"سياحة دبي" نحو التعافي والعلاج
اجراءات كورونا وتوفير اللقاح

07.06.2021
عصام كاظم
Twitter icon
Facebook icon
LinkedIn icon
e-mail icon
شارك هذه الصفحة مع آخرين
Print Friendly, PDF & Email
زينة أبوزكي

وكأن "كورونا مرت من هنا"، هذا هو الانطباع السائد عند زيارة دبي، فالاجراءات التي اتخذتها الإمارة لمواجهة الجائحة على كافة الصعد أثبتت مرة جديدة أنها قادرة على مواجهة التحديات وتذليل العقبات. ويأتي تنظيمها لسوق السفر العربي في نسخته الحية مؤخراً ليؤكد أن دبي لطالما كانت سباقة ورائدة في إداراتها للأزمات وهذه المرة من بوابة الفعاليات وبصورة أوسع قطاع السياحة والسفر، إذا يبدو جلياً أن الإمارة تسير بخطى ثابتة نحو عودة الحياة الطبيعية وبالتالي استعادة نشاطها السياحي. وفي هذا الإطار يتحدث المدير التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي – دبي للسياحة عصام كاظم للإقتصاد والأعمال عن الاجراءات التي اتخذتها الإمارة بهدف إعادة تنشيط حركة السياحة.

"التعايش مع كورونا أصبح واقعاً" يقول كاظم، وأن الأشياء المتعلقة بكورونا مثل قناع الوجه وفحص PCR أصبحت أموراً علينا أن نعتاد عليها لأنها تشكل نمط الحياة الجديد أقلها على المدى القصير والمتوسط، وهذا إجراء بسيط إذا أردنا العودة إلى حياتنا الطبيعية. والأهم الآن هو أن يتم توزيع اللقاح بشكل كامل، ونحن من أوائل الدول في عدد اللقاحات بالنسبة لعدد السكان، حيث أن الحكومة قامت بدورها كاملاً في هذا المجال. ويرى كاظم أنه بتأمين اللقاح لدول العالم، ومع الحديث عن جواز السفر الرقمي أو "جواز اللقاح"، من المرجح أن تساعد هذه الاجراءات الناس على العودة لممارسة نشاطاتها الاعتيادية ومن السفر.

دبي مدينة آمنة للسفر 

ويؤكد كاظم أن معرض سوق السفر العربي، الذي انعقد مؤخراً في دبي يعتبر أكبر مثال على سياسات دبي ودولة الإمارات ونجاحها في كيفية سيطرتها على الوباء، حيث "كنا من أوائل الدول التى أغلقت، ثم بدأ التركيز على سلامة وصحة الناس في دبي، وفي نفس الوقت بدأنا بدارسة الإجراءات الجديدة التي يجب أن نتخذها عند فتح البلاد من جديد. وأثمرت الإجراءات المتبعة حصولنا على شهادة مجلس السفر والسياحة العالمي كمدينة آمنة للسفر وهذا أمر مهم جداً على الصعيد الدولي. كما أننا عملنا بحهد مع بلدية دبي ودائرة التنمية الاقتصادية على اجراءات جديدة وأطلقنا ختم جديد هو "Dubai Assured" في يوليو 2020 ، وهو التأكيد للضيوف إلى أنه تم الالتزام بتدابير السلامة والنظافة التي تحددها السلطات في جميع نقاط الاتصال للسياح والمقيمين، بحيث يقوم مراقبي سياحة دبي بزيارة كل مطعم أو متجر أو مركز تجاري حاصل على هذا الختم كل أسبوعين للتأكد من تطبيقه للسيايات والاجراءات الجديدة وأهمها التعقيم، ارتداء القناع والتباعد الاجتماعي كي يشعر الجميع بالسلامة والأمان، وبالتالي التأكد من الاجراءت التي يتم تنفيذها بتفاصيلها الدقيقة.

تنوع الأسواق خفف من تداعيات كورونا

وعن مدى تأثير الجائحة على الخطط التسويقية، يقول كاظم، عام 2013 كسرنا حاجز 10 مليون سائح وكان رقم كبير بالنسبة لنا، حيث كنا في المراتب السبع الأوائل عالمياً من الوجهات الأكثر زيارة من السياح الدوليين، وكان هدفنا زيادة عدد السياح وبلوغ أرقام جديدة، فتم التركيز على توسيع مروحة الأسواق السبع المستهدفة على أن يستمر الاهتمام بالأسواق التقليدية والتوجه إلى أسواق جديدة. فتم التركيز على 20 سوقاً جديدة، ومع حلول عام 2019 وصلنا بتسويق دبي في أكثر من 50 سوقاً.

ويضيف كاظم "سياسة تنوع الأسواق تلك ساعدتنا في المرحلة التي نمر فيها في الوقت الراهن، حيث أن خططنا كانت تتركز على إيجاد أسواق بديلة في حال لم يحقق سوق ما النتائج المرجوة.وفي الوقت عينه كان العمل يجري على كيفية زيادة الأرقام السياحية بطريقة مستدامة، أي المحافظة على الأسواق الموجودة، وذلك بالشراكة مع القطاعات المختلفة من فنادق وشركات طيران وغيرها من الشركاءالذين لديهم القدرة الاستيعابية لإيصال سياح هذا السوق واستقبالهم في دبي.

نمو في حركة بعض الأسواق مثل مصر وفرنسا

وعن التغيرات التي أحدثتهاالجائحة يقول كاظم، نحن ندرس الأسواق وأوضاعها ضمن معايير الأمن والأمان، فالمسافرون من الأسواق التي تتمتع بالأمن والسلامة يمكنهم القدوم إلى دبي ولكن عند الوصول، يجب اتخاذ التدابير التي من شأنها التأكد من سلامة الزوار القادمين. وفي الفترة الأخيرة تمكنا من إيجاد أسواق جديدة تشهد نمواً مثل مصر وفرنسا ورابطة الدول المستقلة.

وبحسب خبرتنا يقول كاظم"عندما كنا نجد انخفاضاً ما في الأعداد من أسواق معينة نتيجة عوامل لا يمكنناالتحكم بها كنا نعوض هذا الانخفاض من خلال التوجه نحوأسواق جديدة. فالهند على سبيل المثال، كانت تحتل المرتبة الأولى بالنسبة لعدد السياح، كذلك الأمر بالنسبة للصين التي كانت قبل إطلاق الاستراتيجية خارج الدول الأوائل العشر من حيث عدد السياح، واستطاعت قبل الجائحةأن تحتل المرتبة الخامسة. وعلى نفس المنوال، نعمل على تنمية بعض الأسواق التي تتنافس على المراتب العشرالأولى بالنسبة لعدد الزوار إلى دبي.

الحملات الترويجية مستمرة والنتائج إيجابية

وعن توقعاته بالنسبة للتعافي في حركة السياح، يقول كاظم، يصعب التوقع بمدى تحقيق التعافي خاصةً وأن هناك أسباب خارج طاقتنا، فنحن يمكننا العمل على الحملات الترويجية والتعاون مع شركات الطيران والشركاء الآخرين بهدف الوصول إلى كل الشرائح المعنية وجذبهم لزيارة دبي. وهنا لا بد أن أشير إلى أن الحملات الترويجية التي قمنا بها بعد انتهاء اجراءات الإغلاق الشامل أدت إلى نتائج مثمرة وردود فعل إيجابية من ناحيةالاندفاع لزيارة دبي واستكشاف مناطق الجذب فيها، ما يدل على نجاح جهودنا. ولكن بالنسبة للأسباب الخارجة عن إرادتنا مثل الدول التي لا تزال تغلق حدودهاأو أن دبي ليست ضمن القائمة الخضراء عندها، فيتم التنسيق مع الإدارات المعنية مثل وزارة الخارجية التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه، مستعينة بالدراسات التي نجريها، وتتواصل الوزارة مع حكومات الدول الأخرى لنقل الصورة الصحيحة عن دبي بالنسبة للأمن والأمان.

1.6 مليون سائح خلال الربع الأول

وبالنسبة لمؤشرات التحسن في حركةالسياح يقول كاظم: منذ نهايةالإغلاق في تموز/يوليو الماضي، استقبلنا 40 الف سائح ولكن بالمقارنة مع أذار/مارس 2021 حيث بلغ عدد السياح أكثر من 450 الف سائح، نجد زيادة تقدر بحوالي 10 أضعاف بالمقارنة مع يوليو الماضي، كما بلغ العدد نحو 1.6 مليون سائح في الربع الأول من العام الجاري ما يدل على أن الطلب يتزايد وأن الرغبة في المجيء إلى دبي موجودة لا سيما مع تخفيف القيود على السفر.