وداعا رؤوف غبور

17.11.2022
"الإقتصاد والأعمال" كرمت منذ سنوات رؤوف غبور بنشرها تحقيقاً خاصاً عنه كما يبدو من صور غلاف العدد.
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

 غيب الموت صانع الأعمال المصري المميز، رؤوف غبور، بعد سنواته السبعين الزاخرة بالتجارب الغنية والجدارة والخبرة والقدرة على تحويل الفشل الى نجاح، والانتكاسة الى مكسب، ولحظة الفراق الى لبنة لاعادة التأسيس والبناء.  

صارع المرض حتى اللحظة الأخيرة . مات لأن الموت حق، لكنه انتصر على المرض باستكمال رحلة الحياة بكتابة صياغة دقيقة لها، ونقل خبرته لمن بعده لصون مؤسساته والحفاظ على الثروة من أجل بلده وأهلها ونقلها الى أبنائه، وهكذا فانه ذروة نجاحاته ، تجلت بكتابة مذكراته التى يمكن ان تكون مرجعاً لأي  صانع أعمال، أو مدير ناجح لأي مؤسسة ، نظراً الى ما حملته من وصايا للأعمال الجديدة كيف تنجح، وتحافظ عليها، وتكون بارزاً، ومؤثراً فى سوق صعبة مثل مصر؟!

كان رؤوف غبور في طليعة من ادرك اهمية انفتاح السوق المصرية والانتقال الى النظام الاقتصادي الحر بعد سنوات سادت فيها نظريات كبلت الاقتصاد بالبيروقراطية الحكومية القاسية ونظرت الى رجال الاعمال بالريبة والشك، فترك مهنة الطب وامتهن التجارة، وصار يطلق عليه «طبيب السيارات»، بعد نجاحه في عالم بيع السيارات، وانتقل إلى الصناعة، التى تطورت على يديه بأساليب تشغيل حديثة، واحترام للمنتج، وتوظيف عالمي للعمالة، والكفاية.

لكن الطريق لم يكن دائماً مفروشاً بالورد ، فقد عانى من ظروف صحية خاصة وقاسية، وتمكن من التغلب عليها، لامس الإفلاس، ومع ذلك نجح في إعادة بناء شركاته وانطلق مرة أخرى، دخل السجن لكنه حول الحبس الى تجربة حياة. انتقل من محطة الى محطة في مشوار حياته، وتمكن من تحويل شركاته من شبه مفلسة، تعاني من المديونية بالمليارات، إلى واحدة من أكبر القلاع الصناعية والمالية في مصر.

كثيرون يعبرون الدنيا ولا يتركون أي أثر. رؤوف غبور ترك وراءه صرحاً اقتصادياً ضخماً وناجحاً، ينافس كبريات المؤسسات العالمية.. يعمل فيه اكثر ٢٠ ألف امراة ورجل، ويمتد نشاطه إلى ٣٠ تخصصاً.. وحجم أعماله بلغ ٣٢ مليار جنيه العام الماضي.

الإقتصاد والأعمال