضة المتجددة

21.11.2022
السلطان هيثم بن طارق
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

كعادتهم في شهر نوفمبر من كل سنة احيا العمانيون العيد الوطني ال 52 للنهضة التي قادها السلطان الراحل قابوس ويسير على هديها السلطان الحالي هيثم بن طارق.

واذا كانت هذه الذكرى تسترجع التاريخ المجيد للسلطنة عندما هزم العمانيون في القرن السابع عشر، البرتغاليين الطامعين بموانئهم البحرية التي تشكل عصبا مهما في الحركة التجارية العالمية، فانها أيضا مناسبة للتاكيد على أهمية الجهود التي تبذلها القيادة العمانية في سبيل رفعة البلاد وَالنهوض بها على المستوياتِ كافّة.

واليوم وفيما تشهد السلطنة تحولات اقتصادية جذرية، فانها لاتزال تواجه بنجاح مجموعة من التحديات الكبرى الناجمة من الأزمات العالمية، آخرها تداعيات الحرب في اوكرانيا ، ووباء كورونا من اجل تهيئة كل السبل ومقومات التقدم ،والتي تبرز معطياتها الاساسية في الخطط الخمسية واستراتيجيات التنمية في رؤية عُمان 2040.

وبالفعل فقد أدى المناخ الاقتصادي الجيد في السلطنة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث سعى صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى تأسيس شركة للاستثمار بالسلطنة بنحو 24 مليار دولار أميركي في مختلف القطاعات. وحلت السلطنة في المرتبة الثانية في مؤشر المواطن الرقمي، وفي مؤشرالأسس الرقمية، والمركز الثالث في مؤشر الحكومة الإلكترونية، وفقا لتقرير مؤشر الاقتصاد الرقمي العربي 2020، وذلك بعدما  شهدت في السنوات الفائتة إصدار قوانين وتشريعات أدت إلى تسهيل التقاضي وحماية المستثمرين وتحسين بيئة الأعمال.  ولقد أسهمت تلك الإصلاحات والسياسات في تسجيل فائض في الميزانية في النصف الأول من عام 2022، مما يخفف الضغط على المالية العامة ويعزز قدرتها على الوفاء بالتزامات ديونها، وإضافة المشروعات والاستثمارات الجديدة التي توفر فرص العمل الجديدة ، وبمشاركة القطاع الخاص كشريك في التنمية ومحرك رئيسي للنمو الاقتصادي

الى ذلك واصلت العمل الدؤوب للانتقال إلى اقتصاد مجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة ومهارات القرن الحادي والعشرين، التي يمكن أن تضع قدما للسلطنة في الساحة الدولية، يساعدها في ذلك ما يتمتع به هذا البلد العربي من استقرار سياسي واقتصادي، وموقع استراتيجي مُميز للمرافىء، والطرق الملاحية الدولية.

ولعل التحولات الأهم كانت في مدى النجاح في خطط تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للدخل والتركيز على القطاعات الواعدة، في السياحة والخدمات اللوجستية. ويتمثل الفارق الرئيسي اليوم في تعزيز مساءلة المسؤولين العُمانيين حول الجهود التي يبذلونها والنتائج التي يحققونها عند تنفيذ هذه المبادرات.  

وتماشياً مع التركيز على التنفيذ والكفاية، عمد السلطان هيثم الى توحيد مجلس الوزراء وإعادة تشكيله. وأصبحت الحكومة العُمانية اليوم تضمّ 19 وزارةً عوضاً عن 29 وزارة.

من العوامل الإيجابية الأخرى التي ساهمت في تحسين نظرة المستثمرين الأجانب كان قرار مسقط تحسين "النظام الأساسي" للدولة بما يعزز كل من سيادة القانون وحقوق المواطنين في المشاركة في الشؤون العامة.  

لكن ميزة عمان الأبرز تظل في علاقاتها الخارجية مع دول المحيط الإقليمي الذي تجتاحه الازمات والصراعات وكذلك علاقاتها الواسعة في المدى العالمي الارحب، فقد تعاملت مسقط مع هذه الازمات برزانة وضبط نفس، وتمكنت بموقفها الحيادي الاستمرار بدورها البارز في تسهيل إعادة التفاوض على الاتفاق النووي الإيراني وضمان وقف إطلاق النار في اليمن .كما لها نصيب في الوساطات وفتح قنوات الاتصال بين المتخاصمين في الصراعات الدائرة في سوريا وليبيا وكذلك محاولاتها لرأب الصدع بين الاخوة الفلسطينيين . ولم تقتصر الوساطة العمانية المتكتمة فقط على الأزمات الكبرى بل شملت الأزمات والصراعات الصغيرة على غرار تحرير رهائن او الوساطات بين فصائل سياسية متخاصمة.

أما العلاقات الحميمة مع شركاء السلطنة - القائمة على الثقة والتاريخ بدلاً من مجرد القيمة التعاملية - فتؤتي ثمارها على مستوى محفظة الأعمال الحكومية بأسرها.