تفاؤل بإنعقاد القمة العربية
في موعدها ومكانها

23.09.2022
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

الجزائر: الإقتصاد والأعمال

    قبل شهر من انعقاد القمة العربية في نوفمبر القادم بالجزائر بدأ يظهر اجماع عربي على ضرورة عقد هذا الاجتماع العربي في موعده.

الأصداء القادمة من أكثر من عاصمة عربية تؤكد هذا الشعور العربي بأن القمة العربية بالجزائر ستعقد في موعدها المصادف مع عيد الثورة الجزائرية في الفاتح من شهر نوفمبر وهي الثورة التي تحظى باحترام واجماع عربي وعقد هذه القمة في عاصمة عرفت اهم الانتصارات العربية في القرن العشرين يعطي الانطباع أن الجميع يريد إنجاح القمة ولو بالحد الأدنى من القرارات العربية.

المتتبعون للتحضيرات الجزائرية للقمة العربية يؤكدون أن السلطات الجزائرية من خلال عمل دبلوماسي وسياسي على أكثر من صعيد تمكنت من تجاوز العديد من المطبات والعراقيل التي كانت تقف في وجه عقد القمة العربية في الجزائر.

 ولعل ذلك ما يبدو واضحاً فيما يتعلق بالموضوع السوري والذي كان نقطة خلاف بين الأطراف العربية والجزائر من خلال علاقاتها التاريخية والمتميزة مع سوريا تمكن من اقتناع دمشق ان عودتها للجامعة لم تنضج بعد وعليه فأن سوريا على لسان وزير الخارجية هي التي رأت عدم طرح المسألة في القمة العربية المقبلة في الجزائر. وقد فهمت العديد من الأوساط أن هذا المسعى السوري يعبر عن رغبة سورية في أن تتكلل مساعي الجزائر في احتضان القمة بالنجاح.

على صعيد اخر فإن كل الأطراف العربية وفي جميع العواصم العربية تشعر أن الوقت قد حان لعقد قمة عربية بعد سنوات من الخلاف والازمات. ولقاء القادة العرب في اطار مؤسسة القمة في هذه الظروف يعتبر مسألة هامة واساسية في ظل جملة التحولات التي يمر بها العالم من جراء ازمة الكوفيد والحرب الروسية الأوكرانية. وتظهر هذه المسائل بصورة واضحة من خلال مختلف التصريحات الصادرة عن القادة العرب لدى استقبالهم لمبعوثي الرئيس عبد المجيد تبون وهي تصريحات كلها تؤكد على عقد القمة قي موعدها على غرار ما قاله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أو رئيس الوزراء العراقي الكاظمي.

السلطات في الجزائر على إدراك تام أن المشاكل العربية عديدة ومتنوعة ومن الصعب تجاوزها في إطار قمة عربية ولكنها في نفس الوقت هناك رؤية جزائرية تشكل عقيدة ثابتة من الاستقلال وهي أن جزءاً غير قليل من الخلافات العربية/العربية مرده بالأساس الى مختلف التدخلات الأجنبية في الشؤون الغربية مما يزيد من الخلاف ويعمق سوء التفاهم بين الدول العربية. ومؤسسة القمة العربية في نظر العديد من الأطراف إطار أمثل وملائم للمكاشفة والمصارحة بعيداً عن هذه التدخلات الأجنبية التي تعكر الأجواء وجو المكاشفة الذي توفره أجواء القمة يمكن لاحقاً من حل المشاكل وإيجاد الحلول للخلافات.

الإشارات الإيجابية قبل قمة الجزائر جاءت من أكثر من جهة ولعل أهمها على الاطلاق الإشارات القادمة من المغرب على اعتبار أن العلاقات الجزائرية المغربية تعرف تأزماً كبيراً منذ سنوات ازدادت في الفترة الأخيرة. الإشارات الإيجابية من المغرب جاءت في شكل تسريبات صحفية تشير الى نية مغربية في حضور قمة الجزائر على اعلى مستوى قد تصل الى شخصية الملك محمد السادس والذي كان له حضور لافت في قمة الجزائر في 2005. تسريبات أخرى قالت ان العديد من المسؤولين في المغرب أعربوا عن أهمية عقد قمة الجزائر في موعدها.

على أي حال فإن الوقت مازال مبكراً الجزم بأن القمة العربية ستعقد بالجزائر في موعدها المعلن لأن الأيام عودتنا على ان الأمور العربية متحركة باستمرار ولكن المؤكد أن في الوقت الحالي كل الأضواء الخضراء مشتعلة في اتجاه عقد القمة العربية في نوفمبر القادم بالجزائر في عيد الثورة  الجزائرية الثامن والستين.