قال رئيس مجلس الإدارة الدوري لشركة هواوي جو بينغ أن الشرق الأوسط يمثّل سوقا ذات أهمية خاصة بالنسبة لشركة هواوي، وأن الشركة ستواصل العمل على تمتين علاقاتها بالشركاء في هذه المنطقة الحيوية. وأضاف خلال إجابته على سؤال وجّهته الاقتصاد والأعمال أثناء إعلان الشركة عن نتائجها المالية للعام 2021، إن بلدان المنطقة مصمّمة على تنويع مصادر الطاقة، وهواوي تقدم الدعم في هذا المجال لتصبح مشاريع الطاقة المتجددة في هذه البلدان مثالا يُحتذى به دوليا.  

وأضاف بينغ متحدثا عن النتائج المالية في مؤتمر صحافي شاركت فيه المديرة المالية لشركة هواوي مينغ وانزهو: "كان أداؤنا مطابقاً للتوقعات، حيث حافظت مجموعة أعمال "هواوي كارير" لشبكات الاتصالات على أداء ثابت، فيما حققت مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات نمواً ثابتاً. أما مجموعة أعمال "هواوي كونسيومر" لأجهزة المستهلك فقد عززت أعمالها في العديد من القطاعات".

وكشفت الشركة في المؤتمر الصحافي عن تحقيقها إيرادات تناهز 99.9 مليار دولار في العام 2021، بينما بلغت الأرباح الصافية 17.8 مليار دولار. كما بلغت نفقات البحث والتطوير حوالي 22.4 مليار دولار أي ما يعادل 22.4 في المئة من إجمالي الإيرادات، وهذه المرة الأولى التي يصل فيها الإنفاق في هذا المجال إلى هذا المستوى. ووصل إجمالي الإنفاق على البحث والتطوير في الأعوام العشر الماضية إلى أكثر من 132.5 مليار دولار.

أما وانزهو، فقالت: "على الرغم من تراجع الإيرادات في العام الماضي، تمكنا من تعزيز قدرتنا على تحقيق الأرباح وزيادة التدفقات النقدية وأصبحنا أكثر قدرة على مواجهة الظروف الصعبة". وبفضل الأرباح الكبيرة التي حققتها أعمالها الأساسية، ازداد التدفق النقدي للشركة من الأنشطة التشغيلية بشكل كبير في العام الماضي حيث وصل إلى 9.3 مليار دولار.

أهمية الشرق الأوسط

وقال بينغ لـ الاقتصاد والأعمال: "يمثل الشرق الأوسط وشمال سوقا ذات أهمية خاصة بالنسبة لشركة هواوي ونحن نواصل العمل على تمتين علاقاتنا بالشركاء في هذه السوق الحيوية. لقد سنحت لي فرصة زيارة بلدان المنطقة حيث التقيت بقادة من القطاعين العام والخاص. وقد أيقنت خلال هذه الزيارة أن بلدان المنطقة مصمّمة على المضي قدما في تنويع مصادر الطاقة لديها، خصوصا وأن الحكومات هناك لديها خطط عملية لتنفيذ مجموعة من مشاريع الطاقة الطموحة بالتعاون مع هواوي. وتتنوع مشاريع الطاقة في هذه المنطقة، وتشمل الطاقة المتجددة وغيرها من المصادر. وكما ذكرت في سؤالك، لدى كل من السعودية والإمارات مشاريع كبيرة للتوصل إلى تحقيق "الحياد الكربوني" Carbon Neutrality. ونحن من جهتنا في هواوي لدينا مجموعة كبيرة من الحلول التي تلبي هذه التطلعات وتساعد بلدان الشرق الأوسط على تحقيق أهدافها على صعيد تخفيض الانبعاثات الكربونية. وسنستمر أيضا بضخ الاستثمارات في مجال البحث والتطوير لمساعدة البلدان على تتنفيذ مشاريعها في هذا المجال".

وأضاف بينغ: "لقد أعدنا تعريف أعمالنا وأطلقنا شركة متخصصة في مجال الطاقة الرقمية التي بدأت فعلا بتحقيق الانجازات من خلال الاعتماد على التكنولوجيا ومراكز البيانات وشبكات الاتصالات، لجعل قطاع الطاقة أكثر ذكاءا. منطقة الشرق الأوسط تتمتع بساعات طويلة من أشعة الشمس سنويا، وسنتمكن مع شركائنا من تنفيذ مشاريع ناجحة، ومن خلال شراكاتنا في هذا النوع من الأعمال أتوقع أن يتم تنفيذ مشاريع ستشكل نموذجا عالميا يُحتذب به".

نمو أعمال

المشاريع والمؤسسات

وبفضل مشاريع التحوّل الرقمي المتواصلة، حققت مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات نموا متسارعا حيث وصلت إيراداتها إلى 16.06 مليار دولار أمريكي في العام الماضي. كما أطلقت هواوي في العام الماضي 11 حلا مخصصا لسيناريوهات محددة في القطاعات الرئيسية مثل المؤسسات الحكومية والنقل والخدمات المالية والطاقة والتصنيع. واختارت أكثر من 700 مدينة و267 شركة من الشركات المدرجة على قائمة "فورتشن غلوبال 500" شركة هواوي كشريك للتحوّل الرقمي، كما تتعاون الشركة مع أكثر من 6,000 شريك لتوفير الخدمات وتشغيل العمليات في جميع أنحاء العالم.

وركزت مجموعة أعمال "هواوي كونسيومر" لأجهزة المستهلك على رغبات المستهلكين واحتياجاتهم، مما ساهم في توفير نظام إيكولوجي عالمي ملائم لعالم ذكي ومتصل بالكامل كجزء من استراتيجية "حياة سهلة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي" والتي تستهدف المستهلكين في جميع أنحاء العالم. وحققت مجموعة أعمال "هواوي كونسيومر" إيرادات وصلت إلى 38.17 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، حيث واصلت مبيعات الأجهزة التي يمكن ارتداؤها والشاشات الذكية وسماعات الأذن اللاسلكية "ستيريو" وخدمات هواوي للهاتف المحمول نموها على مدار العام الماضي، لا سيما الشاشات الذكية والأجهزة التي يمكن ارتداؤها والتي حققت نموا بنسبة أكبر من 30 في المئة على أساس سنوي. واعتبارا من العام الماضي، تم تجهيز أكثر من 220 مليون جهاز من أجهزة هواوي بنظام التشغيل HarmonyOS المخصص لأجهزة الهاتف المحمول ليصبح نظام التشغيل الأكثر نموا على المستوى العالمي.

وعلى مدار العام الماضي، ركزت هواوي على تنمية الأنظمة الإيكولوجية لمنصات openEuler وMindSpore وHarmonyOS بالاعتماد على مبادئ التعاون المفتوح والنمو المشترك، حيث يعتمد أكثر من ثمانية ملايين مطوّر على منصات هواوي المفتوحة والبرامج مفتوحة المصدر ووسائل التطوير التي توفرها هواوي لاستكشاف المزيد من سيناريوهات ونماذج الأعمال.

وختم بينغ قائلاً: "ستواصل هواوي جهودها لتحقيق التحول الرقمي بالاعتماد على التقنيات الذكية والمنخفضة الكربون. كما سنعزز استثماراتنا بالاعتماد على المواهب والبحث العلمي والابتكار من أجل تحديث النظريات الأساسية والتصميم والبرمجيات وتحسين قدراتنا التنافسية على المدى الطويل".