غرفة الكويت تكرم
ماجد جمال الدين

16.11.2022
تكريم ماجد جمال الدين
مع أعضاء غرفة تجارة وصناعة الكويت
مع وزير التجارة والصناعة الكويتي مازن الناهض
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

يعتبر ماجد جمال الدين ظاهرة استثنائية في إطار الغرف العربية وفي إطار العمل الاقتصادي العربي المشترك. فقد أمضى زهاء 50 عاماً في غرفة الكويت. وحرص على أن تكون له صفة المستشار لا صفة المدير العام على الرغم من أنه كان يلعب الدورين معاً احتراماً منه "للمواطنية" الموقع (مواطن كويتي)، علماً أن ماجد أصبح لاحقاً يحمل الجنسية الكويتية. فكان الرجل بعيد النظر وبعيد الرؤية، وكانت غرفة الكويت بالنسبة إليه بيته ومكتبه وإطار عمله وحياته. وقلما نجد شخصا أمضى خمسين عاماً في إدارة مؤسسة شبه عامة لا يملك فيها شيئاً مثل هذا الإخلاص والكفاءة والولاء.

وقادة غرفة الكويت وبذكائهم المعروف حرصوا على إبقاء ماجد في موقعه في الغرفة كمدير فعلي ولو بصفة مستشار. وكلما أتى رئيس وتغير آخر يتكرر الشيء نفسه، فهو حرص على أن يبقى بعيداً عن الشخصانية أي أن يكون محسوباً على معين. وكان ماجد يحرص على أن يبقى بعيداً كل البعد عن التنافس الإنتخابي بين الأعضاء. إذ يبقى على مسافة متساوية مع جميع المتنافسين. وإن تدخل فيكون لتقريب المسافات بين المتباعدين. كان دائماً، وفي شؤون الغرفة بالذات، رجل الإيجابيات الدائم وصاحب الرأي الحاسم. يعرف كيف يُدوّر الزوايا وكيف يُبعد الغرفة عن الصراعات الفئوية أو السياسية.

وماجد رجل ثقافة واسعة، وأحب هواية إليه هي القراءة وأحب إجازة له هي مع الكتاب.

في اتحاد الغرف العربية كان صوته مسموعاً ومقدراً ومؤثراً يساعد على ذلك حرصه الشديد على استمرارية الاتحاد وعلى تطويره. كيف لا وهو واحد من قلة ممن عايشوا الاتحاد منذ بدايته وكانت له بصماته في كل النشاطات. فالجميع ينتظر رأي ماجد والجميع يحسب لرأيه وموقعه ألف حساب، حتى في كلمة تكريمه شدد على ضرورة تطوير الاتحاد.

كل كلمات الثناء التي ألقيت: كلمة الرئيس السابق للغرفة علي الغانم، كلمة مدير عام الغرفة رباح الرباح أشادت بالمحتفى به وبتاريخه وبدوره وبمزاياه. إلا أن الكلمة الأبرز كانت لرئيس الغرفة محمد جاسم الصقر الذي كان صريحاً، إذ قال هذا هو أول خطاب أُلقيه ولا يكتبه ماجد. وقال أن ماجد رعاه وهو يافعاً وواكبه في كل خطواته وكان خير ناصح وصديق. كيف لا وماجد كان الأقرب إلى الصقر وبالتحديد إلى الرئيس الأول والأبرز المغفور له عبدالعزيز الصقر. فالرئيس والمستشار كانا شديدي الوفاء والولاء. وهنا أتذكر واقعة يرويها ماجد من باب التقدير والإكبار للرئيس المؤسس عبدالعزيز الصقر، فبعد العودة إلى الكويت عاد ماجد برفقة "أبوحمد" إلا أن السلطات الكويتية لم تسمح لماجد بالدخول. فكان لعبدالعزيز الصقر موقف شجاع ومشرف، إذ أبلغ من يعنيه الأمر أنه لا يدخل الكويت إلا ويكون ماجد معه. وهذا ما حصل. وإن دل ذلك على شيء فعلى وفاء أبوحمد لمن هم أصحاب وفاء وعلى مدى قوة أبوحمد في أوساط القيادة الكويتية.

كنت أتمنى لو أملك لغة الفصاحة عند ماجد لاخاطبه فيها، لكني أملك لغة السلاسة التي تطغى على عملي الصحافي. يمكن الفصاحة والسلاسة تلتقيان عند الصدق والموضوعية.

مبروك لك ماجد، إنه تكريم لك وتكريم لأمثالك. وتبقى الغرفة بقيادتها وأعضائها في ضميرك والوجدان. وتبقى أنت في غرفة الكويت علامة فارقة وقدوة لنا جميعاً.