إريكسون:
الجيل الخامس يدعم التنويع الاقتصادي في الخليج

18.04.2022
إيكو نيلسون
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
 
 
برشلونة - إياد ديراني 
لا شك أن الجيل الخامس من شبكات الاتصالات النقالة بدأ بإعادة تعريف الاقتصاد العالمي، خصوصا مع الارتفاع الكبير المسجّل في أعداد المشتركين عالميا. وثمة إجماع أن الرقم المسجّل في عدد المشتركين بهذا الجيل نهاية العام الماضي والبالغ 500 مليون، مرشّح للنمو بأكثر من 100 في المئة بنهاية السنة الحالية، لكن التأثير الكبير لانتشار الجيل الخامس لن يكون في عدد المشتركين فحسب، إذ أن الاقتصادات والصناعات الجديدة ستسيطر على حصة الأسد في فوائد نشر الشبكات الجديدة. وربما تصحّ هذه التوقعات بشكل خاص في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في أسواق الخليج العربي. نائب رئيس إريكسون في الشرق الأوسط وأفريقيا إيكو نيلسون يتفق مع هذه التوقعات، ويضيف في لقاء مع الاقتصاد والأعمال على هامش معرض MWC الذي عُقد في برشلونة أن بلدان الخليج أمام فرصة لتحقيق أكبر استفادة اقتصادية من هذه الشبكات، خصوصا منها البلدان الساعية إلى تحقيق التنويع الاقتصادي وتخفيف الاعتماد على قطاع النفط والغاز.
 
 
بحسب تقرير أصدرته GSMA، ستعزز شبكات الجيل الخامس الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 960 مليار دولار بحلول العام 2030، وستساهم الترددات المتوسطة (Mid-Band) الخاصة بهذه الشبكات في نحو 65 في المئة من الإجمالي أو ما يناهز 610 مليارات دولار. ويوضح التقرير أن القطاعات الأكثر استفادة ستكون الصناعة، الخدمات والإدارة العامة. لكن الأمور مرهونة طبعا بخواتيمها ومن السابق للأوان حسم هذه الاتجاهات خصوصا على ضوء الصراع العسكري الناشئ في أوروبا. أما في المنطقة فيبدو المشهد أكثر إيجابية، خصوصا أسواق الخليج التي يصفها إيكو نيلسون بأنها من المناطق الاقتصادية الأكثر استفادة من الجيل الخامس، نظرا لامتلاكها مشروعا طموحا لتحقيق تنويع اقتصادي إلى جانب النفط من جهة، وامتلاكها القدرة المالية على تنفيذ تحوّل سريع في النموذج الاقتصادي من جهة أخرى. 
 

نحو صناعات جديدة

ويضيف نيلسون: "عندما تسعى الدول إلى اعتماد خيار التنويع الاقتصادي، فإنها تستهدف عادة التأسيس لصناعات جديدة. لكن هذا الأمر ليس أمرا بسيطا، فلا يمكنك تحقيق النجاح من خلال تأسيس صناعات تقليدية لتحقيق النمو كما حصل في أوروبا منتصف القرن التاسع عشر. ما أتوقع حصوله هو بذل جهود في الخليج لتحقيق تسريع في إنشاء نوع جديد من الصناعات، التي لا تشبه الصناعات التقليدية التي نعرفها. ما سنراه هو صناعات لا تقوم بالضرورة على آلات الإنتاج التقليدية المتصلة بالأسلاك". 
 
ويتابع قائلا: "لقد ظهر خط الإنتاج في المصانع تاريخيا لسبب، وهو ضرورة وجود الأجهزة والآلات قريبة من بعضها للتمكن من الانتقال من مرحلة إلى أخرى في عملية الإنتاج، وهذا السبب لم يعد موجودا في كثير من الحالات. غياب أهمية الأسلاك في المصانع سيسمح بإعادة تعريف منطق التصنيع برمّته. حتى أرضية المصنع بات يمكن استخدامها اليوم لعدة منتجات في ذات الوقت. وهنا يأتي دور الجيل الخامس الذي سيتيح إنشاء قنوات اتصال بين الآلات والأجهزة التي تصنع المنتجات. بلدان الخليج اليوم قادرة على خوض هذه التجربة من دون الاضطرار للمرور في المراحل الصعبة التي خاضتها المصانع تاريخيا قبل أن تصل إلى عصر الجيل الخامس".   
 

نقلة تاريخية

ويضيف فيشرح كيف يمكن عمليا استخدام الجيل الخامس في عملية التنويع الاقتصادي: "مهمة التنويع الاقتصادي في الخليج باتت أسهل مع التطورات الثورية التي طرأت على سرعة الاتصالات، وهذا الأمر تستفيد منه بلدان مثل السعودية والإمارات وغيرها. والجميع يعرف كم اشتهرت بلدان خليجية بمرافئها، وأكبر الشركات المتخصصة باللوجستيات". 
 
ويختم قائلا: "حجم هذه الشركات المتخصصة في مجال المرافئ واللوجستيات العملاقة اليوم مختلف تماما عما كان عليه قبل 20 أو 30 عاما. فجأة فتحت التكنولوجيا الأبواب واسعة أمام هذا النوع من الشركات وقطاع النقل البحري عموما لتطوير الأعمال بشكل لم يسبق له مثيل. الجيل الخامس سمح لهذه الصناعات وغيرها من تحقيق نقلة نوعية تاريخية لم نكن نتخيلها. والتحوّل الرقمي الحاصل حاليا، سيشمل بفوائده معظم القطاعات وسيمكن من تطوير صناعات جديدة في الخليج تماما كما هو الحال حول العالم".