العلاقات العربية البرازيلية
نمو وآفاق واعدة

07.07.2022
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

عقدت في مدينة ساو باولو (البرازيل)، فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي – البرازيلي بنسخته الرابعة، بتنظيم من الغرفة التجارية العربية البرازيلية بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية وجامعة الدول العربية، وذلك تحت عنوان "تراث وابتكار". سلط المنتدى هذا العام والذي يتزامن مع الذكرى السبعين لتأسيس الغرفة، الضوء على مستقبل الشراكة العربية البرازيلية.

تحدث الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في افتتاح أعمال المنتدى، فأكّد أنّ العلاقات البرازيلية العربية تعززت في المشهد العالمي الحالي، لافتا إلى أنّ العالم العربي يعدّ الآن ثالث أكبر سوق دولي للبرازيل، وقد سجل التدفق التجاري رقماً قياسياً جديداً بلغ 24 مليار دولار أمريكي العام الماضي. وأوضح بولسونارو أنّ 26 في المئة من الأسمدة التي تزود الأعمال الزراعية في البرازيل تأتي من العالم العربي، لافتا إلى أنّه في العام الماضي، كانت الجزائر الشريك التجاري الرائد للبرازيل، ومصر هي الوجهة الأولى للصادرات من البرازيل، والمغرب هو المورّد الأول للبرازيل. وكشف عن أنّ حجم الاستثمارات من الصناديق العربية في البرازيل يقترب من 20 مليار دولار، معتبرا أنّ الصناديق العربية أصبحت مصدرا رئيسيا لرأس المال لبلدنا. وقال بولسونارو إن الحكومة تعتزم الدخول في اتفاقيات مع الدول العربية تسهل الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي، بالإضافة إلى اتفاقيات عبر ميركوسور، حيث أنّ النتائج التي حققتها اتفاقية ميركوسور ومصر تلهم مبادرات أخرى مثل المفاوضات التي بدأت مع الإمارات.

من جهته أوضح رئيس غرفة التجارة العربية البرازيلية أوسمار شحفي، إلى أنّ جائحة كورونا والصراع في أوروبا الشرقية أعادا تشكيل التجارة العالمية، لافتا إلى أنّ المعاملة بالمثل والتعاون من الركائز الجديدة للعلاقات الدولية، مشددا على أنّ "التجارب التي مرت بها جميع بلدان العالم منذ الجائحة ومن ثم اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، أظهرت بأنّ التجارة العالمية يجب أن تستند إلى أسس متينة للغاية من التقارب والمعاملة بالمثل والتعاون والتكنولوجيا". وأشار إلى أنّ السلع ذات القيمة المضافة العالية تتزايد بشكل هام على صعيد التجارة، حيث استفادت من تنفيذ اتفاقيات التجارة الحرة مثل اتفاقية ميركوسور مع مصر.

بدوره أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، النائب الأول لرئيس الغرفة العربية البرازيلية سمير عبدالله ناس، على "أهمية إنشاء ممر ملاحي مباشر بين البرازيل والدول العربية بما يسهم في توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية وتنويع تنمية حجم التبادلات التجارية بين الجانبين.

وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، على أهميةَ تعزيز التعاون العربي البرازيلي، داعيا المستثمرين البرازيليين للاستثمار في المنطقة العربية والاستفادة من الفرص التي تتيحها والمزايا التي تقدمها منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى. وأشار زكي أنَّ العلاقاتِ العربيةَ البرازيليةَ تشملُ إضافة إلى الشق الاقتصادي ملفات التعاون السياسي والتعاون العربي الأمريكي الجنوبي.

وفي كلمة افتراضية أشاد وزير الاقتصاد الفلسطيني خالد العسيلي، بدور البرازيل الاقتصادي والتنموي، وجهودها لاستكمال إجراءات المصادقة على اتفاقية الميركسور ودخولها حيز النفاذ، مشددا على أن التحولات الراهنة تستدعي خلق فرص عمل جديدة، من أجل دعم الاستدامة، ومن ضمنها العمل على إدراج منتجات ذات قيمة مضافة ومستويات تكنولوجية أعلى ودعم الخدمات اللوجستية.

كذلك شهدت الجلسة الافتتاحية كلمات افتراضية لعدد من الوزراء العرب والبرازيليين، وهم: كارلوس فرانسا – وزير العلاقات الخارجية البرازيلي، رياض مزور – وزير الصناعة والتجارة المغربية، يوسف محمود الشمالي – وزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، ماركوس مونتيس – وزير الزراعة البرازيلي، مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري – وزيرة التغير المناخي والبيئة في دولة الامارات، إضافة إلى نيفين جامع – وزيرة الصناعة والتجارة في مصر.

وعقدت في إطار جلسات العمل، جلسة نقاش خاصة بالغرف العربية، أدارها أمين عام غرفة التجارة العربية النمساوية مضر خوجة، وتحدّث فيها كل من: نائل الكباريتي رئيس مجلس إدارة غرفة الأردن، و سمير عبد الله ناس النائب الأول لرئيس اتحاد الغرف ورئيس مجلس إدارة غرفة البحرين، و رضا بن جمعة آل صالح رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، وأمين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خال حنفي.

ونوّه د. خالد حنفي، على أنّه لم يتم بعد استكشاف إمكانات العالم العربي ودور البرازيل في أمريكا الجنوبية بشكل كامل فيما يتعلق بتطوير العلاقات بين البرازيل والدول العربية، مؤكّدا أنّ العلاقات العربية البرازيلية يجب أن تتجاوز الإطار التقليدي القائم على حجم التبادل التجاري، معتبرا أنّه على الرغم من أهمية الأرقام، لكن يجب أن نخرج من هذا الإطار التقليدي، حيث من الناحية الكمية، تعتبر الصادرات البرازيلية والعربية مجرد تجارة تقليدية، ولأجل ذلك يجب أن نعمل على تعديل العلاقات التجارية وتحويلها إلى علاقات تجارية تستهدف سوق بعضنا البعض من أجل شراكة استراتيجية.

أما رئيس غرفة تجارة الأردن نائل الكباريتي، فشدد على أنّه من الضروري التفكير أكثر في مستقبل علاقة البرازيل مع العالم العربي خارج نطاق التجارة، حيث أنّ سبب هذا الاجتماع هو تعزيز هذه العلاقة وزيادة الفرص، وتعزيز دور رجال الأعمال، ومشاركتهم، ودور الحكومات"، معتبرا أنّ "العالم لم يعد كما هو، ونحن بحاجة لمواجهة هذا العالم المختلف إلى أن نكون شركاء وننتقل من علاقة الاستيراد والتصدير إلى بناء شراكة استراتيجية".

ونوّه رئيس غرفة تجارة وصناعة عمان، رضا بن جمعة آل صالح، إلى أنّ "العلاقات البرازيلية العربية سليمة وقد أحرزت تقدمًا في السنوات الأخيرة على الرغم من التحديات، ولكن لا يزال لدينا فرص لزيادة هذه الأرقام".

وأشار رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين سمير عبد الله ناس إلى وجود إمكانيات متفائلة لنمو العلاقات بين البرازيل والعالم العربي، إذ تعتبر البرازيل بلداً مهماً على صعيد التحالفات الناشئة الجديدة، حيث توجد العديد من الفرص الرئيسية في قطاعات مثل التمويل والسيارات.