الوزير محمد الشهوبي لـ "الاقتصاد والأعمال":
استثمارات ضخمة في قطاع المواصلات والنقل الليبي

09.12.2021
الوزير محمد الشهوبي
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

التقت "الاقتصاد والأعمال"، وزير النقل والموصلات في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا محمد سالم الشهوبي، حيث تطرّق الحوار إلى واقع ليبيا والاقتصاد الليبي، وما تحتاجه من مشاريع استثمارية في القطاعات الحيوية ولا سيما قطاع اللوجستيات والنقل والمواصلات. وكشف عن مشاريع ضخمة في هذا المجال، منوّها إلى أنّ ليبيا بدأت مرحلة التعافي، ومهيّأة لاستقبال الاستثمارات الخارجية، داعيا المستثمرين العرب والأجانب للاستثمار في ليبيا باعتبارها أرض الفرص الواعدة. هنا الحوار:.  

  • ماذا ينتظر ليبيا في المستقبل، وهل بدأت ترتسم معالم المرحلة الجديدة؟

- جاء انعقاد المؤتمر التاسع عشر لأصحاب الأعمال والمستثمرين العرب في ليبيا، بتنظيم من اتحاد الغرف العربية واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة الليبية ومجموعة الاقتصاد والأعمال، من أجل خلق منافذ جديدة للمستثمرين العرب والأجانب، للمجيء إلى ليبيا والاستثمار فيها، خصوصا وأنّه على مدار السنوات الماضية، كان النشاط الاقتصادي والاستثماري شبه متوقف بسبب الظروف الأمنية التي عاشتها البلاد، ولكن اليوم بحمد الله، في ظل توحيد مؤسسات الدولة وليس آخرها مصرف ليبيا المركزي بعد سنوات عديدة من الانقسام، كلّها جهود تصبّ في مصلحة تعزيز البيئة الاستثمارية وتهيئتها لجذب الاستثمارات الخارجية، والانطلاق في تنفيذ المشاريع الحيوية التي تحتاجها ليبيا في شتى القطاعات والمجالات، ولا سيّما في قطاع النقل والمواصلات.

  • إلى أي مدى ليبيا مهيّأة لجذب الاستثمارات الخارجية؟

- الفرصة اليوم سانحة من أجل خلق الفرص الاستثمارية الجديدة، عبر تنفيذ البرامج التنموية في المرحلة المقبلة، وهذا من شأنه أن يساهم في تخفيف العبء على المواطن الليبي، عبر توفير الخدمات الضرورية له.

وفي الواقع إنّ ليبيا تعوّل على الاستثمارات الخارجية، ولا سيّما في قطاعات حيوية مثل المطارات والموانئ والطرق، وكذلك في القطاع الصحّي، وفي غيرها من المشاريع الاستراتيجية، وقد أعدّت حكومة الوحدة الوطنية في هذا الإطار، رزمة من البرامج والمشاريع التنموية عبر برنامج "عودة الحياة"، الذي يهدف إلى خلق وتنفيذ مشاريع تنموية حيوية، سواء كان عبر الميزانية العامة للدولة، أو من خلال المؤسسات والصناديق السيادية الليبية والعربية، وكذلك من خلال المستثمرين العرب.

وأبرمت الدولة الليبية مع العديد من البلدان العربية والأجنبية الكثير من الاتفاقيات المشتركة، كما تواصلت مع عدد بارز من المستثمرين العرب والأجانب، في سبيل المشاركة في تنفيذ البرامج والمشاريع الحيوية، والتي نتطلّع ونأمل أن تؤتي ثمارها وتتحوّل إلى مشاريع واقعية ومنفّذة على أرض الواقع في القريب العاجل، بما يساهم في نهضة ليبيا وتحقيق تطلعات الشعب الليبي.

  • هل برأيكم الهاجس الأمني ما يزال حجر عثرة أمام جذب الاستثمارات الخارجية، والانطلاق نحو مرحلة إعادة الإعمار والبناء؟

لا شكّ أنّ سائر المشاريع التنموية والحيوية التي تحتاجها ليبيا كانت متوقفة في السابق بسبب الظروف والأوضاع الأمنية التي كانت سائدة في السنوات الماضية، ولكن بعد توقيع اتفاق المصالحة الوطنية، أطلقت حكومة الوحدة الوطنية منذ تشكيلها برئاسة عبد الحميد الدبيبة، شعار: لا حرب بعد اليوم، وبعون الله استطاعت الحكومة أن تخلق جوّا إيجابيّا سواء بالنسبة إلى الليبيين أو بالنسبة إلى البلدان العربية والأجنبية الراغبة بالاستثمار في ليبيا، وذلك من خلال الخطّة الأمنية التي وضعتها ونفّذتها وزارة الداخلية، حيث الوضع الأمني اليوم أفضل بكثير مما كان عليه قبل أشهر قليلة، الأمر الذي حذا بالعديد من الشركات العربية والأجنبية بمباشرة أعمالها في ليبيا بناء على اتفاقيات كانت موقّعة في السابق، ونأمل أن تحذو حذوها شركات عربية واجنبية أخرى وتوقيع اتفاقيات جديدة مع الدولة الليبية التي تستهدف تنفيذ المزيد من المشاريع التنموية والاستثمارية، ولا سيّما في قطاع النقل والمواصلات، عبر نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وهذا من شأنه أن يساهم في تخفيف الأعباء على الميزانية العامة.

  • بنظركم البنية التحتية التي تضررت جرّاء الحرب قادرة على استيعاب المشاريع الاستراتيجية الضخمة؟

وضعت وزارة المواصلات والنقل خطة مدروسة في سبيل تحديث وتطوير وصيانة المطارات والموانئ، وبالفعل باشرنا في تنفيذ هذه الخطّة من خلال صيانة ما هو قائم في المرحلة الأولى، في حين طرحنا رزمة من المشاريع الاستثمارية الجديدة من أجل إنشاء العديد من المطارات والموانئ والطرقات لتنفيذها في المرحلة المقبلة، حيث تمّ فتح مجالات وأفق جديدة في ما يتعلّق بتجارة العبور بين ليبيا وإفريقيا، وذلك بتنفيذ طريق سريع يربط ليبيا بأواسط إفريقيا في سبيل نقل المنتجات الليبية، إلى جانب ما يتم توريده عن طريق الموانئ الليبية، وهذه كلها مشاريع حيوية واستراتيجية سيكون لها مردود إيجابي جدّا على ليبيا وستساهم بتحسّن ظروف وواقع ومعيشة الشعب الليبي الذي عانى كثيرا سواء في ظل الحكم السابق أو في مرحلة ما بعد الثورة.

  • ما هي الخطّة المرسومة من أجل تطوير واقع المطارات في ليبيا ولا سيّما مطار طرابلس الدولي؟

-  الهدف الرئيسي لوزارة المواصلات والنقل، يكمن في إعادة تأهيل مطار طرابلس الدولي والذي كان يعمل قبل عام 2015، ونحن طرحنا عطاءات ضخمة وكبيرة جدّا في سبيل إعادة تشغيله فنيّا، ليكون مطارا حيويا يوازي في أهميته باقي المطارات حول العالم، عبر استيعاب 10 ملايين راكب سنويا في المرحلة الأولى، ومن ثمّ رفع القدرة الاستيعابية في مرحلة أخرى.

كذلك تعمل وزارة المواصلات على تحسين واقع مطار مصراتة ليستقبل 5 ملايين راكب سنويا، وأيضا تقوم الشركة الكورية المنفذّة لمطار بنينا الدولي في بنغازي باستكمال إنشائه ليكون جاهزا للعمل في أقرب فرصة ممكنة. إلى جانب ذلك تعمل وزارة المواصلات على إنشاء وإعادة تأهيل وتشغيل العديد من المطارات الداخلية مثل مطار طبرق ولبرق ومرطوبة والكفرة وغاد وكذلك مطار سبها، وستكون جميع هذه المطارات في الخدمة، من أجل إعادة ربط ليبيا ببعضها البعض وأيضا ربطها مع العالم الخارجي.

  • يمثّل قطاع اللوجستيات اليوم شريانا حيويا للاقتصادات العالمية، فما هي خطة وزارة المواصلات الليبية لتطوير هذا القطاع؟

تعتبر ليبيا بحكم موقعها الاستراتيجي بوابة افريقيا نحو باقي دول العالم ولا سيّما نحو القارة الأوروبية، ولكن اليوم من دون تطوير البنية التحتية من موانئ جوية وبحرية وبريّة، لا يمكن الاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي، وستبقى ليبيا معزولة عن باقي دول العالم، وبالتالي لن يكون هناك تبادل تجاري مع العالم، وهذا سينعكس سلبا على واقع التنمية الاقتصادية.

وفي هذا الصدد أطلقنا في وزارة المواصلات جملة من البرامج والمشاريع من أجل تطوير القطاع اللوجستي سواء في الجانب الجوّي حيث بدأت العديد من الخطوط الجوية بتشغيل رحلاتها إلى ليبيا، ونسعى إلى أن تحذو باقي الخطوط الجوية العالمية هذا المنحى. أما على الجانب البرّي فنحن بصدد تنفيذ طريق راس جدير – مساعد، الذي يمثّل طريقاً مهمّة جدّا بحكم كونه يربط بين ليبيا ونواكشوط (موريتانيا) وبين ليبيا وبور سعيد (جمهورية مصر العربية)، وهو مع تنفيذه سيساهم في زيادة الحركة الاقتصادية والصناعية والتجارية في ليبيا.

  • إلى أي مدى تعولون على نجاح العملية السياسية في المرحلة المقبلة؟ وما مدى تأثير ذلك على الواقع الاقتصادي؟

- التفاؤل يطبع واقع المرحلة المقبلة، حيث هناك شغف لدى الشعب الليبي بالتقدّم والتطوّر والازدهار. وفي الواقع عملت حكومة الوحدة الوطنية على بث الأمل لدى الليبيين في المرحلة السابقة، من خلال تنفيذ الإصلاحات والمشاريع التي عقدت العزم عليها منذ اليوم الأول لتشكيلها عبر برنامج "عودة الحياة" الذي بات واقعا ملموسا وليس مجرّد شعار أجوف، ونحن نأمل من السلطة السياسية الجديدة التي سوف تفرزها الانتخابات، أن تستكمل نهج البناء، من أجل تحقيق نهضة ورفاه ليبيا والشعب الليبي التائق إلى التغيير الإيجابي.