رئيس عمليات "جنرال موتورز" في أفريقيا والشرق الأوسط
لؤي الشرفاء: "نبحث عن شراكات استراتيجية لتعزيز النمو"

13.06.2021
لؤي الشرفاء
Cadillac Escalade
GMC Hummer EV
Cadillac Lyriq
Chevrolet Groove
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
خطار زيدان

تعتبر شركة "جنرال موتورز" أسواق الشرق الأوسط أسواقاً استراتيجية، ذات أهمية خاصة، وقد شكلت تداعيات جائحة كورونا على الرغم من نتائجها السلبية على مبيعات الشركة، كباقي شركات القطاع، فرصة لإعادة استنباط وسائل تواصل جديدة مع العملاء والوكلاء في المنطقة، وطرق تسويقية مبتكرة من خلال إطلاق منصة رقمية متطورة لاقت تفاعلاً إيجابياً. كما استمرت الشركة في إطلاق الطرازات الجديدة وتسويقها، وتوفير التقنيات المتطورة، مع التحضير للمرحلة المقبلة، وعنوانها الأكبر، السيارات الكهربائية. كما تبحث "جنرال مونورز" في المنطقة عن تحالفات استراتيجية تساعد على مواجهة التحديات وتضمن استمرارية النمو الصحي.... هذه المواضيع شكلت محور اللقاء الذي أجرته "الاقتصاد والأعمال" مع الرئيس والمدير التنفيذي لعمليات "جنرال موتورز" في أفريقيا والشرق الأوسط لؤي الشرفاء.

 

-       كيف تفاعلت "جنرال موتورز" في المنطقة مع أزمة كورونا وتداعياتها؟

استمرت أعمال الشركة وبقينا على تواصل مع مختلف الأسواق على الرغم من الصعوبات وفترة الإغلاق في معظم دول المنطقة، وأطلقنا في شهر أبريل من العام الماضي وخلال أزمة كورونا طراز "شفروليه كابتيفا" Chevrolet Captiva ذات السبعة مقاعد بجيله الجديد، حسب ما كان مقرراً. وحققت مبيعات هذا الطراز نمواً مزدوج الرقم، كما أطلقنا في الربع الرابع من العام 2020 الإصدارات الجديدة من طرازات "شفروليه تاهو" Tahoe Chevrolet، "جي أم سي يوكون" GMC Yukon، و"كاديلاك اسكاليد" Cadillac Escalade. وحققت هذه الطرازات نجاحاً باهراً، وهناك قائمة انتظار لاستلام السيارات. الطلب ينمو بشكل كبير، خصوصاً على السيارات ذات المواصفات الأعلى. نحن مرتاحون وممتنون للطريقة التي تعاطت فيها حكومات دول المنطقة مع هذه الجائحة، سواء من خلال إجراءات السلامة التي فرضت أو من خلال التقدم الكبير في عمليات التلقيح مقارنة مع دول العالم الأخرى، وهذا أعطانا وأعطى العملاء دفعة إيجابية. كما يعود الفضل لشركائنا في المنطقة الذين تمكنوا من التعامل بجدّية وذكاء مع هذه الجائحة، وتطبيق معايير السلامة والأمان التي تعتمدها "جنرال موتورز" منذ سنوات، ما ساعد بشكل كبير على مواجهة هذا التحدي والاستفادة من الظروف القائمة.

-       كيف تأثرت مبيعات الشركة خلال تلك الفترة؟

تراجعت مبيعات "جنرال موتورز" في العام 2020 مقارنة في العام 2019 بنسبة 20 في المئة، وهذا طبيعي، بسبب فترة الإغلاق، لكنها عادت ونمت في الربع الأول من العام 2021 وحققت مستويات قياسية منذ العام 2018.

"جنرال موتورز" ترسم مستقبل قطاع التنقل".

-       هل يمكن القول أن الجائحة فرضت قواعد جديدة ستستمر مفاعيلها في المستقبل، لناحية التسويق والمبيعات ووسائل التفاعل مع العملاء؟ وكيف تتفاعل "جنرال موتورز" مع هذه المتغيرات؟

أصبح التسويق اليوم يعتمد بقوة على المنصات الرقمية. كان لدينا توجه قبل الجائحة للارتقاء بمنصة رقمية عالمية لعملائنا في الشرق الأوسط، وأطلقنا خلال شهر مايو 2020 منصة "تسوق، انقر، انطلق" (Shop, Click, & Drive) وهي أول خدمة تمويل سيارات عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، وتم إطلاق المنتجات الجديدة وتسويقها رقمياً، وسجلت المنصة إقبالاً يؤشر إلى مستقبل واعد في طريقة التعامل الجديدة مع العملاء، وفرصة أكبر وأسرع للتواصل والابتكار، إضافة إلى أنها وسيلة فعالة للادخار في المصاريف وتوجيه التمويل بطريقة مدروسة أكثر. نحن اليوم بصدد دراسة خيارات جديدة للقيام بأعمالنا بشكل أكبر رقمياً وليس فقط عمليات التسويق. لقد تعاملنا مع الظروف التي فرضتها الجائحة وتداعياتها بطريقة إيجابية من خلال إعطاء الثقة للموظف، والمرونة في التعامل معه، وفهم ظروفه وتقديرها، ولم ننقطع عن التفاعل مع الوكلاء والعملاء وتلبية كافة متطلباتهم. نحن نعمل باستمرار على التعلم والتطور واستخدام التكنولوجيا لتسهيل عملية التواصل وخدمة العملاء وتقديم التسهيلات اللازمة لهم بشكل أفضل وأسرع.

أنا أعمل مع "جنرال موتورز" منذ نحو 24 عاماً، وفخور جداً بهذه الشركة والتطورات الحاصلة فيها، خصوصاً في المرحلة الحالية. إن رئيسة الشركة ماري بارا تلعب اليوم دوراً نموذجياً ومؤثراً ليس فقط في قطاع السيارات، وانما أيضاً في عالم الأعمال بشكل عام. وهي اليوم من أبرز وأهم السيدات المؤثرات في العالم، و"جنرال موتورز" هي أيضاً إحدى أهم الشركات الرئيسية المؤثرة في العالم، وتشهد تحولات هامة في سعيها لتحقيق رؤيتها الهادفة والملهمة لعالم يتميز بـ "صفر حوادث، صفر انبعاثات وصفر ازدحام مروري". إن قطاع صناعة السيارات يعيش اليوم في حالة تطور سريعة وهامة. لقد وقّعنا مؤخراً على مذكّرة تفاهم في الإمارات العربية المتحدة مع "شرطة دبي" تهدف إلى تعزيز سلامة الطرق عبر تقنية "أونستار" Onstar للسلامة والأمن داخل المركبة. كما تم التوقيع في شهر أبريل الماضي على اتفاقية بين شركة "كروز" Cruise (الشركة المملوكة في أكثريتها من "جنرال موتورز" والمتخصِّصة في القيادة الذاتية والمركبات التشاركية) و"هيئة الطرق والمواصلات" في دبي لتسليمها 4,000 سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل بحلول العام 2023. كما تم مؤخراً الإعلان عن تحالف بين "جنرال موتورز" و "لوكهيد مارتن" لتطوير مركبة قمرية Lunar Vehicule من الجيل المقبل يتم عبرها نقل روّاد الفضاء إلى سطح القمر ضمن برنامج "أرتميس" لدى "ناسا"، ما يساهم بشكل أساسي في تعزيز وتوسعة نطاق المهام التي يقوم بها البشر لاستكشاف الفضاء، واستكشاف القمر بشكل أفضل.

"ما يحصل اليوم في "جنرال موتورز" يؤكد أننا نقود الطريق لتحويل وجه صناعة السيارات ورسم مستقبل قطاع التنقل".

-       أعلنتم مؤخراً عن طرح تقنية "أونستار" OnStar على بعض طرازات "جنرال موتورز" الجديدة. ما هي ميزات هذه التقنية؟ وهل سيتم تضمينها على كافة منتجات "جنرال موتورز" في أسواق المنطقة؟

"أونستار" هي عبارة عن تقنية اتصال رائدة في مجال السلامة والأمن داخل المركبة يمكن الاستعانة بها خلال مواجهة الظروف الطارئة وغير المتوقَّعة أو لطلب أي دعم أو معلومات. تؤمّن هذه التقنية الاتصال بين سائق المركبة وأحد موظفي قسم علاقات العملاء عبر لمسة زر بسيطة. نحن نتجه إلى تجهيز كافة منتجات "جنرال موتورز" في المنطقة بهذه التقنية المتطورة.

-       ما هي خطط "جنرال موتورز" في مجال المركبات الكهربائية لكل من العلامات الثلاث "شفروليه"، "جي أم سي" و"كاديلاك"؟  

نحن نتجه بقوة نحو مستقبل كهربائي بالكامل. أطلقنا طراز "شفروليه بولت" Bolt الكهربائي في العام 2017، وسنطلق خلال الربع الثالث من العام الحالي طراز Bolt-EUV، وفي الربع الرابع من العام 2022 سيتم إطلاق طراز "جي ام سي هامر" GMC Hummer” EV"، و” كاديلاك ليريك” Cadillac Lyriq في العام 2023. أعلنت "جنرال موتورز" في نهاية العام الماضي أنها سوف تستثمر 27 مليار دولار لإنتاج 30 سيارة كهربائية بحلول العام 2025.

 تعاون مرتقب لتطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية.  

-       هل تنوي "جنرال موتورز" الاستثمار بشكل مباشر في تطوير البنى التحتية اللازمة للسيارات الكهربائية في المنطقة، أو المساعدة في هذا المجال مع السلطات المختصة؟

كل الخيارات مطروحة. نحن نعمل مع الحكومات في عدد من الدول، وعلى كافة الأصعدة، لنتمكن من تحقيق رؤية "جنرال موتورز". نحن نبحث عن تحالفات استراتيجية لتسريع النمو ومواكبة التطورات. إن وتيرة التحول التكنولوجي الحاصل يحتم علينا القيام بشراكات قوية. لدينا تحالفات استراتيجية مع "هوندا"، و "مايكروسوفت" من خلال شركة "كروز". لدينا أيضاً تحالف مع "لوكهيد مارتن" كما ذكرت سابقاً، وفي المنطقة نبحث عن شراكات وتحالفات استراتيجية.

-       هل تتواصل "جنرال موتورز" مع شركات السيارات الأخرى للتعاون والمساعدة في تهيئة البنية التحتية للسيارات الكهربائية في المنطقة؟

هذا ممكن. وقد يكون التعاون أيضاً مع جهات أخرى، مثل الوكلاء أو جهات رسمية في دول المنطقة. 

-       ما هي الأسواق في المنطقة الأكثر جاهزية لاستقبال السيارات الكهربائية؟

هناك دول جهوزيتها أكبر من دول أخرى ومدن أكثر من غيرها. لا شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وخصوصاً دبي، تعتبر الأكثر جهوزية، إضافة إلى مشروع "نيوم" في المملكة العربية السعودية.

السيارات الكهربائية متوفرة في الأردن منذ سنوات، وفي مصر يتم إصدار التشريعات المسهلة لدخول السيارات الكهربائية.

تأخر وصول بعض الطرازات بسبب أزمة الشرائح. 

-       من المتوقع أن ينعكس النقص العالمي الحاصل في انتاج الشرائح الالكترونية المخصصة للسيارات على حجم انتاج الشركات عالمياً، والذي قد يتراجع بنحو 4 ملايين وحدة خلال العام الحالي. هل ستشهد أسواق دول المنطقة نقصاً في توفر كمية طرازات "جنرال موتورز" أو قطع الغيار؟

إن توفر قطع الغيار يعتبر مؤشراً رئيسياً بالنسبة لنا، في العالم وفي المنطقة. ليس لدينا مشكلة في موضوع قطع الغيار. يتوفر في مخازن الشركة في منطقة جبل علي في دبي نحو 90 ألف رقم مختلف لقطع الغيار، أي ما قيمته نحو 60 إلى 70 مليون دولار.

من المؤكد أننا تأثرنا جميعاً بأزمة إنتاج الشرائح، وعندما أقول أن لدينا قائمة انتظار لعدد من الطرازات، فهذا سببه هذه الأزمة العالمية. لكننا تعلمنا كيفية طلب سياراتنا التي يرغبها العملاء. لقد أعطتنا هذه الأزمة أفكاراً جديدة لنكون أكثر فعالية وكفاءة في طلب السيارات، بمعنى توفير كميات أكبر من الطلب المتوقع تحسباً لأي حالات طارئة ولتلبية الاحتياجات والطلبات الغير متوقعة. أصبحنا أكثر ذكاءً في التعامل مع هذه الظروف.

-       يلاحظ أن حصة "جنرال موتورز" تراجعت في السنوات الأخيرة في بعض الأسواق لمصلحة بعض المنافسين، مثل الشركات الكورية. هل يعود السبب إلى عدم تمكن "جنرال موتورز" من تعويض غياب بعض الطرازات الأيقونية التي كانت متوفرة في السابق، مثل "شفروليه كابريس"، "لومينا"....؟

إن الطلب اليوم اختلف عن ما كان عليه في الماضي، وهو يتوجه أكثر فأكثر نحو السيارات المتعددة الاستعمالات الرياضية. وقد بدأ هذا التوجه منذ نحو 5 سنوات، خصوصاً في الامارات، وفي قطر والكويت. لدينا العديد من السيارات الأيقونية التي لا زالت تستقطب عملاء دول المنطقة، وهذه السيارات تشكل جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمعات، مثل "شفروليه كمارو"، "كورفيت"، "سوبربان"، "تاهو"، و "جي أم سي يوكون"، و"كاديلاك إسكاليد"، وغيرها. وسنستمر في إنتاج وتطوير سيارات أيقونية يعشقها العملاء. إن "شفروليه" في مصر تحتل المرتبة الأولى منذ 13 عاماً متتالياً، كما إن "جنرال موتورز" وعلاماتها الثلاث في مراكز متقدمة جداً في قائمة شركات السيارات في مختلف دول الشرق الأوسط.

"كاديلاك" تقود عملية الانتقال نحو مستقبل كهربائي".    

-       لماذا لم تتمكن علامة "كاديلاك" من إثبات نفسها في دول المنطقة بين علامات السيارات الفخمة، على الرغم من عراقتها وتشكيلة سياراتها المميزة؟

يُعدّ الشرق الأوسط السوق الأكبر لدى "كاديلاك" خارج الصين وأميركا الشمالية، ونحن نعمل على إطلاق مركبات استثنائية في السوق تتضمن أفضل التقنيات في العالم. إن المستقبل سيكون باهراً لعلامة "كاديلاك" بفضل التصاميم الرائعة والتقنيات المبتكرة لسياراتها الحالية المحدّثة والطرازات التي سيتم إطلاقها في المستقبل. طرحنا مؤخراً طراز "إسكاليد" بجيله الجديد وتصميمه المبتكر المميز وتقنياته المتطورة، وهو يستقطب اليوم عملاء جدد كثر كانوا يملكون علامات فخمة أخرى.

إن "كاديلاك" ستقود عملية انتقال "جنرال موتورز" إلى مستقبل كهربائي بالكامل، وذلك من خلال التزامها الجريء في إنتاج مجموعة كهربائية من المركبات. وتُعدّ "ليريك" Lyriq التي سيتم إطلاقها في المنطقة بحلول منتصف العام 2023، أولى هذه المركبات المتميّزة عالمياً التي ستجعل "كاديلاك" رائدة ليس من ناحية الفخامة فحسب، وإنما أيضاً في مجال المركبات الكهربائية.

-       كيف تنظرون إلى منافسة السيارات الصينية التي بدأت تغزو أسواق دول المنطقة وتأخذ من حصص الشركات الأخرى؟ هل ترون نفسكم في موقع المنافسة، خصوصاً في قطاع السيارات الصغيرة التي يشكل فيها عامل السعر عاملاً رئيسياً في قرار الشراء؟

كنا من أوائل المصنّعين الذي استثمروا في الصين. سوف ننافس بالتأكيد. لدينا خط إنتاج قادم أكثر قوة واشراقاً. لدينا تشكيلة كاملة من الطرازات التي ترضي كافة الشرائح، وسوف نستمر في طرح ما يناسب أسواق المنطقة من سيارات وتقنيات مبتكرة. سوف نطرح في الربع الثالث من هذا العام سيارة "غروف" Groove ذات الخمسة مقاعد، والمصنّعة في الصين، ولدينا مفاجأة في الفصل الأول من 2022. إن منطقة الشرق الأوسط هامة واستراتيجية بالنسبة لنا. لن ندّخر جهداً للاستمرار في النمو، والاهتمام بقاعدة عملائنا الذين يفضلون سياراتنا.

-       هل أنتم راضون عن شبكة وكلاء "جنرال موتورز" في دول المنطقة؟

نحن راضون جداً. قد نختلف أحياناً حول مواضيع معينة، وهذا يحصل داخل البيت الواحد، لكن بصمتنا قوية جدا في المنطقة، ووكلاؤنا هم شركاء النجاح، وامتداد له، وقد ساهموا اسهاماً فعالاً في ما وصلت اليه "جنرال موتورز" اليوم، من خلال عملهم الدؤوب. لولاهم لما وصلنا إلى ما نحن عليه في المنطقة. هم جزء لا يتجزأ من نظام "جنرال موتورز" البيئي.

-       هل تدعم "جنرال موتورز" وكلائها في لبنان في ظل الظروف الصعبة التي يمر فيها الاقتصاد اللبناني والتراجع الدرامي لمبيعات السيارات؟

واجه لبنان ظروفاً صعبة على مر التاريخ، واستطاع أن ينتصر عليها ويخرج منها معافاً. إن وكلاء "جنرال موتورز" في لبنان، "ريمكو" و "إمبكس"، مرنين وأذكياء جداً، لهما تاريخ عريق في قطاع السيارات ولديهما القدرة على التعامل مع مختلف الظروف مهما كانت صعبة، ونحن معهما دائماً، وفخورون في هذه الشراكة الناجحة.