الرئيس عبد العزيز بو تفليقة
ومجموعة الإقتصاد والأعمال

21.09.2021
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email

شيّعت الجزائر يوم الأحد الماضي رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بو تفليقة بجنازة رسمية هادئة حضرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والوزراء.

وكان بو تفليقة الذي انتخب رئيساً للجمهورية لأوّل مرّة العام 1990، حقق في بدايات عهده إنجازات مهمّة لبلاده فاستعاد حالة السلم بعد حرب مع الإسلاميين في التسعينات. كما حقق المصالحة الوطنية والغى الديون الخارجية. ولكن يؤخذ على نهاية عهده وأثر إصابته بجلطة دماغية، تزايد حالات الفساد.

وكان بو تفليقة مُناضلاً في مُحاربة الاستعمار الفرنسي بين العام 1954 و 1962، وأصبح بعدها أوّل وزير للخارجية في الجزائر. وتميّزت شخصيته بالاعتدال والحنكة السياسية.

وبرحيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وهو الشخصية الجزائرية - العربية المرموقة، أعادنا للذاكرة إلى العام 2001 حيث كان لمجموعة الاقتصاد والأعمال أول مؤتمر عن الاستثمار العربي في الجزائر . يومها كان المؤتمر برعاية الرئيس بوتفليقة في فندق الشيراتون في ضواحي العاصمة. وعندما وصل مدخل الفندق وبصفتي رئيس الهيئة المنظمة للمؤتمر قمت باستقباله وقبل أن ندخل إلى قاعة المؤتمر استأذنت الرئيس لحديث جانبي وقلت له قبل البدء بالتحضير للمؤتمر: "كان لدينا انطباع بأن العامل الأمني هو المعوق الأساسي للاستثمار في الجزائر ، لكن وبعد الدورة الأولى للمؤتمر تبين أن المعوق الأكبر للاستثمار هو الإدارة الجزائرية نفسها، أي البيروقراطية وغيرها فوافقني الرأي". وتضمنت كلمتي في جلسة الافتتاح هذه الملاحظة. وبعد انتهاء الجلسة وإنصراف الرئيس بوتفليقة، بادرني مدير التلفزيون الجزائري الصديق حمراوي مستغرباً ما قلت وبحضور الرئيس فكان جوابي أنه وافقني على الملاحظة. وفي المساء دعا الرئيس بوتفليقة جميع المشاركين إلى مأدبة عشاء في قصر الرئاسة.

كان الرئيس بوتفليقة كشخص مميز بكل معنى الكلمة، إلا أن حاشية الرئيس لا سيما في السنوات الأخيرة، هي التي كانت تدير شؤون البلاد مع ما كان ينتج عن ذلك من بطء بيروقراطي وفساد. 

مجموعة "الاقتصاد والأعمال" تتقدّم من أسرة الرئيس ومن الجزائر قيادة وحكومة وشعباً بأحر التعازي.

رؤوف أبو زكي