ثمة شراكة متينة تجمع Ooredoo القطرية مع إريكسون منذ سنوات طويلة، لكن هذه الشراكة تشهد تحوّلا دراماتيكيا كبيرا نتيجة خوض الطرفين تجارب أثبتت نجاحها سواء في مجال الألعاب الرياضية أو قطاع الأعمال وسائر المجالات المتعلقة بالاتصالات وصولا إلى الجيل الخامس. ولا شك أن نجاح الطرفين في التعاون خلال الأحداث الرياضية العربية وإطلاق شراكة جديدة مؤخرا بهدف تحديث البنية التكنولوجية في منصات النفط، يمهدان عمليا لأهم مشروع في تاريخ الشركتين وهو الألعاب الرياضية المقبلة في قطر. 

 

الاقتصاد والأعمال التقت خلال معرض MWC في برشلونة بكل من رئيس التكنولوجيا والبنية التحتية في Ooredoo غونتر أوتيندورفر ونائب الرئيس ورئيس وحدة العملاء في اريكسون شمال الشرق الأوسط ووحدة العملاء العالمية لمجموعة Ooredoo كيفن مورفي وسألتهما عن التجارب المشتركة وعن التوقعات حيال الألعاب الرياضية المقبلة في قطر والفرص التي بدأت شبكات الجيل الخامس بمنحها لمختلف القطاعات.  

 

استهل أوتيندورفر اللقاء بالتركيز على أهمية شبكات الجيل الخامس التي فتحت برأيه الباب واسعا أمام عالم من الفرص الجديدة التي لم تكن متوفرة. ويقول: "تخيّل الاستفادة الكبيرة التي أتاحتها الشبكات تحديدا على مستويي "معدلات عالية للبيانات" High Data Rates eMBB وسرعة "وقت الاستجابة" Latency (تقنية الجيل الخامس تتيح استجابة سريعة جدا ما بين إصدار الأمر وتنفيذه). لقد بات بإمكاننا تقديم خدمات وحلول جديدة لم تكن ممكنة في السابق سواء للمستهلكين أو للأعمال. ولهذا بات يمكننا الآن تقديم خدمات للمستخدمين مثل "الواقع الافتراضي" Virtual Reality و"الواقع المعزّز" Augmented Reality. من جهة أخرى يسمح "معدلات عالية للبيانات" وسرعة "وقت الاستجابة" بتقديم خدمات مشاهدة البث المرئي عالي النقاء بتقنية 4K والتعليم التفاعلي بطريقة لم تكن ممكنة في السابق. لهذا أعتقد أن المستخدمين سيجربون وسيعتمدون على تقنيات تساعدهم في مختلف أوجه حياتهم. أما على مستوى الأعمال، فسنرى انتشارا للتطبيقات والاستخدامات الخاصة بـ "إنترنت الأشياء" Internet of Things (IoT) التي تتيح بدورها باقة واسعة من التطبيقات سواء في مجال الاتصالات بين الآلات (M2M) أو غيرها من الميادين المتعلقة بالأعمال. وستساعد التقنيات التي تسرّع زمن الاستجابة في تحقيق الأتمتة الواسعة والمُستدامة في المجالات الصناعية المختلفة، بما في ذلك تسهيل نشر الروبوتات في المصانع وتجميع وتحليل البيانات (Data)، وغيرها من المجالات التي تتطلب سرعة عالية جدا في الاتصالات من خلال شبكات الجيل الخامس". 

 

ويضيف أوتيندورفر: "نتيجة لتوسّع انتشار شبكات الجيل الخامس، سيشهد المستخدمون انتشارا لأجهزة الواقع الافتراضي وتقنيات أخرى عديدة. قد تتطلّب هذه التطبيقات وقتا للانتشار حول العالم، لكنها آتية وستصبح أمرا اعتياديا في حياتنا اليومية كأفراد وكمجتمعات وكأعمال. لكن هذه المنظومة الواسعة من الخدمات المرتكزة إلى الجيل الخامس لن تبتكرها شركة أو شركتين، بل ستساهم في صناعتها ونشرها كل الشركات المعنية في هذا المجال".  

 

من جهته يعقّب مورفي فيقول: "اريكسون واثقة أن بلدان المنطقة ستمضي في عملية التحوّل الرقمي، ونحن كشركة جاهزون لنلعب دورا مساعدا في هذه المرحلة نظرا لمعرفتنا وخبرتنا الطويلة في هذا المجال. وبات من الواضح أن القطاعات الرئيسية في المنطقة تبنّت مسيرة التحوّل الرقمي، وهو ما نشهده في مجالات مثل قطاع المؤسسات، الصحة والسلامة والتعليم وغيرهما. لقد أثبتت عملية تبنّي التحول الرقمي أهميتها خصوصا لأنها ترفع من القدرات التنافسية للدول واقتصاداتها، وقد رأينا خلال مرحلة الجائحة كيف مكنت التكنولوجيا كل البلدان والشركات الجاهزة رقميا، من تحقيق الاستدامة على مستوى أعمالها ونشاطاتها. لقد فتحت الأدوات الرقمية خصوصا منها ما يتعلق بالاتصالات وتطبيقات الأعمال عن بُعد المجال أمام الجميع لمتابعة الأعمال وخدمة الناس". 

 

ويضيف أوتيندورفر متحدثا عن استحقاقات قادمة في قطر، ويقول: "لدي كل الثقة من أن الألعاب الرياضية التي ستجري في قطر نهاية هذه السنة ستكون إنجازا باهرا. مؤخرا خلال الألعاب الرياضية العربية تمكنا بالتعاون مع إريسكون من تحسين التجارب التي يعتمد عليها المشجعون في الملاعب. وأتوقع خلال الألعاب الرياضية المقبلة في قطر أن نحقق نجاحا كبيرا. لقد تمكن المستخدمون من الاستمتاع بخدمات رائعة أتاحتها الحلول التي نقدمها، والتي تضمنت مثلا "الملاعب الرياضية الافتراضية" وتطبيقات الصحة الرقمية وسيارات الإسعاف المتصلة من خلال شبكات الجيل الخامس. هذه التطبيقات وغيرها الكثير سيتم تطويرها ونشرها للاستخدام خلال الألعاب الرياضية العالمية المقبلة في قطر وسنرى استخداما واسعا لها، لأنها ستعزّز من تجارب المستخدمين".

 

ويختم مورفي مشددا على أهمية الخطط الوطنية في قطر في مجال التحول الرقمي، فيقول: "من الأهمية بمكان التركيز على الأجندة الوطنية في قطر التي تستهدف أن تكون قطر أول بلد رقمي كامل، بحلول سنة 2030. ولهذا نرى في قطر تحوّلا رقميا في مختلف القطاعات، وOoredoo في الموقع المناسب لتكون مزوّد الحلول الذي يتيح استخدام التكنولوجيا المُمَكّنة للتحوّل الرقمي المطلوب. سواء تعلق الأمر بالزراعة أو بالرياضة أو بأي مجال من مجالات الأعمال المختلفة، Ooredoo جاهزة لمواكبة هذه التحولات. ومؤخرا أعلنا عن شراكة مع Ooredoo لتحديث التكنولوجيا المُستخدمة في منصات النفط القطرية، وهو ما يسمح لصناعة النفط بإطلاق مرحلة جديدة للاستفادة من أحدث ما توصلّت إليه التكنولوجيا عالميا".